جبهات القتال تدخل مــــرحلة جديدة من المواجهات بين قوات الشرعـــية والميليشيا

دخلت جبهات القتال في اليمن مرحلة جديدة من المواجهات بين الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة ثانية، بعد التصعيد الأخير من قبل الميليشيا، والمتمثل في إطلاق صواريخ بالستية باتجاه الأراضي السعودية، وإشعال فتيل الحرب في جميع الجبهات، دون مراعاة للتهدئة المعلنة، تزامناً مع استمرار تعنّتهم ورفضهم لجميع المقترحات المقدمة على طاولة المشاورات في الكويت.

 

وفي التفاصيل، أطلقت ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح صاروخاً بالستياً، هو الثاني في أقل من أسبوع، على الأراضي السعودية من منطقة نقيل عجيب، التابعة لمديرية ريدة بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، فيما تمكنت الدفاعات الجوية للقوات السعودية من اعتراضه في منطقة حدودية مع اليمن.

 

وكانت الميليشيات أعلنت، منذ أيام، استهداف قاعدة خميس مشيط العسكرية السعودية بصاروخ بالستي رداً على ما وصفته بالخروقات المتواصلة، في حين شنّت مقاتلات التحالف أكثر من 20 غارة جوية على عدد من مناطق مدريتي خمر وحرف سفيان في عمران، حيث استهدفت خلالها مخازن أسلحة وآليات عسكرية ثقيلة كانت الميليشيات نهبتها من مقر لواء العمالقة الذي اقتحمته أخيراً.

 

التصعيد الجديد للميليشيا دفع مقاتلات التحالف إلى معاودة الغارات على مواقع وتجمعات الانقلابيين في محافظات عدة، في حين أعلنت الميليشيا أن عناصرها استهدفوا مجدداً الحدود السعودية، بحجة الرد على غارات الطيران.

 

وشهدت جبهات القتال في مديرية نهم شمال العاصمة صنعاء، مواجهات عنيفة مع الميليشيا، حيث تركزت في مناطق الملح وقرود وجنوب جبل الشبكة وبني بارق، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها صواريخ الكاتيوشا، فيما حلّقت مقاتلات التحالف بشكل مكثف في سماء المنطقة.

 

وذكر مصدر في مقاومة نهم لـ«الإمارات اليوم» أن المواجهات تجددت بين الجانبين بشكل عنيف في جميع الجبهات المشتعلة في أطراف مديرية نهم، من اتجاه بني حشيش ونقيل ابن غيلان الممتد إلى أطراف مديرية أرحب، مشيراً إلى أن مرحلة جديدة من المواجهات بدأت في ظل تصعيد الميليشيا عملياتها العسكرية وخروقاتها المستمرة في تلك المناطق.

 

وأوضح المصدر أن قوات الجيش والمقاومة، بعد ضبط للنفس دام نحو الأربعة أسابيع، بدأت بالرد المباشر على مصادر النيران التي تطالها من مواقع الميليشيا بشكل مستمر خلال فترة الهدنة، والتي سجلت خلالها أكثر من 123 خرقاً، تمثلت في قصف مدفعي وصاروخي، ومحاولات للتقدم والزحف باتجاه مواقع المقاومة والجيش شمال العاصمة.

 

وأكد المصدر أن المرحلة الراهنة ستشهد تحرير العاصمة والمحافظات والمدن المحيطة بها من الميليشيا، لتنفيذ القرار الأممي 2216 بالقوة على أرض الواقع، بعد ترنح مشاورات الكويت برعاية الأمم المتحدة، التي سعت لتنفيذ القرار بالطرق السلمية، لكن الميليشيات استمرت بالمراوغة والتنصل من التزامها السابق بتنفيذه.

 

وفي محافظة الجوف، قال الناطق باسم مقاومة المحافظة عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، إن المعارك مع الميليشيا تجددت في مختلف جبهات المحافظة، منذ أول من أمس، وبشكل عنيف، مشيراً إلى أن التهدئة انتهت، وإن عملية التحرير في مرحلتها الجديدة بدأت.

 

وأكد الأشرف أن قوات الجيش والمقاومة في المتون صدت هجوماً واسعاً للميليشيا في مناطق مزوية ومعيمرة بالمتون، وأن تبادل القصف بين الجانبين استمر منذ ليل الجمعة حتى أمس دون توقف، وأن جبهات المصلوب والغيل مشتعلة بالمواجهات، في إطار عملية استكمال تحرير المحافظة من الميليشيا، التي دفعتها المقاومة والجيش لخوض هذه المواجهات باستمرارها في عملياتها العسكرية، وانتهاك الهدنة منذ دخولها حيز التنفيذ في الـ10 من أبريل الماضي.

 

وأشار إلى أن جبهات صبرين والعقبة في شمال مديرية الحزم، عاصمة المحافظة، هي الأخرى تجددت فيها المعارك مع الميليشيا، لافتاً إلى أن مواجهات المتون هي أكثر دموية بعد قيام الميليشيا بشنّ هجوم على قرى المتون من جميع الجهات. وكانت مقاتلات التحالف شنّت سلسلة من الغارات على تعزيزات للميليشيا في منطقة الساقية بمديرية الغيل غرب المحافظة، وفقاً للمركز الإعلامي التابع للمقاومة في المحافظة، الذي أكد استهداف طيران التحالف أطقماً عسكرية تابعة للميليشيا في الساقية جنوب الغيل.

 

وفي محافظة مأرب، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من إفشال محاولات تسلل للميليشيا باتجاه المخدرة وهيلان غرب المحافظة، فيما تعرضت مناطق في محيط صرواح والمشجح لقصف مدفعي وصاروخي استهدف مواقع المقاومة والجيش.

 

وقالت مصادر عدة في مأرب إن قوات الجيش والمقاومة بدأت بالتحرك باتجاه تحرير ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيا في المحافظة، بعد وصول تعزيزات ضخمة لقوات الشرعية إلى معسكر تداوين التابع للشرعية قادمة من منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. وقدر المصدر هذه التعزيزات بـ200 طقم عسكري، و100 مدرعة حديثة.

 

وفي محافظة شبوة، قصفت الميليشيا مواقع قوات الجيش والمقاومة في عسيلان، مستهدفة مواقع تابعة للواء 19 مشاة وعدد من المناطق والقرى في المديرية.

 

وذكرت مصادر إعلامية رسمية أن الميليشيا استهدفت منشآت حيوية ومجموعة من القرى في وادي بلحارث بمديرية عسيلان بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى وقوع أضرار بالغة في تلك المنشآت.

 

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن قائد اللواء 19 مشاة العميد الركن مسفر الحارثي، أن الميليشيا استهدفت محطة كهرباء عسيلان وخمس قرى بـ20 صاروخاً، إلا أنه رغم قوة الصواريخ لم تصب أهدافها، مشيراً بأنها موجودة في مرتفعات بمديريتي عين وبيحان.

 

ونوّه قائد اللواء 19 مشاة بسيطرة اللواء والمقاومة على الموقف القتالي في خطوط التماس والمواجهات مع الميليشيا، التي أكد اندحارها وتراجعها وانكسارها وفرارها، تاركة خلفها جثث العشرات من عناصرها.

 

وفي جبهات وسط وجنوب اليمن، شهدت المناطق الجنوبية المحاذية لتعز في ذوباب وباب المندب والمضاربة وكرش والشريجة، وصول تعزيزات ضخمة لقوات الشرعية والتحالف العربي، قادمة من عدن، في إطار تحركات جديدة لمواجهة الميليشيا، التي دفعت بتعزيزات مماثلة إلى مناطق التماس مع الجنوب، خصوصاً المحاذية للممر المائي الاستراتيجي المتمثل في باب المندب، وذكر مصدر عسكري في تعز، أن هناك ترتيبات تجرى حالياً لمواجهة تلك التحركات التي شهدتها جبهات الوازعية والمخاء وكرش من قبل الميليشيا، التي عزّزت صفوفها بآليات عسكرية ثقيلة منها راجمات صواريخ، وقامت بمهاجمة الممر المائي في باب المندب بصاروخ بالستي أخيراً.

 

وفي جبهات مدينة تعز، أكد المصدر أن جبل الشماسي وحوض الأشراف وحي الثورة والدعوة وكلابة والكمب والجحملية شرق المدينة شهدت مواجهات وانفجارات قوية، نتيجة قصفها بالمدفعية الثقيلة من قبل الميليشيا، فيما تواصلت الاشتباكات مع الميليشيا في محيط السجن المركزي ومعسكر اللواء 35 غرب المدينة.

 

وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش والمقاومة صدت محاولة تقدم للميليشيا باتجاه مناطق جديدة بالوازعية جنوب تعز باتجاه الصبيحة بمحافظة لحج.

 

إلى ذلك نجا القيادي في مقاومة تعز عبدالله علي الشيباني، من محاولة اغتيال، عقب استهداف سيارته التي كان يستقلها مع ابنه بقذيفة «آر بي جي» بمنطقة المركز مديرية الشمايتين، أمس، من قبل مسلحين، ما أدى إلى إصابته ونجله بإصابات طفيفة.

 

وفي محافظة حضرموت، تواصلت العمليات الأمنية لقوات الشرعية والتحالف ضد عناصر «القاعدة» الكامنة، التي تشكل خلايا نائمة، وفقاً لمصدر أمني، الذي أكد قيام قوات النخبة الحضرمية باعتقال أحد عناصر التنظيم في حي الديس بمدينة المكلا، كما قامت بدهم منطقة شعب البادية واعتقال ستة من عناصر التنظيم.

 

وقالت مصادر إعلامية يمنية، إن تنظيم «القاعدة» في اليمن بايع أحد قادته المكنى بـ«أبي عقيل» زعيماً للتنظيم، وقاسم الريمي نائباً له، إلى جانب مبايعة القيادي في التنظيم صقر عمار، أميراً للتنظيم في شمال اليمن، وأشارت المصادر إلى أن (أبي عقيل) يعد أحد تلامذة أسامة بن لادن.