قالت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات، إنه بعد ثلاث سنوات على الأزمة الدموية الطاحنة، من المحتمل أن تكون الحرب في اليمن مُقْدمةً على نقطة تحول، حيث أن القوات الإماراتية واليمنية المشتركة تتقدّم صعوداً عند ساحل البحر الأحمر باتجاه مدينة الحديدة الساحلية على أمل توجيه الضربة القاضية وانتزاع المدينة من المتمردين الحوثيين.
وأشارت السفيرة الأمريكية باربرا ليف، أن انتزاع الحديدة من الحوثيين، سيؤدي إلى حرمانهم من الإيرادات الحيوية، وتوجيه ضربة معنوية لهم، والضغط عليهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت السفيرة الأمركيية السابقة لدى الإمارات ،أن إدارة أوباما لم تكن متحمسة قط للمغامرة السعودية -الإماراتية في اليمن، إلّا أنها أبدت اهتماماً متواصلاً في إنهاء الصراع من خلال العملية السياسية، وأتاحت قيادة أمريكية مباشرة للجهود التي بُذلت في عامها الأخير.
وتابعت " أما إدارة ترامب فقد تولّت الحكم معلنةً عن التزامها بإصلاح العلاقات المتدهورة مع دول الخليج والتركيز على أنشطة إيران المخلّة بالاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. ومن المفارقات، أن ذلك لم يُترجم إطلاقاً إلى تركيز رفيع المستوى على اليمن حيث تتضافر جميع هذه المسائل تضافراً وثيقاً.
وقالت باربرا ليف "في الواقع، كان دعم الولايات المتحدة لحملة التحالف دعماً تلقائياً يفتقر إلى التفكير إلى حدٍّ كبير، في حين أن جلّ ما احتاج إليه شركاؤها الخليجيون على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية هو جهد دبلوماسي مستمر من أجل التوصل إلى تسوية تفاوضية موثوقة".
وأوضحت السفيرة الأمريكية، أنه على الرغم من طموحات التحالف المندفعة، إلّا أن جهوده العسكرية المتفرّعة - التي تشمل قوة برية بقيادة الإمارات، وحملة جوية بقيادة السعودية - لم تندمج قط.
وتضيف "كما أن الديناميكيات السياسية الداخلية في اليمن قد أعاقت عمليات التحالف. وسرعان ما نما الحقد بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودولة الإمارات، حيث اتّهم هادي أبو ظبي باغتصاب الحكم في الجنوب، بينما عبّر المسؤولون الإماراتيون عن سخطهم بسبب الفساد الظاهر والقرارات غير المنسّقة لحكم هادي".
وقالت بارباراليف، إن "عامل الوقت ليس في صالح التحالف أو واشنطن. ففي أقل من عامين، أطقت طهران برنامج صغير ولكن جرئ لتدريب الحوثيين وتجهيزهم، وتم التعاقد جزئياً مع حزب الله لتنفيذه. كما نقلت إيران تكنولوجيا الصواريخ المتطورة إلى الحوثيين، ومكّنتهم من القيام بعمليات في عمق الأراضي السعودية وتهديد الشحن الدولي في باب المندب. وفي الواقع إن استثمارات إيران متواضعة، إلاّ أنّ عائداتها مذهلة".
وترى السفيرة الأمريكية السابقة أنّ أي نجاح في إقصاء الدور الإيراني في اليمن سيتطلب حلاً سياسياً. ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بضرورة وضع صيغة لتقاسم السلطة توفّر للحوثيين دوراً سياسياً - غير عسكري - في الحكومة، وإن كانت هذه الخطوة محفوفةً بالمخاطر.
ولفتت أن المسائل التي تنطوي على نفس القدر من التحدي فهي حمل الرئيس هادي على الانتقال خارج السلطة وإقناع الحوثيين بتسليم أسلحتهم الثقيلة.
وأضاف "وسيتطلب نجاح هذه الخطوات مشاركة ثابتة ورفيعة المستوى بين واشنطن والرياض وأبو ظبي وهادي. وفي هذا الصدد، قال أحد الخبراء الأكثر تمرّساً في شؤون اليمن في الحكومة الأمريكية: "هناك حل يمني، وكل يمني يعرفه - ولكن يتعين حثّهم على المضي قدماً به".
وبينت السفير الأمريكية السابقة لدى الإمارات، أنه إذا أرادت إدارة ترامب إجراء اختبار مبكر لاستراتيجيتها تجاه إيران، فلا يوجد مكان أكثر إلحاحاً من اليمن للشروع بذلك. بيد، يتعين على الإدارة الأمريكية الالتزام بالمشاركة الرفيعة المستوى والمركّزة مع شركائها والأمم المتحدة وحكومة هادي - وهو أمر ظل غائباً طيلة 18 شهراً.
يذكر أن باربارا ليف هي زميلة زائرة متميزة في زمالة "روزنبلات" في معهد واشنطن، وعملت سابقاً سفيرة الولايات المتحدة في الإمارات ( من 2014 الى 2018 ) ومديرة مكتب الشؤون الإيرانية في وزارة الخارجية الأمريكية.
و تم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع "أتلنتيك" وترجمة "الموقع بوست.