تداولت وسائل إعلام عديدة خلال الأيام الأخيرة ما ذكره المتقاعد من الحرس الوطني السعودي، سعود بن محمد الغامدي، في تصريح صحفي من أنه لم يذق طعم النوم منذ 30 عامًا.
وحتى الآن لم يقدّم الغامدي، أو أي جهة صحية موثوقة دليلًا على صحة هذا الادعاء الذي يبدو خارقًا للطبيعة، ولا يمكن تصديقه وفقًا للقدرات البشرية المعروفة.
ما أقصى فترة للبقاء بلا نوم؟
الإجابة التجريبية السهلة عن هذا السؤال هي 264 ساعة (حوالي 11 يومًا)، ففي العام 1965 ، تمكن الطالب الأمريكي راندي جاردنر (17 عامًا)، من تسجيل هذا الرقم العالمي في إطار تجربة علمية وفقًا لمجلة العلوم الأمريكية.
وتضيف المجلة أن حالات أخرى شهدت استيقاظًا مستمرًا لمدة ثمانية إلى 10 أيام في تجارب تمت مراقبتها بعناية. ولم يتعرض أيٌّ من هؤلاء الأفراد لمشاكل طبية خطيرة، إلا أنهم جميعًا أظهروا عجزًا متزايدًا ومهمًا في التركيز، والحافز، والإدراك، والعمليات العقلية الأخرى، مع زيادة مدة الحرمان من النوم.
وتقول شبكة “بي بي سي” إن كتاب غينيس للأرقام القياسية توقف منذ عقود عن متابعة وتسجيل الأرقام المتعلقة بالحرمان من النوم، بسبب المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأفراد جراء مثل هذه المحاولات.
ماذا لو لم ننم مطلقًا؟
هناك حالات نادرة مثل المرض الوراثي النادر “الأرق العائلي المميت” (Fatal Familial Insomnia)، وهو مرض يقدّم واحدة من الصور الصارخة لعواقب الأرق الشديد.
وفجأة يصاب الشخص المصاب بهذا المرض بأعراض غريبة، مثل التعرق الغزير، وبعد بضعة أسابيع ، يبدو كمن يمشي أثناء النوم، ويؤدي الحركات العضلية اللاإرادية التي نؤديها أحيانًا أثناء النوم، ومن ثم يبدأ بفقدان الوزن، والخرف، وفي النهاية الموت.
لماذا نحتاج للنوم أصلًا؟
وتقول إيرين هانلون الأستاذة المساعدة في جامعة شيكاغو:“لا يزال يتعيّن التحديد الدقيق لوظيفة النوم”.
وتضيف أنه مع ذلك، هناك أمور تتعلق بالنوم، حيث يبدو أنه “يعيد ضبط” أنظمة أجسادنا، وما هو أكثر من ذلك، وأظهرت الدراسات أن النوم الروتيني الكافي يعزز الشفاء، والوظائف المناعية، والأيض الطبيعي المناسب، وأشياء أخرى كثيرة.
وربما يفسر أهمية النوم ما نشعر به من راحة، وانتعاش، بعد غفوة عميقة.