غافريلو برينسيب

الحرب التي غيرت وجه العالم..

المراهق الذي تسبب باندلاع الحرب العالمية الأولى... تعرّف إليه

أطلق غافريلو برينسيب قبل قرن و4 سنوات من هذا اليوم، الرصاصة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى، باغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية، وزوجته صوفي دوقة هوهنبيرغ، بينما كانا يتجولان بسيارة مكشوفة في أحد شوارع سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك في 28 يونيو/حزيران عام 1914... هذه معلومات عن المراهق الذي غيّر العالم:
 

1- فقير وعنيد متفوق:

ولد غافريلو في قرية Obljaj الفقيرة بالإمبراطورية الاستعمارية النمساوية المجرية (قريته الأم تقع اليوم في البوسنة) عام 1894 ضمن أسرة مكونة من 9 أولاد، توفي 6 منهم في طفولتهم. 

غادر إلى سراييفو عام 1907 للحصول على حياة أفضل وهناك تفوق على زملائه في المدرسة من الخلفيات الأكثر ثراء، ثم بدأت بوادر القومية تتفتح في ذهنه قبل أن ينفذ عملية الاغتيال بينما كان في سنته الأخيرة في المرحلة الثانوية بعمر الـ19 عامًا. ويشاع أن برينسيب حاول الانضمام إلى عدة جماعات قومية صربية إلا أنه قوبل بالرفض بسبب قصر قامته، مما شكل له دافعًا قويًا لتنفيذ عملية استثنائية تثبت شجاعته، وفقًا لموقع "فرست وورلد وور".
 

2- صربي بنزعة قومية:

كان مجتمع السلاف (مجموعة عرقية لغوية تتحدث باللغات السلافية) الذي تنتمي إليه أسرة برينسيب يتبع المسيحية الأرثوذكسية الشرقية (تسود في صربيا)، مما يجعله صربيًا على الرغم من أنه لم يترعرع في صربيا

وارتكب معظم المؤرخين خطأ فادحًا بالاعتقاد أنه كان يؤيد النزعة القومية الصربية التي تطالب بحكم الصرب دول البلقان، إلا أن جميع الأدلة تشير إلى أنه كان يحمل نزعة قومية سلافية، حيث كان يطالب بطرد الاستعمار واستلام السكان المحليين الحكم بغض النظر عما إذا كانوا صربيين أو كرواتيين أو من إثنيات أخرى، على الرغم من دعمه من قبل جماعات قومية صربية وفقًا لموقع "فرست وورلد وور".


3- القدر يناور لمصلحة غافريلو:  

كان غافريلو أحد الرجال الذين أرسلهم دراغوتين ديميتريفيتش، رئيس قسم الاستخبارات في الجيش الصربي ورئيس جماعة "اليد السوداء" القومية الصربية، لاغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند، خلال زيارته سراييفو في 28 يونيو 1914. حيث توزعوا في مجموعتين على الطريق المقرر أن يسلكه موكب الأرشيدوق، إذا فشلت المجموعة الأولى، تتولى الثانية إتمام الاغتيال. 

وهكذا مرّ موكب الأرشيدوق أمام أحدهم وهو نيدغيلكو كابرينوفيتش فألقى عليه قنبلة يدوية، إلا أنها ارتدت عن سيارته وأصابت السيارة التي تليها، فنجا الأرشيدوق واعتقل منفذ العملية، وفرّ من تبقى منهم مقتنعين بأنهم فشلوا في إنجاز مهمتهم، وفقًا لموقع "فرست وورلد وور".

 3- الحظ يحسم الأمر لمصلحته:

بعد نجاة الأرشيدوق من عملية الاغتيال وإصابة رجاله بالقنبلة، اندفع لزيارتهم في المستشفى. وأصدر الجنرال بوتيوريك قائد جيش البوسنة أوامر بأن يسلك الموكب طريقًا بديلًا ويتجنب مركز المدينة، لكن سائق الأرشيدوق لم يبلغ عن تغيير المخطط نتيجة لارتباك الترتيبات الأمنية، ولدى وصول الموكب إلى شارع فرانز جوزيف، صودف وجود غافريلو هناك وقد توقف لتناول الطعام في مقهى. فاستغل المراهق لحظة تباطؤ السيارة أمامه، واستهدف الأرشيدوق وزوجته برصاصة من مسافة 5 أقدام فقط، وفقًا لموقع "سي إن إن".

4- نجا من الإعدام فقتله السل:

اعتقل برينسيب بعد لحظات من إطلاقه النار في سراييفو، وحكم عليه بالسجن مدة 20 عامًا بدلًا من الإعدام لأنه كان أصغر من السن القانوني ببضعة أشهر وفقًا للنظام القضائي في الجمهورية النمساوية المجرية آنذاك. 

سجن في زنزانة انفرادية وحرم من الطعام يومًا كل شهر، قبل أن يموت عام 1918 قبل انتهاء الحرب العالمية ببضعة أشهر، وبعد أن فتك السل بجسده، وفقًا لموقع "تيليغراف".

5- تحققت أمنيته ولكن الثمن كان باهظًا:

أثار اغتيال الأرشيدوق فرديناند حربًا لم يكن برينسيب يتوقعها، راح ضحيتها نحو 38 مليون إنسان، ما بين قتيل ومفقود وجريح، وسقطت إمبراطوريات ودول ونشأت غيرها، قبل أن يطرد النمساويون من البوسنة وتتاح الفرصة للسلافيين المحليين بالاتحاد في بلد أطلقوا عليه اسم يوغوسلافيا، لهذا يعتبر برينسيب محررًا بالنسبة لبعض السكان المحليين، وقد صُنع له تمثال تكريماً له وسط بلغراد وفقًا لموقع "سي إن إن".

تمثال غافريلو وسط مدينة بلغراد(andrej isakovic/afp) 

 

 6- مصير المسدس الذي غيّر التاريخ:

عثر على المسدس من النوع "براونينغ" ذي الرقم التسلسلي 19074 والذي استخدمه برينسيب في تنفيذ عملية الاغتيال، في كنيسة في النمسا عام 2004 وعرض في متحف فيينا للتاريخ العسكري في الذكرى الـ 90 لاغتيال الأرشيدوق فرديناند وزوجته. 

وكان المسدس طيلة عقود من الزمن بحوزة جماعة من اليسوعيين في ستيريا جنوب النمسا بعد أن حصلوا عليه من صديق مقرب من الأرشيدوق، ولم يستطيعوا الإفصاح عن ذلك بسبب الفوضى التي سببتها الحرب ورفض عائلة الضحية أخذه. وظل المسدس بعيدًا من الأنظار حتى قرر الأب توماس نيولينغر، رئيس أرشيف اليسوعيين النمساويين تسليمه للسلطات لعرضه في المتحف في الوقت المناسب.