نشرت مجلة "الكونفرزيشن" البريطانية، تقريرا حول ظاهرة "اهتزازات بداية النوم"، أعده أخصائي علوم النوم، البروفيسور جاسون إلليس.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن هذه الظاهرة تتمثل في أن عمل الدماغ يتباطأ أثناء النوم، ثم فجأة يشعر النائم بأنه في حالة سقوط، بسبب اهتزازات تحدث مع بداية النوم عندما تقوم العضلات بانكماشات سريعة وفجائية، مشيرة إلى أن ذلك "يشبه الصدمة التي تتلقاها عندما لا تستطيع تقدير عدد الدرجات المتبقية حتى تصل الأرض، وهو شعور مزعج".
وقالت إنه "بالرغم من أن الأسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة غير معروفة تماما؛ فإن هناك نصيحتان تقدمهما المجلة لقرائها من أجل تجنب المخاطر الناتجة عن هذه الحالة الطبيعية، الأولى تتمثل بضرورة التأكد من أن المحيط الذي ننام فيه وما حوله آمن، خصوصا أن الاستيقاظ الفجائي قد يؤدي إلى سقوطنا، وحينها سنتعرض للخطر إذا لم يكن ما حولنا آمنا. أما النصيحة الثانية؛ فتتمثل باختيار وضعية جسمنا قبل النوم، وخصوصا إذا شعرنا بالنعاس مثلا ونحن فوق شجرة، فسقوطنا حينها يعني فقداننا للوعي".
وعرجت المجلة على نظرية أخرى تشير إلى أن اهتزازات بداية النوم ناتجة عن فرط الأنشطة الفسيولوجية، ولذلك فإن حالات النوم العشوائية، مثل النوم في السيارة وغيرها؛ يجعل أجزاء من أجسادنا في حالة شلل، وهذا ناتج عن عدم قدرة النواقل العصبية على الوصول إلى أهدافها.
وذكرت أنه بالرغم من أن معظم حالات اهتزازات النوم هي ظواهر طبيعية وعادية، إلا أنها في بعض الأوقات قد تكون خطيرة، وتسبب مخاطر على حياتنا، "وفي الحالات القصوى؛ قد تسبب هذه الظاهرة حالة من الأرق، وعدم قدرة الشخص على النوم مجددا حتى بعد انتهائها".
وأشارت إلى العوامل التي من شأنها أن تزيد في احتمالية حصول هذه الظاهرة، والتي تتمثل في النشاط أثناء الليل، الذي يجعل الجهاز العصبي الحركي نشطا، وهذا يزيد في احتمالية حصول اهتزازات مع بداية النوم، وربما لأكثر من مرة أيضا.
وقالت المجلة إن الكافيين مثلا يُعد من محفزات هذه الظاهرة، وكذلك أي نشاطات أخرى، مثل الضغط النفسي، وغيرها من العوامل التي تزيد من احتمالات التعرض لاهتزازات بداية النوم، "كما أن عدم انتظام ساعات النوم، والجهد المفرط خلال اليوم؛ من الأسباب التي قد تحفز حدوث اهتزازات بداية النوم، وفي المقابل؛ فإن المحافظة على جدول منتظم لساعات النوم؛ يخفف من حصول هذه الظاهرة".
وأضافت أن عناصر مثل المغنيسيوم والكالسيوم والحديد؛ تزيد في حدوث اهتزازات بداية النوم التلقائية، لافتة إلى أنه "يُنصح بأن يكون جو الغرفة دافئا، ومظلما، وهادئا؛ لأن توفير هذه الظروف قبل النوم يساهم في التقليل من نسبة حدوث اهتزازات بداية النوم".
وأشارت إلى أن البحوث حول هذا الموضوع قليلة، لكون معظم الناس يعدّونها ظاهرة طبيعية، ولذلك لا أحد يقترح أن يكون لها "علاج"، مبينة أنه "كلما تقدم الإنسان في السن؛ قلّت نسبة حدوث اهتزازات بداية النوم".
وفي الختام؛ حذرت المجلة من أنه في حال كانت هذه الحالة تسبب مشكلة دائمة، فحينها يجب استشارة أخصائي النوم، وخاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات في النوم، مثل صعوبات في التنفس وغيرها من الأعراض الأخرى.