دونالد ترامب

الحرب على إيران وشيكة.. والبنتاغون لا يسعى لتغيير السلطة

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية، بمساعدة أسترالية وبريطانية في مطلع شهر آب/ أغسطس 2018.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البنتاغون لا يهدف من خلال هذه الضربة العسكرية إلى تغيير السلطة في إيران، ولعل ذلك ما أكده وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، من خلال قوله: "ليس لدى واشنطن مثل هذه الغاية".

وفي شهر أيار/ مايو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة وفرض عقوبات إضافية على إيران. ومنذ ذلك الوقت، تشهد العلاقات بين واشنطن وطهران تدهورا خطيرا.

وذكرت الصحيفة أنه قبل بضعة أيام، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة إلى "عدم اللعب بالنار"، محذرا واشنطن من أنها ستندم على ذلك. فرد ترامب على هذه التهديدات قائلا: "إذا استمرت طهران في تهديداتها فستواجه عواقب وخيمة وغير مسبوقة". وقبل الانتقال إلى أي نزاع مسلح مفترض، يبدو أن حربا شفوية أخرى قد انطلقت مشابهة للحرب الشفوية بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية.

 

وإلى جانب التهديدات اللفظية المتبادلة، سيؤدي الوضع العسكري والسياسي في المنطقة إلى مزيد تفاقم العلاقات بين دونالد ترامب وحسن روحاني. ووفقا لقناة "إيه بي سي" الأسترالية، قد تصدر واشنطن الشهر القادم أمرا بضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حسب أوساط عسكرية أسترالية، سيتم استخدام واحدة من أكثر القواعد العسكرية أهمية في العالم "باين غاب" من أجل توفير معلومات استخباراتية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأمريكية والقوات المتحالفة معها، التي ستشارك في تنفيذ ضربات ضد أهداف محددة في إيران.

ووفقا للجنرال الروسي فاليري زابارينكو، لم يتم نشر القوات الأمريكية وقوات حلفائهم المحتملين في مسرح العمليات الذي ستنطلق منه الضربات ضد إيران. وبناء على هذا المعطى، من السابق لأوانه الحديث عن بداية وشيكة لأي أعمال عدائية أمريكية ضد إيران في مثل هذه الظروف.

وتطرقت الصحيفة إلى وجهة نظر الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، فلاديمير ساجين، الذي أكد أن "المعلومات الواردة من قبل وسائل الإعلام الأسترالية هي مجرد تهديدات جديدة من قبل ترامب ضد إيران، لذلك لا أعتقد أن هناك حربا وشيكة ضد إيران".

ووفقا لساجين، اشتدت العداوة بين واشنطن وطهران خلال الأشهر الأخيرة. وعلى الرغم من أنها كانت حربا مستمرة، إلا أنها صارت أكثر حدة في الفترة الأخيرة، ونتجت عنها قرارات مثيرة للجدل مثل تهديد إيران بغلق مضيق هرمز.

 

وأوضحت الصحيفة أنه من وجهة نظر عسكرية تقنية، يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ عمليات عسكرية ضد إيران، لكن من الناحية السياسية يبدو ذلك غير واقعيا بالنسبة للخبراء. علاوة على ذلك، يمكن أن تتسبب أي ضربات عسكرية ضد إيران في إثارة ردود فعل سلبية ليس فقط لدى خصوم الولايات المتحدة، وإنما لدى حلفائها أيضا في أوروبا وآسيا، ولن يخدم ذلك مصالح الأمريكيين بكل تأكيد.

وبينت الصحيفة أن ترامب يهدف من خلال هذا الخطاب العسكري إلى ترهيب إيران وإجبارها على المفاوضات وإقامة اتفاقات جديدة حول العديد من المسائل من بينها البرنامج النووي، وحقوق الإنسان في إيران، ومسألة تكثيف الأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط في سوريا والعراق واليمن. لكن، يعتقد فلاديمير ساجين أنه من المستبعد أن توافق إيران على ذلك.


وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال سنة 2011، كان الوضع بين البلدين بشأن البرنامج النووي الإيراني شديد التوتر، كما كان موقف المجتمع الدولي في صف الولايات المتحدة، مما يعني أنه لم يكن من الصعب إنشاء تحالف مناهض لإيران مع واشنطن في تلك الفترة. وفي نفس الوقت، كانت منطقة الشرق الأوسط تعاني من العديد من التوترات إلى جانب اندلاع العديد من الأعمال العدائية في عدة مناطق، لكن ذلك لم يطرح فرضية الهجوم على المنشآت الإيرانية النووية.

 

وأوضحت الصحيفة أن الوضع العسكري السياسي للولايات المتحدة في الوقت الحالي ليس مناسبا لشن حرب ضد إيران. كما أصبح الأمر أكثر تعقيدا بعد انسحاب الولايات المتحدة في الثامن من أيار/ مايو 2018 من خطة العمل الشاملة المشتركة.

ونقلت الصحيفة عن مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية، إيلينا سوبونينا، قولها إن "هذه رسالة دعائية من واشنطن، تهدف إلى محاولة استقصاء الأوضاع، ومعرفة كيفية تفاعل المجتمع الدولي مع مثل هذا السيناريو الذي قد يؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأسرها". 

ووفقا للمستشارة الروسية سوبونينا، فإن التهديدات الأمريكية تهدف إلى الاستمرار في ممارسة الضغط النفسي على طهران. وهذه الطريقة المفضلة لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد خصومه، حيث يمارس في البداية الضغط ثم يحاول في مرحلة لاحقة دعوة الطرف الآخر لطاولة المفاوضات، مثلما فعل مع زعيم كوريا الشمالية. ومن الواضح أن واشنطن ترغب في تكرار نفس السيناريو مع طهران.