“لا تخدع نفسك، حيث أن رائحة الفم الكريهة لا تبدو واضحةً للضحية، ولا سبيل لتعرف بوجودها عندما تجد طريقها إلى فمك”، هكذا قال أحد الإعلانات عن غسول Listerine للفم في العام 1928.
كثيراً ما نقلق بسبب رائحة الفم النتنة أو الكبريتية، بل إن هناك من يصاب برهاب رائحة الفم الكريهة، حيث يخشى دائماً أن تكون رائحة فمه كريهة.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 50% من الناس يعانون من رائحة فم كريهة، ويبدو أن ذلك أمر مبالغ به، حيث تصل نسبة من لديهم “رائحة فم كريهة ومنفرة” حوالي 2.4% من البالغين الكبار، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
كيف تكتشف رائحة فمك؟
ويكون من الصعب أن تتعرف بنفسك على إصابتك برائحة فم كريهة، فالتنفس في يديك لا يوضح لك شيئاً سوى ما إذا كانت رائحة يديك كريهة. كما أن لعق ظهر الرسغ واشتمامه بعد 10 ثواني لا يكون دقيقاً أيضاً.
ومن الأرجح أن يؤدي تنظيف الأسنان بالخيط الطبي ثم اشتمامه إلى توضيح رائحة الطعام المتحلل. ولا يرتبط المذاق الموجود بفمك ارتباطاً كبيراً برائحة فمك الكريهة.
ويوجد بالعيادات الطبية أجهزة لقياس مدى سوء رائحة الفم تقيس انبعاثات الكبريت؛ ومع ذلك، فإن الوسيلة الأكثر مصداقية في قيام خبير باشتمام رائحة الفم وتحديد مستوى ونوع الرائحة. وفي حالة الإخفاق، يمكن لأي صديق لك أن يفعل ذلك.
كيف تنشأ رائحة الفم الكريهة؟
تنشأ رائحة الفم الكريهة لدى 85% من الأشخاص داخل الفم، وقد تظن أن الأمر واضح، لكن التهاب اللوزتين والارتجاع الحمضي في المريء ومشكلات الكلى والكبد يمكن أن تكون أيضاً سبباً لرائحة الفم الكريهة.
ومع ذلك، عادة ما تكون رائحة الفم الكريهة ناجمة عن أكثر من 600 نوعاً من البكتيريا، خاصةً تلك التي ينتج عنها مركبات كبريتية غير مستقرة جراء تحلل البروتينات.
وتذكر مجلة BMJ أن سوء نظافة الفم هي المسؤول عن تلك الرائحة الكريهة. ويتمثل السبب الأرجح في الطعام والبكتريا المتكونة على اللسان والأسنان، خاصةً حينما تتسبب في التهاب اللثة.
وتعد مؤخرة اللسان السبب الرئيسي للرائحة، حيث يوجد لدى البعض ثنايا تسمح بتراكم طبقة بيضاء يبلغ سمكها 0.1 مم فقط، لكنها تستطيع أن تقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى اللسان، ما يسمح للبكتيريا بالنمو بصورة أفضل دون وجود أكسجين وينتج عنها مركبات ذات رائحة كريهة.
هكذا تقضي على رائحة الفم الكريهة
سيؤدي تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط الطبي إلى الحد من المشكلة، وقد وجدت المراجعة المنتظمة أن كشط اللسان قد ينجح، لكن عليك أن تكشطه برفق من الخلف للأمام، حيث يوجد بكتيريا أكثر في الخلف.
ووجدت مراجعة أخرى أن غسل الفم بجولوكونات الكلوهيكسيدين، الذي يقلل من معدلات البكتيريا يمكن أن يساعد، وخاصةً بعد تنظيف اللسان بالفرشاة حينما تصبح البكتيريا مكشوفة (رغم أن الإفراط في غسول الفم يمكن أن يصبغ الأسنان).
وقد ينجح استخدام الغسول قبل موعد النوم، حيث تتكاثر البكتيريا ليلاً حينما يجف الفم ويحصل على كمية أكسجين أقل، ويعد غسول الفم الذي لا يحتوي على الكحول أفضل حيث يتجنب تجفيف الفم.
ومع ذلك، ينبغي أن يتم استخدام كل هذه الأمور باستمرار، ويساعد مضغ العلكة الخالية من السكر على تحفيز إفراز اللعاب ويحد من رائحة الفم الكريهة ويعتبر بمثابة وثيقة تأمين جيدة خلال النهار.