نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر من الوسائل التي تؤمن للفرد سبل التواصل مع أصدقائه. لكن سوء استخدامها أو الإفراط في ذلك يؤثر سلبا على الصحة النفسية للفرد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن بعض العلامات قد تشير إلى أنك تعاني من بعض المشكلات فيما يتعلق باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك، ما يحتم عليك ضرورة إيجاد حل للوضع.
وأضاف الموقع أن البعض يميل إلى العزلة والانفراد والإبحار على منصات التواصل الاجتماعي أثناء المشاركة في إحدى المناسبات، وذلك رغبة في تجنب المواقف المحرجة.
في المقابل، لا يعد الهروب والانطواء الخيار المثالي، حيث ينبغي استغلال الفرصة والتواصل مع الآخرين، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الثقة في النفس.
عموما، ليس من السهل التصرف بأريحية وعفوية في المناسبات، لكن تجنب المناسبات الاجتماعية باستمرار يؤثر سلبا على الصحة النفسية للمرء.
في هذه الحالة يوصى بالتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبارها أداة للهروب، مما قد يساعد على تعزيز الثقة في النفس ويحد من الحاجة إلى استخدام هذه المنصات.
وأفاد الموقع أنه من الطبيعي أن يقارن المرء نفسه بأشخاص آخرين حتى يعمل على تغيير حياته نحو الأفضل.
ومع ذلك، تقدم شبكات التواصل الاجتماعي، في بعض الأحيان، معلومات تفتقر للمصداقية، بشأن الطريقة التي تسير وفقها حياة البعض. ففي الغالب، يتعمد البعض نشر الجانب السعيد من حياتهم على غرار بعض الصور التي توثق لحظات خاصة على الفيسبوك، متجاهلين التحدث عن المشاكل أو الصعوبات التي تعترضهم.
بالتالي، في حال كانت بعض المنشورات تولد مشاعر الحسد داخلك، فعليك أن تدرك أن المعلومات الواردة على شبكات التواصل الاجتماعي غير حقيقية في معظمها. بناء على ذلك، يجب أن تتوقف عن مقارنة نفسك مع الآخرين استنادا إلى منشوراتهم.
وذكر الموقع أن الشعور بالنقص وانعدام الثقة في النفس ينتاب الفرد ليس فقط أثناء وجوده بمفرده، بل أيضا وسط أصدقائه، ما يثير مشاعر الحسد بداخله. والجدير بالذكر أن الإحباط والحسد يؤثران على طريقة تواصل المرء مع الآخرين.
وأفاد الموقع أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترات قصيرة ليس له نتائج سلبية، حيث أثبتت الدراسات أن أخذ فترات قصيرة من الراحة خلال العمل للولوج إلى مواقع التواصل، تحفز قدرات الدماغ على الإبداع والإنتاجية.
ومع ذلك، يعجز البعض عن التحكم في الوقت المخصص للإبحار على شبكات التواصل الاجتماعي.
ولتفادي الانغماس في استخدام فيسبوك، على سبيل المثال، ينبغي للمرء التقيد بفترة راحة لا تتجاوز الخمس دقائق، مما يساعد على تجنب قضاء ساعات طويلة على الإنترنت وزيادة الإنتاجية على حد السواء.
وأوضح الموقع أن قضاء الكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى ميل المرء إلى التفكير السلبي.
فمن الناحية البيولوجية، ينزع الإنسان عامة إلى التفكير في الجوانب السلبية للأمور لتجنب عواقب وخيمة. في مثل هذه الحالة، اعمل على حجب بعض الصفحات أو المنشورات التي من شأنها أن تؤثر سلبا على صحتك النفسية.
على صعيد آخر، يمكن أن يصبح المرء عرضة للإصابة بالإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي. ويظهر ذلك من خلال حرصه على التفحص المستمر للمنشورات الواردة على هذه الشبكات.
وأشار الموقع إلى أنه بغض النظر عن الكمية الهائلة من المعلومات التي تنشر على منصة فيسبوك، لا ينبغي اعتبارها مصدرا موثوقا للمعلومات.
في هذا الصدد، يجب استخدام الفيسبوك فقط للأغراض التي اخترع من أجلها، والاطلاع على الأخبار انطلاقا من المصادر المخصصة لذلك.
وأكد الموقع أن المرء يعتقد بأن الطرف الآخر يفكر بطريقة مماثلة له، ووفقا لذلك يتوصل إلى بعض الأحكام التي قد تكون خاطئة.
في الواقع، يحول التواصل عن طريق الشبكات الاجتماعية، دون فهم المرء لوجهة نظر الطرف المقابل، مما يهدد استمرارية بعض العلاقات. لذلك، يجب التروي وتجاهل بعض المشاعر التي تبدو لك سلبية بعض الشيء.
وفي الختام، نوه الموقع إلى حقيقة استخدام الأطفال لموقع فيسبوك والعديد من المواقع الأخرى بشكل مكثف، وضرورة اتخاذ الآباء لتدابير مناسبة من أجل تقييد وصولهم إلى الإنترنت.
فضلا عن ذلك، لا بد أن يقدم الوالدان مثالا جيدا لأطفالهم من خلال التقيد بالقوانين ذاتها التي يطالب الطفل بالالتزام بها.