الطفل رياض الذي أيقظ تعز

الجريمة التي أيقظت تعز: رياض الزهراوي بطلاً

لقيت حادثة مقتل رجل ثلاثيني على يد الطفل "رياض الزهراني" بعد أن حاول اغتصابه في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، اهتماماً واسعاً وتحولت إلى قضية رأي عام وسط ردود أفعال متباينة في الأوساط اليمنية.

 

وحاول شخص يدعى (خالد عباد) مساء الجمعة الماضية اغتصاب الطفل "رياض" – 14 عاماً – إلا أنه لقي حتفه على يد الطفل الذي تمكن من تسديد 8 طلقات نارية في صدره.

 

وبحسب روايات الحادثة المؤكدة والمتطابقة مع مقطع الفيديو للطفل فإن المدعو (خالد عباد) استدرج الطفل وطلب منه المساعدة لنقل بعض الأمتعة الى منزله، وحين وصل باب البيت أجبره على الدخول تحت تهديد السلاح، وأغلق الأبواب، وشرع في التجرد من ملابسه لارتكاب جريمته بعد أن وضع بندقيته جانباً فالتقطها الطفل رياض وباشره على الفور بإطلاق النار وأرداه قتيلا.

 

وعلى إثر هذه الحادثة اندلعت اشتباكات مسلحة بين رفاق وأقارب الجاني القتيل  وبين متعاطفين مع أسرة الطفل، أسفرت عن مقتل وإصابة خمسة أشخاص.

يأتي ذلك في ظل الانفلات الأمني التي تشهده المدينة وغياب دور السلطات الرسمية في ضبط الإختلالات الأمنية.

 

وتشهد مدينة تعز منذ ثلاثة أعوام معارك ومواجهات بين قوات الجيش الوطني التابعة للحكومة الشرعية والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وجماعة الحوثي الانقلابية من جهة أخرى خلفت تدهوراً في الأجهزة الأمنية فضلاً عن تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية.

 

تحقيق "بالقضية" وتعقيب "الجناة"

وفي أول تعليق لإدارة عام شرطة تعز حول الحادثة؛ أكدت في بيان لها "نقل الطفل رياض علي سيف الزهراوي إلى إدارة البحث الجنائي للتحفظ عليه وحمايته، وتم تكليف طقمين من الحملة الأمنية بحماية منزل الطفل وما زالت مستمرة إلى الآن".

 

وأِوضح البيان، أنه تم إرسال فريق تحقيق من البحث الجنائي والمعمل الجنائي باشرا إجراءات التحقيق بملابسات القضية، وأن الأجهزة الأمنية مستمرة بإجراءاتها لتعقب الجناة والمتسببين في الحادثة، وذلك بمتابعة وإشراف مباشر من قِبل مدير عام شرطة تعز.

وأعربت شرطة تعز، عن شكرها لكل المتفاعلين والمتعاطفين مع القضايا الأمنية وكل ما يمس حقوق الناس وممتلكاتهم، وأهابت بالجميع تحري الدقة والمصداقية والابتعاد عن المناكفات وتوظيف القضايا الأمنية في تأجيج الصراعات والنيل من مؤسسات الدولة والتشكيك في جهودها لإرباك الوضع العام.

 

وشهدت هذه الحادثة تفاعلاً كبيراً من قبل عدد من الحقوقيين والنشطاء والصحفيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي .

وفي هذا الجانب علقت الإعلامية، أسوان شاهر، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلة: تحول الجرائم الجنائية في تعز الى قضايا رأي عام لا يعني بالضرورة انها أصبحت مرتع للجريمة والفوضى برغم ظروف الحرب والحصار ، بل يعني ان الرقابة المجتمعية صاحية وإن شغف المدينة لتعزيز حضور مؤسسات الدولة والثقة بمسؤوليتها في ضبط الأمور في أعلى مستوياته

 

لاتقلدوا

أما الناشط، فهمي مارش، كتب قائلاً: قضية الطفل رياض الزهراني كتب لها كل هذا التضامن والنجاح لأنها حقيقيه وصادقة ولا يوجد فيها أدنى شك من صدق الطفل أنه تعرض لمحاولة اغتصاب.

 

تمثال!

ولعلي أحمد الفقيه  وجهة نظرة مختلفة عن الآخرين فهو يرى أنه من المفروض عمل تمثال للطفل "رياض" في كل مكاتب تابعه لوزارة التربية حتى تعرف الوزارة ان "التربية قبل التعليم بعد ما انتشرت جريمة اللواط في المجتمع والتحرش".

 

ويقول الناشط الإعلامي، محمد مهيوب، إن الانتصار لقضية الطفل رياض تكمن في " إفساح المجال للدولة، والجهات المختصة ومؤسساتها للقيام بدورها، والمحاميين والحقوقيين موجودين يشكلوا فريق للمتابعة ويتواصل الضغط الشعبي وبالأسلوب الصحيح والمثمر ولن يسكت احد في حال التهاون او عدم قيام الجهات الامنية بدورها".

 

ويضيف: "لا سبيل لنا الا العبور عبر هذا الطريق والا سنفتح جبهات ومشاكل وسنضر من تعاطفنا معهم وبتسيل الدماء ولا متضرر الا تعز ولا مستفيد الا اعداءها".