هكذا تنتقم ميليشيات الحوثي من خصوم "الحروب الست"

بالتوازي مع الحروب الدموية التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد أبناء الشعب اليمني في محافظات مختلفة، تخوض الجماعة المتمردة حربا صامتة وعملية تصفية حسابات على خلفية الحروب الست التي خاضتها الدولة ضد المتمردين بين عامي 2004 و2009.


وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن كشوفات سرية للحوثيين تشمل أسماء آلاف الشخصيات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية التي اضطلعت بأدوار فاعلة خلال تلك الحروب الست ضد المتمردين.


ووفقا للمصادر، فإن تلك الأسماء جرى رصدها من قبل المتمردين خلال تلك الفترة في كشوفات سرية إلى أن سنحت الفرصة للانتقام بعد أن تمكنت ميليشيات الحوثي من اجتياح صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية بمساعدة من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.


وبحسب المصادر فإن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي شكل لجنة سرية برئاسة شقيقه يحيى الحوثي للانتقام من كل الشخصيات التي جرى رصدها كخصوم خلال تلك الحروب التي خاضتها الدولة ضد المتمردين أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.


وأشارت المصادر إلى أن تلك اللجنة تمارس منذ مطلع العام المنصرم عملية انتقام وتصفية حسابات عبر عملية إقصاء وإزاحة وفصل تعسفي وتجميد أو مصادرة مستحقات مالية لآلاف العسكريين والأمنيين والإعلاميين والسياسيين والأكاديميين.


وخلال الأيام القليلة الماضية فقط، قامت جماعة الحوثي بفصل 160 أستاذا جامعيا من كوادر جامعة صنعاء، وكذلك 170 صحافيا من موظفي مؤسسة الثورة للصحافة، كما قامت بتسريح المئات من منتسبي الجيش والأمن.


وتعليقا على ذلك يقول المحلل السياسي محمد صالح، إن كل هؤلاء الذين تنتقم منهم الميليشيات الانقلابية كانوا يقومون بمسؤولياتهم كرجال دولة خلال تلك الحروب ضد المتمردين، وكان عملهم يخدم آنذاك نظام المخلوع صالح.


وأضاف "للأسف الشديد أن صالح الذي ساعد الحوثيين على التمدد إلى صنعاء ومن ثم الانقلاب على الدولة والشرعية، يتحمل اليوم مسؤولية وجرم هذه الحرب الانتقامية الصامتة التي تخوضها الجماعة الانقلابية ضد العسكريين والأمنيين والصحافيين والأكاديميين والسياسيين الذين تصدوا للتمرد بين عامي 2004 و2009".