الإمارات تنفذ مشروع تأهيل المكتبة الوطنية في عدن

تنفذ دولة الإمارات العربية المتحدة، حالياً، مشروع إعادة تأهيل أكبر صرح ثقافي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ممثلاً في المكتبة الوطنية، التي تعرضت لدمار هائل جراء الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على المدينة مطلع العام الماضي، وذلك في إطار مشروعات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي أعلنت إدارة المكتبة عن إطلاق اسمها على أكبر قاعات المكتبة تقديراً لجهودها في تنفيذ هذا المشروع.

 

وأنشئت المكتبة الوطنية في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وضمت آنذاك أكثر من 10 آلاف عنوان لكتب في مختلف العلوم والمعرفة، وأنيطت بها عملية الإسهام الواسع في إحداث نهوض ثقافي في الوطن، وذلك بالقضاء على الأمية ومخلفاتها. كما أنها تعد المستودع الرسمي لحفظ الوثائق الحكومية والحزبية وغيرها، إلى جانب دورها في إقامة علاقات ثنائية مع المكتبات الأخرى من خلال التبادل العلمي والثقافي.

 

ويؤكد مثقفون وأدباء في عدن على أهمية مشروع إعادة تأهيل المكتبة الوطنية، التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، والتي اتخذتها ثكنة عسكرية لعناصرها ومركزاً لتحركاتها في قلب المدينة القديمة في عدن.

 

ونوّه مدير عام المكتبة الوطنية عبدالعزيز بن بريك، في تصريح لـ«الإمارات اليوم» بأهمية تنفيذ هذا المشروع، الذي يأتي ضمن مشروعات جمعية أم الإمارات، موضحاً أن المشروع يتكون من مرحلتين، هما مرحلة إعادة التأهيل الإنشائي التي تشمل الترميمات للقاعات والواجهة الزجاجية، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية للمكتبة وخدماتها العامة.

 

وأضاف أن المرحلة الثانية تشمل عملية التأثيث وتزويد المكتبة وقاعاتها المتنوعة بالمكيفات وأجهزة الحاسوب وطاولات وكراسي القراءة ورفوف الكتب، لافتاً إلى أن جمعية أم الإمارات ستقوم بتنفيذ هذه المرحلة أيضاً.

 

وأعرب بن بريك عن شكره وتقديره الكبيرين للجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مؤسساتها وجمعياتها العلمية والإنسانية في إعادة تأهيل ما دمرته الحرب الظالمة التي شنتها الميليشيات الانقلابية على المدينة، التي تأتي ضمن جهودها الإنسانية في تطبيع الحياة العامة في عدن، معلناً عن اعتزام إدارة المكتبة إطلاق اسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على قاعة الأسرة ليكون اسمها «قاعة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والطفل».

 

وأكد بن بريك أن إدارة المكتبة ستواصل جهودها في تنفيذ أهدافها المتمثلة في خلق روح القراءة عند الجميع وإيجاد علاقة بين الكتاب والجمهور التي يجب أن تتوطد باعتبارها شأناً إنسانياً، لأن القراءة بوابة الدخول إلى المعرفة التي نسعى إلى أن تكون دائمة.