ارشيف

"نيويورك تايمز" تكشف أسباب توقف معركة الحديدة

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن أسباب وقف القوات الاماراتية لمعركة الحديدة غربي اليمن .

وقالت الصحيفة، إن تحديات حرب المدن أجبرت قوات الإمارات على وقف الهجوم على مدينة الحديدة. 

وأضافت الصحيفة ، أنه عندما بدأت الإمارات حربها لاستعادة الحديدة، الشهر الماضي، كان المسؤولون الإماراتيون واثقين من تحقيق انتصار سريع، غير آبهين بالتحذيرات الدولية من كارثة إنسانية محتملة، فخورين بقواتهم العسكرية والمليشيات المحلية التابعة لهم وقدرتها على الإطاحة سريعاً بالحوثيين.

الصحيفة التي ذكرت ان أبوظبي تجاهلت سابقاً التحذيرات الدولية ونفّذت العملية العسكرية التي هدّدت حياة آلاف اليمنيين؛ لإعاقتها وصول المساعدت الإنسانية عبر ميناء الحديدة، اكدت تحديات حرب المدن (الشوارع) أوقفت الهجوم، وسط موجة من النشاط الدبلوماسي الذي يهدف إلى وقف الحرب الأهلية.

وتابعت الصحيفة ، أن معركة السيطرة على الحُديدة أدّت إلى غضب دبلوماسي دوليّ كبير؛ بسبب القلق على سلامة المدنيين البالغ عددهم 600 ألف نسمة، والخشية من تهديد الحرب لخطوط الإمداد والإغاثة الإنسانية التي تصل عبر ميناء الحديدة إلى نحو 8 ملايين يمني.

وأعلنت دولة الإمارات،  الشريك الرئيسي للمملكة العربية السعودية  في قيادة  التحالف العربي باليمن، أمس الأحد، وقف عمليّاتها العسكرية بالحديدة بشكل مؤقت، بعد نحو ثلاثة أسابيع من انطلاق المعركة لاستعادة المدينة من قبضة الحوثيين. 

وقال مسؤول إماراتي رفيع : إن "قرار وقف الهجوم يهدف لإعطاء فرصة لإطلاق مفاوضات الأمم المتحدة".

وفي بداية معركة الحديدة قال المسؤولون الإماراتيون إن لديهم هدفين رئيسيين في الحديدة؛ الأول هو السيطرة على الميناء والمطار، والثاني هو أن يكون هذا الانتصار مقدّمة لدفع الحوثيين وإجبارهم على الدخول في مفاوضات السلام، ومنح القوى اليمنية المدعومة من قبل الإمارات والسعودية دفعة أقوى خلال مفاوضات السلام.

 

وفيما يبدو أن القوى المتصارعة وصلت إلى طريق مسدود؛ فحتى وقت قريب كان التحالف العربي والحوثيون يرفضون مبدأ مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أكثر من عامين.، غير أن دبلوماسيين على دراية بالأوضاع في اليمن قالوا إن الضغوط الدبلوماسية، ومن ضمنها الأمريكية، بثّت الحياة من جديد في جسد المفاوضات الميت، حيث تجري حالياً مفاوضات وُصفت بالحسّاسة؛ بين مسؤولين من الأمم المتحدة والحوثيين والإمارات والسعودية وحكومة هادي بحسب الصحيفة. 

وخلال الأسبوع الماضي، التقى مارتن غريفيث، الممثّل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، زعماء من جماعة الحوثي، والتقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأطلع مسؤولون كبار بالمنظّمة الأممية السعوديين والإماراتيين على تفاصيل تلك المفاوضات.

ويسعى المبعوث الأممي من أجل التوصّل لاتفاقيّة تتولّى بموجبها الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة.

وفي حين تمكّنت القوات المدعومة من الإمارات من السيطرة على المطار، فإنها فشلت في شنّ هجوم آخر للسيطرة على الميناء، حيث رفضت الولايات المتحدة تقديم مساعدة لوجستية لتلك القوات.

وأكّد مسؤولون إماراتيون أنهم فضّلوا عدم الدخول إلى المدينة؛ لأنهم لا يريدون الدخول في حرب مدن خاصة، وأن القوات الموالية لهم غير مجهّزة لحرب من هذا النوع.

وطبقا للصحيفة فان الخسائر بين الجانبين حتى الان أقلّ مما كان متوقّعاً، ومع ذلك حذّر بعض الدبلوماسيين العاملين في الشرق الأوسط من مخاوف اندلاع القتل في أية لحظة، خاصة أن مسؤولين إماراتيين قالوا إنهم لا يملكون سيطرة تامّة على المليشيات التي يدعمونها.

وتدعم السعودية والإمارات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في اليمن، حيث تقوم القوات النظامية والسعودية والإماراتية بعملية عسكرية بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات؛ من أجل استعادة الأراضي التي سيطرت عليها جماعة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ومن ضمنها العاصمة صنعاء.
-------------------------------
ترجمة: الخليج أونلاين