قال المحامي علي هيثم الغريب رئيس الهيئة السياسية في المجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب أن الجنوب بعد هزيمة مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري التابع لصالح والوحدات العسكرية المكونة من القبائل الشمالية ، قد تحول الجنوب مع الأسف لساحة مواجهة بين الحراك الجنوبي والاحزاب اليمنية مع اقتراب "الدولة الجنوبية المستقلة".
في الوقت الذي يتوقع المحامي الغريب: أن يتقدّم الجنوبيون (بعد فشل محادثات الكويت) إلى مجلس التعاون الخليجي بطلب احياء اجتماع أبها والاعتراف بالدولة الجنوبية ، مادام الباب الوحيد المفتوح الآن أمامهم هو مجلس التعاون الخليجي ومن ثم الأمم المتحدة، وأن هدف الجنوبيين هو تقديم إنجاز لدول الاقليم العربي الذي جمعتنا بهم الجبهات ومتاريس القتال ضد اعوان ايران ، وان تحقيق حلم الشعب الجنوبي بإقامة دولته المستقلة يعني دفن حلم ايران بالسيطرة على مضيق باب المندب وبحر العرب ، فإيران ليست محتاجة لجبال دخان ومران ولكنها متعطشة لبحر العرب ومضيق باب المندب.
واضاف المحامي الغريب: أن الاحزاب اليمنية تصر على عدم ذهاب الجنوبيين للرياض وابو ظبي لطرح قضيتهم العادلة ، لكن محاولاتهم باءت بالفشل والسبب أن حربهم الصورية مع الحوثي وصالح في الشمال كله لم تقدّم لدول التحالف العربي حتى الآن سوى معادلة "محادثات الكويت هي الطريق الوحيد".
ودول التحالف العربي مقتنعة ان هذه الاحزاب لم تقدّم شيئاً ذا أهمية لمواجهة الانقلابيين.
واضاف المحامي الغريب: يقدم الحراك الجنوبي العظيم بعد ان حرر وطنه من الاحتلال العسكري والامني اليمني ، مخرجاً واحداً لمليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح العسكرية ، وهذا المخرج لن يكون بديلاً عن دول مجلس التعاون الخليجي وهو التزام صنعاء بلائحة شروط، منها التفاوض الندي بين الجنوب والشمال تحت اشراف دول مجلس التعاون الخليجي ، وضمن مهلة زمنية محددة على أساس حدود عام 1967 مع اتفاق مسبق على طبيعة المرحلة الانتقالية ، وأن يسحب المخلوع صالح خلاياه النائمة من الجنوب.
واضاف المحامي الغريب: فقد أبلغت المقاومة الجنوبية دول التحالف العربي في شهر يونيو 2015م بأنهم مستعدون للتوقف على حدود الدولتين الجنوبية والشمالية بعد أن قبل الحوثي وصالح بالهزيمة العسكرية في الجنوب وبالكف عن غزو الجنوب مرة اخرى ، وللجلوس الى طاولة المحادثات مع دول التحالف العربي وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ، وهذا ما حصل في جيزان والكويت.
وقال المحامي الغريب: وبحسب علمي ، لا تريد الشرعية الدولية "بيع" الحوثي أية مواقف تطوعية في الكويت ، مثل القبول بالأمر الواقع في الشمال أو ان تنتهي محادثات الكويت بعدم التوصل الى نتيجة، كما أن الحوثيين وصالح لم يتجاوبوا مع المجتمع الدولي وذلك بتنفيذ القرار 2216 ، رغم ان المجتمع الدولي لم يعد يتحدث عن مخرجات حوار صنعاء ، فالحوثي وصالح يريدون حلول بعيدة عن هذا القرار ، ومجلس الأمن يتحاشى حتى الآن ، استعمال الفصل السابع مؤقتة حتى لا يتسبب بتدهور اضافي قد يحدث في الشمال.
وقال المحامي الغريب:" يعرف المجتمع الدولي حق المعرفة أن الجنوب هو المؤهل لبناء دولته كما كان مؤهلاً في مواجهة الغزاة الحوثعفاشيين ، وستوثق انتصارات الشعب الجنوبي على شاشات كل تلفزيونات العالم وعلى الصفحات الاولى للصحف لتعطي مزيداً من الكره والألم ضد كل من لم يقف معه في محنته هذه ، ولم يمد له يد المساعدة لانقاذه من الوضع الاقتصادي المتدهور جداً حتى انه لم يجد غرض (وليس مساعدة) لشراء قطع غيار لكهرباء عدن.
واكد المحامي الغريب: انه لم يستطع أي مسؤول شمالي أو ايراني حتى اللحظة القول إن الجنوب ليس محرراً أو انهم يستطيعون تغيير الواقع الجنوبي المفروض عليهم بقوة المقاومة الجنوبية رغم تحريكهم لخلاياهم النائمة في عدن والتي فشلت فشلاً ذريعاً ، وتبدو الحوثعفاشية والاحزاب اليمنية وكأنها سلّمت بواقع الاعتراف بالدولة الجنوبية بعد ان فقدت مئات القتلى على الحدود الجنوبية كانوا حاولوا التسلل الى الاراضي الجنوبية ، وكل ما يفعلوه الآن هو مواجهة مضاعفات هذا الواقع الجنوبي من خلال تحريك الاحزاب اليمنية ضد شرعية الرئيس هادي وضد الشرعية الجنوبية ، وربح معركة ما بعد هزيمتهم في الجنوب ، في الشمال.
وقال: نعتبر أن الحراك الجنوبي السلمي العظيم معترف به اقليمياً ودولياً ، ولكن الدولة التي يطالب الحراك باستعادتها لم تحظ حتى الآن باعتراف المجتمع الدولي ، ومع ذلك بقي واستمرّ ، والاعتراف بدولة الجنوب سيكون دورة جديدة من القتال السياسي والقانوني على الساحة الدولية لكي ينهار الاعتراف بالاحتلال اليمني للجنوب ويخرج شعب الجنوب منتصراً كما حصل عام 1967م.
واضاف المحامي الغريب: أن مؤيّدي الاحتلال خاصة ممثلة الاتحاد الاوروبي يقولون: إنه من المستحيل على الجنوبيين كسب المعركة في مجلس الأمن ، ولكن يمكن كسبها في الجمعية العمومية ، فأصوات مؤيّدي فك ارتباط الجنوب عن الشمال في الجمعية العمومية كبير ، وهي نفس الصورة التي حصلت في ستينيات القرن الماضي حيث صوتت 104 دول من اصل 108 دول لصالح منح الجنوب العربي استقلاله. وبالفعل، تخطط مليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ تحرير الجنوب في يوليو 2015م للقيام بخطوتين مهمتين: الأولى هي طلب عدم الاعتراف بالحراك الجنوبي السلمي العظيم ، وطلب عدم نقل السفارات الى عدن.
وهدف عدم الاعتراف بالحراك الجنوبي العظيم هو تصفية "القضية الجنوبية"، حيث يقول الحوثي والمخلوع صالح إن الدولة الجنوبية العتيدة دخلت بشراكة مع الجمهورية العربية اليمنية وذابت شخصيتها الدولية عام 1990 ، وبمجرد الاعتراف بالحراك الجنوبي ستصبح الدولة الجنوبية وكأنها قائمة ، لان الحراك الجنوبي هو الممثل الشرعي بعد ان اعترفت به شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والمجتمع الدولي.
ويرى المحامي الغريب: أن الأمر لن يكون بالضرورة بتلك السهولة، غير أن حكام صنعاء ومن خلال المفاوضات الندية بين الجنوب واليمن سيطلبون من ممثلي الجنوب استيعاب "اليمنيين" مثلما يستوعبون هم "الجنوبيين".
وايضاً يُريد حكام صنعاء(مليشيات الحوثي والمخلوع صالح) من دول مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة أن يدفعوا ثمناً لاعترافهم بالدولة الجنوبية ، وسيكون الثمن طلبهم ان تكون اليمن عضواً في مجلس التعاون الخليجي.
ومع اقتراب لحظة الحقيقة التي تجسدت على الارض الجنوبية ، يبدو المشهد واقعياً جداً ، فالجنوبيون يشعرون أنهم تمكنوا من حشر كل الأطراف اليمنية بما فيها الحزبية ، حيث يطلب ثمناً حقيقياً وواقعياً سفكت من اجله دماء الآلاف وهو منح الاستقلال التام للجنوب أو تقرير المصير ، ويبدو كل الاطراف اليمنية مترصدة للحراك الجنوبي العظيم ويريدون أن يحولوه من قوة شعبية قاهرة للعدو الى سفينة بدون ربان ، بل الى فقاعة تنفجر ولا يبقى منها غير الصوت نتيجة عدم وجود القيادة الوطنية له، أما احزاب اللقاء المشترك فقد لا يجدون أنفسهم إلا في زواية الرجل الذي يرجو صديقيه (صالح وعبدالملك الحوثي) لكي لا يتعاركا ويضعفا ، فيما تغرق صنعاء في مناوشات مسلحة تكاد تصم الآذان.