هناك عدد من السلوكيات التي تتحول لمشكلات ترتبط بالنوم مع شريك الحياة الزوجية، كثيرا ما تؤدي لاستقلال كل من الزوجين في مخدع لوحده، ما قد يؤثر سلبا على علاقتهما الزوجية.
ونعرض فيما يلي أهم هذه المشكلات، والطرق الأنسب لحلها:
1- مشكلة حرارة الغرفة
إذا كان أحد الشريكين كثير التحسس من البرد ويفضل أن ينام في درجة عالية من الحرارة، بينما يفضل الآخر درجات الحرارة المتدنية.
والحل هو بانتخاب حل وسط إذا كان في الغرفة مكيف (ينصح المختصون بالنوم في درجات حرارة تتراوح بين 20 - 22 مئوية)، أو أن يلجأ الشريك الذي يحب الدفء إلى ارتداء ثوب نوم (بيجاما) أكثر سماكة، أو استخدام "بطانية" إضافية، بينما ينام الشريك الذي يفضل البرد تحت غطاء رقيق أو دون غطاء.
ويفيد انتخاب سرير واسع، وذلك من أجل تجنب نقل حرارة جسد أحد الشريكين إلى الآخر.
2- مشكلة الإضاءة
قد يرغب أحد الشريكين أن ينام في ظلمة داكنة (وهو الخيار الطبيعي، لأن إفراز الدماغ لهرمون النوم "ميلاتونين" يحصل في الظلام)، بينما اعتاد الشريك الآخر أن ينام مع بعض الإضاءة بالغرفة.
والحل في هذه الحال كما ينصح المختصون أن يبقي الزوجان على ضوء خافت في إحدى زوايا الغرفة، أو أن يستخدم الشريك الذي يفضل الظلمة قناع الضوء القماشي على عينيه، وهي حيلة كثيرا ما يلجأ إليها المسافرون في الطائرات.
وقد صار متوفرا اليوم في البلاد الغربية نوعٌ من المصابيح الكهربائية الخافتة التي تمنع الأطياف الزرقاء كالتي تصدر من التليفزيون والحاسوب، والتي أصبح دورها في تسبيب الأرق معروفا.
3- مشكلة الشخير
تدل الإحصاءات على أن حوالي سدس البالغين يعانون من درجة من الشخير أثناء نومهم، ما ينتج عنه تدنٍ في مستوى راحتهم الليلية وراحة أزواجهم، ويحدث الشخير عادة من اهتزازات الحنك الخلفي واللهاة في البلعوم اثناء مرور هواء الشهيق من ممرات هوائية ضيقة.
ومن المعروف أن الرجال معرضون لهذه المشكلة بدرجة أكبر من تعرض النساء لها، كما أنه من المعروف أن مشكلة الشخير تزداد بازدياد العمر.
وهناك عدد من الأمور التي تؤهب لظاهرة الشخير، منها البدانة، واحتقان الانف، والنوم على الظهر، والتعب الشديد اثناء النهار، وقد يكون الشخير أحيانا علامة لحالة مرضية هامة هي انقطاع النفس أثناء النوم، وهي حالة يمكن علاجها لدى أخصائيي اضطرابات النوم.
وقد خصصنا مقالا مفصلا لظاهرة الشخير وأسبابها وطرق علاجها، والى أن يستطيع المصاب بالشخير التوصل لعلاج شاف عن طريق تعديل عاداته الخاصة (كإنقاص الوزن ومزاولة الرياضة ، والتوقف عن التدخين، والنوم على الجانب ورفع السرير من جهة الرأس)، او عن طريق الطبيب (الذي بإمكانه معالجة اي انسداد في الأنف أو البلعوم ، وتوسيع المجاري التنفسية العلوية بالأدوية او الجراحة)، ننصح الشريك الذي لا يشكو من الشخير ان يستخدم سدادات أذنية (كالتي تستخدم في الطائرات)، أو أن يحيط أذنيه بعدد من الوسادات التي تعكس أصوات الشخير، بحيث تمكنه من متابعة النوم .
4- مشكلة اختلاف توقيت النوم والاستيقاظ
تكمن في كل منا "ساعة داخلية" هي التي تحدد ساعة لجوئنا للسرير وساعة نهوضنا منه، ومع انه بالإمكان تعديل هذا التوقيت بعض الشيء بالتدريب، إلا ان ذلك صعب ، بل قد يكون مستحيلا في بعض الحالات.
فإذا كان هناك خلاف هام حول هذا الامر بين الزوجين ، فلا بد من الوصول إلى حلول وسط يقبل بها الطرفان. كأن يتعهد الشريك الذي يحب السهر مثلا أن يلزم الهدوء قدر المستطاع في فعالياته ولا يوقظ صاحبه من نومه، وقد يستخدم السماعات الخاصة للاستماع للتليفزيون او المذياع، ويتعهد الآخر ان يفعل الشيء نفسه في الصباح، وليتفق الطرفان على توقيت مناسب (أولى ساعات الليل او ساعة متأخرة في الصباح مثلا) للأحاديث أو الفعاليات المشتركة بينهما.
5- مشكلة "شد اللحاف"
لا يطيب النوم للبعض إلا إذا لفوا أنفسهم لفا كاملا بغطاء السرير، ما يترك شركاءهم يعانون البرد من كشف أجسادهم ، وما يدعو لمشادة " شد اللحاف" خلال الليل ، الأمر الذي يجعل كلا الشريكين يعانيان من الإرهاق في الصباح .
ولا يدرك الشريك الذي اعتاد سحب الغطاء لطرفه أنه يؤذي شريكه بالطبع ، والحل يتطلب - ببساطة - أن يكون لكل شريك غطاء سرير مستقل حتى لا يتاح لهذه المشكلة أن تتكرر .
6- مشكلة الخلفية الصوتية
يحب البعض ان يناموا على خلفية صوتية صادرة من التلفزيون او المذياع، بينما يفضل الآخرون الصمت التام، فإذا كان الزوجان من مدرستين متعاكستين في مجال الصوت، فهناك اكثر من حل متوفر لهما، إذ يستطيع الذي يرغب بسماع الموسيقا أن يستخدم المذياع المثبت على الرأس والأذنين ، كما يمكن للطرفين أن يستمعا لموسيقا خافتة، او يمكن للطرف الذي يفضل السكون أن يستخدم السدادات الاذنية التي تستعمل في الطائرة، أو ان يدني إلى مكانه على السرير مروحة يغطي صوتها الناعم صوت المذياع او التلفزيون.
7- مشكلة الحركة أثناء النوم
يعهد البعض إلى تحريك الأطراف أو الرفس بالأرجل او التقلب في السرير عدة مرات خلال الليلة ( وهم عادة الأزواج الرجال)، مما يجعل الطرف الثاني (وهو عادة الزوجة) محروما من النوم الهادئ معظم ساعات الليل ، وحل هذه المشكلة يتم بتوفير غطاءين منفصلين للزوج والزوجة، كما يفيد استخدام فراش طري foam mattress يخفف من تأثير حركات الجسم المفاجئة، وانتخاب سرير واسع يسمح بإبقاء بعض المسافة الحرة بين الزوجين.