شنّ قائد "المقاومة الشعبية" في تعز، الشيخ حمود سعيد المخلافي، هجوماً لاذعاً على قيادة "الشرعية"، و"التحالف العربي"، على خلفية "خذلانها" لـ"المقاومة الشعبية" وللجرحى الذين "تمّ تركهم يواجهون الموت، رغم الوعود المتكرّرة بعلاجهم، ولكن دون جدوى".
وقال المخلافي، في تصريح لموقع "العربي"، "نحن بحاجة ماسّة لعلاج الجرحى في الخارج، ونبذل جهوداً ذاتية وشخصية في هذا الجانب، فلا الشرعية تكفّلت بالعلاج، ولا التحالف قام بهذه المهمّة، فالشرعية منشغلة بنفسها وبالوظائف والسفارات، تركت الجبهات والمقاتلين وانشغلت بالهاربين خارج البلاد".
من خلال حديثه، يبدو المخلافي غير مؤمن بالمشاورات السياسية بين الأطراف التي فشلت في أكثر من جولة سياسية في إيجاد السلام، والحديث عن جولة قادمة من المفاوضات، من وجهة نظره، "لعب على الوقت ومناورة مكشوفة للعيان"، فيما "الحسم العسكري هو الحلّ الوحيد لأزمة البلاد".
ويرجع المخلافي تعثّر الحسم العسكري في تعز إلى "عدم وجود السلاح الكافي، وعلاج الجرحى، وعدم وجود المرتّبات، والمشاورات المزعومة".
ويتابع أن "المعارك مستمرّة في تعز، ولم تتوقّف حتّى يوم واحد، والتطوّرات الحاصلة في الصلو، والمناطق المجاورة، يريد الحوثيّون من خلالها قطع الطريق المؤدّي إلى التربة... هيجة العبد".
وعلى الرغم من سوداوية الواقع في تعز، ينصح المخلافي "المقاومة الشعبية" يأن تشتدّ أكثر "وسوف تتحرّر اليمن"، وفق ما يرى.
ومنذ اندلاع الحرب في تعز، برز المخلافي كقائد ميداني لـ"المقاومة الشعبية"، التي أخذت بالتشكّل من مدنيّين وعسكريّين. وسرعان ما تفوّق على غيره من الشخصيات النافذة والبارزة، لجهة حجم التأييد الشعبي، في تعز، للرجل الذي فقد ابنه وشقيقيه في الحرب، ما أعطاه مصداقية، أكثر من غيره، كما يعتقد البعض.
ومنذ ما يزيد على ثلاثة أشهر تقريباً، يمكث المخلافي خارج البلاد، متنقّلاً بين تركيا والسعودية وقطر، وببقائه لهذه الفترة الطويلة اعتقد البعض أنه لن يعود، وتمّ التداول بجملة من السيناريوهات عن خلفيات هذا الإبتعاد، من بينها إشاعات تردّدت في الآونة الأخيرة بأن الرجل اقتنع بعدم العودة إلى تعز، بعد أن حصل على معلومات مؤكّدة بأن طرفاً ما في المدينة يحضّر لاغتياله. لكن المخلافي، نفى لـ"العربي" صحّة ذلك، مؤكّداً على العودة "قريباً جدّاً".