فرض ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية تجاوزت 49 درجة في المدن الجنوبية في الجزائر، خلال الأيام الأخيرة، ما يشبه حظراً للتجوال في الشوارع، وإغلاق المحلات التجارية من منتصف النهار إلى غاية الفترة المسائية وما بعد المغرب، كما أصدرت السلطات تحذيراتها الوقائية للسكان لتجنب ضربات الشمس ووضعت المستشفيات في حالة يقظة.
ويعيش سكان مدينة تمنراست أقصى جنوبي الجزائر جحيماً حقيقياً بسبب الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة، التي تجاوزت في بعض المناطق الـ49 درجة، ما يدفع السكان لخوض فترة نشاط صباحي قصيرة تمتد حتى حدود الساعة 11 قبل الظهر، قبل أن تشهد شوارع المدينة حالة سكون إلى حتى المساء وأول الليل، حيث تفتح المقاهي والمحال التجارية أبوابها مجددا.
ويسارع سكان مدينة ورقلة جنوبي الجزائر إلى قضاء حاجياتهم ومتابعة أعمالهم في الصباح الباكر، قبل حلول منتصف النهار حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، قبل أن تعود الحركة إلى شوارع المدينة في الفترة المسائية إلى غاية وقت متأخر من الليل.
وقال بلكبير محمد الذي يعمل في الإدارة المحلية في مدينة أدرار جنوبي البلاد لـ"العربي الجديد" إن "السكان يفضلون الانتهاء مبكرا من قضاء حاجياتهم والعودة سريعا إلى بيوتهم، حيث المكيفات الهوائية والمياه الباردة"، مشيرا إلى أن "المدينة وعلى غرار أغلب مدن الجنوب تعرف ركودا كبيرا في الحركة والنشاط التجاري، إذ تغلق أغلب المحلات التجارية أبوابها في الظهيرة وحتى المساء".
ودعت السلطات الجزائرية سكان خمس ولايات، إلى توخي الحذر من موجة الحر المستمرة، واتخذت في أغلب مدن الجنوب إجراءات استعجالية تخص تحسيس وتوعية السكان عامة خاصة حول أخطار التعرض لأشعة الشمس، وحثهم على شرب الماء بكثرة، لاسيما بالنسبة للأطفال والرضع وكبار السن.
وقررت السلطات وضع المستشفيات بهذه المدن في حالة يقظة للتكفل بمصابين محتملين بضربات الشمس الحارقة، وكذلك توفير عناية أفضل بالمرضى المقيمين في المستشفيات.
وذكرت الهيئة أن درجات الحرارة تجاوزت في بعض المناطق المذكورة 48 درجة، ما يفرض على سكان مناطق الجنوب الحذر من التنقل في المناطق الصحراوية وضرورة التزود بالماء وعدم التعرض لأشعة الشمس الحارة.
ودعا وزير الطاقة، مصطفى قيطوني، سكان ولايات الجنوب إلى عقلنة استعمال التجهيزات المنزلية خاصة المكيفات، ودعا إلى ضبطها على 24 درجة، لتجنب زيادة الضغط على شبكة الكهرباء وضمان عدم انقطاعها في أيام الحر هذه.
كما دعت شركة إنتاج وتوزيع الكهرباء في الجزائر، إلى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، مشيرة في هذا الخصوص إلى "إطفاء الأجهزة الكهربائية التي لا يحتاجون إليها وتشغيل مكيف هواء واحد، لاسيما خلال الفترة الممتدة بين الواحدة زوالا والرابعة مساء وما بين الساعة الثامنة مساء و الحادية عشر مساء"، وذكرت أن "هذه السلوكات البسيطة يمكنها التقليل من الضغط المسجل على الشبكة وتفادي الإزعاج لأكبر عدد من السكان".
وأعلنت الشركة أن نظام التشغيل الكهربائي، سجّل مسويات قياسية في استهلاك الكهرباء على مستوى مناطق الجنوب، بينها منطقة أدرار التي بلغ فيها 324 ميغاواط يوم الأحد الماضي، وأشار البيان إلى أن هذا الطلب على الطاقة الكهربائية عرف ارتفاعا بنسبة 3.3 في المائة مقارنة باليوم الأكثر ضغطا من صيف السنة المنقضية، والذي كان في 17 يوليو/تموز 2017. وذكرت الشركة أن وفرة الاحتياطي من الطاقة الكهربائية الذي يناهز 44 في المائة، قد مكن من تغطية الطلب بدون تسجيل حوادثانقطاع للكهرباء.