أطلق السكان المحليون لقرية بونغور الروسية بادرةً لتغيير اسم قريتهم؛ ليصبح اسمها سوريا، مفسِّرين ذلك بأنَّه إن كانت موسكو تخصِّص بضع عشرات الملايين من الدولارات بغية الاستثمار في البلد الشرق أوسطي، فإنَّه يمكنها استِبقاء القليل من أموال الاستثمار المُعدَّة لسوريا تِلك لمكانٍ أقرب في داخل البلاد ذاتها.
الشكاوى التي ترِد من سكان هذه القرية القريبة من مدينة نوفوكوزنتسك البالغ عددهم 600 شخص ليست غريبةً على المجتمعات الريفية الروسية، وتتضمن الحفر الموجودة بالطرق، وتقطُّع إمداداتالكهرباء والماء، وتداعي المساكن، وعدم توفر الرعاية الصحية.
لكنَّ المقاربة التي اتَّخذها سكان هذه القرية بعينها لجَذب انتباه الحكومة الروسية للمِحَن التي يعيشونها ليست معتادة.
وقال الساكن المحلي سيرجي زافرونكوف، الذي يقود حملة التسمية: «ليست لدينا أية توقُّعات. الأمر الوحيد الذي نبتغيه هو أن نُغيِّر اسم قرية بونغور لـ(سوريا). وسنتقدَّم بعد ذلك للاتحاد الروسي للحصول على الإغاثة الإنسانية».
وأضاف زافرونكوف، لصحافي إذاعة REF/RL التشيكية: «اكتب التالي، نأمل أن يكون اسم القرية جمهورية سوريا العربية بدلاً من بونغور. سندعو بعض العرب ليعيشوا هنا. تساعد الحكومة الروسية سوريا والدمار هناك بنفس سوء ما نعيشه هنا. لكنَّا لا نحظى بأي اهتمامٍ من حكومتنا».
يقول زافرونكوف إنَّه ناقش هذه الفكرة مع سكان القرية، ويتَّفق جميعهم على أنَّها فكرةٌ جيدة.
اتفق الجميع على أنها فكرة جيدة
وقال: «لستُ أمزح. أنا جادٌّ كلياً».
عانت القرية وسكانها لعشرات الأعوام؛ ليحصلوا على أي اهتمامٍ من المسؤولين، ولم تلقَ محاولاتهم أي نجاح.
وقال ساكنٌ محلي آخر يُدعَى ألكسندر فولكوف: «كنت أعمل بمزرعةٍ جماعية (خلال الفترة السوفييتية). كنَّا نرى سكرتير اللجنة الإقليمية وغيره من الشخصيَّات الهامة ثلاث مراتٍ سنوياً. كانوا يأتون للإشراف على عمليات زِراعة المحاصيل وصُنع التبن والحصاد. كان يمكنك سؤالهم عن أي أمرٍ تريده. والآن لا يوجد ولا نائب واحد عن قرية بونغور في صفِّ الإدارة المحلية».
وأضاف فولكوف أنَّه لا يوجد كذلك ممثل عن قرية بونغور في مستوطنة زاغورسك الريفية، وهي الإدارة الإقليمية المُشرِفة على نحو 24 مجتمعاً ريفياً بمنطقة نوفوكوزنتسك.
لا توجد مدرسة ولا حضانة بقرية بونغور. ويُنقَل الأطفال بالحافلة إلى مدينة أخرى، ونظراً للحالة المتردِّية للطريق الوحيد الذي يربط القرية بالعالم الخارجي، يخشى السكان المحليون أنَّ الحافلات ستتوقَّف عن المجيء إلى قريتهم.
وقال زافرونكوف ساخراً: «كانت لدينا مدرسة، لكنَّهم طوروها’. وكانت لدينا مكتبة، لكنَّها أغلقت أبوابها. كل ما تركوه لنا هو مجلسٌ للقرية ونصبٌ تذكاري للمشاركين في الحرب العالمية الثانية. لا شيء هنا. لا يوجد سوى المقبرة».
عربي بوست