وطلبت صحيفة The New York Times الأميركية من قرائها مشاركة تقاليد احتفالهم، وتوضيح ما يعنيه عيد الأضحى بالنسبة لهم. وإليك بعض تلك القصص:
قال صائب: «منذ أن غادرت سوريا منذ أكثر من 5 أعوام، أصبح العيد يعني لي قضاء يوم أو اثنين ووجهي ملتصق بالهاتف الذكي، أرسل الرسائل وأجري مكالمات الفيديو، واتصل بالعائلة والأصدقاء. لا يزال الكثيرون من عائلتي يعيشون في سوريا رغم أن الغالبية تفرقوا في جميع أنحاء العالم».
وأضاف: «عندما كنتُ في بلادي كان العيد يعني عادةً التجمع مع عائلتي والجيران والأصحاب، بالإضافة إلى الطعام والحلوى والقهوة. أكثر ما أفتقده هو تناول وجبة الفطور الخاصة مع والديّ في صباح اليوم الأول من العيد، ولا سيما بسكويت البلح الذي تصنعه جدتي بالطبع».
ويختم حديثه قائلاً: «تخبرني جدتي عندما اتصل بها أنَّها لا تزال تصنع بسكويت البلح الذي أفضله كل عيد».
كنزا حق من نيويورك: العيد فرصة لإظهار الامتنان للمجتمع
وسردت الصحيفة ما قالته كنزا حق، من مدينة نيويورك، حيث أوضحت أن هذا العيد كان مختلفاً بعض الشيء عن الأعياد السابقة. فقبل أسبوع اكتشفت أول ابنة عم لي أنها مصابة بمرض السرطان.
وانتشر الخبر بين العائلة والأصدقاء، وبدأنا نغمرها بالحب والدعم. وبعد عدة ساعات من سماع الخبر بدأ الناس منحها أغراض البقالة، ومنحها وجبات الطعام، والتناوب على رعاية أطفالها الثلاثة الذين لم يبلغ أكبرهم 5 أعوام.
وفي يوم العيد بعد أن حشدنا كل ما أوتينا من قوة، احتفلنا بالعيد. ثم أدركتُ ما هو العيد: هو عكس صورة المجتمع الذي أنشأته وتقديره في عالم يتطلب منك أحياناً أن تتحلى بقوة تفوق قدرتك.
أنس شركي من مدينة نانت بفرنسا: طقس فقد سحر الطفولة
وقال أنس شركي من فرنسا: «عندما كنتُ طفلاً، كنت أتحمس أثناء طقوس التضحية، وكنتُ أحاول المساعدة بأي طريقة ممكنة. ولكن أثناء مراهقتي بدأتُ أفقد الحماس تدريجياً، وأحياناً لم أكن أترك سريري حتى تُنظف آثار كل الدماء».
وتابع: «أما الآن فقد مرت 6 سنوات منذ أن غادرت المغرب، وأنا لا أتوق لطقس الأضحية أبداً. فأنا لا أحتمل رؤية الفوضى التي تعم الشوارع، وقنوات الدماء التي تجري، وروائح العفن. لا يتعلق موقفي بأي رأي أيديولوجي تجاه حقوق الحيوان، ولا يرجع ذلك حتى إلى كوني ملحداً».
ويضيف: «لقد تجاوزت ببساطة ذلك الأمر بطريقة ما، ووجدتُ الآن أن ذلك اليوم ما هو إلا ثقل غير معقول على العديد من الأسر الفقيرة، في مجتمعات توجد فيها أولويات أعلى بكثير من بينها التحسين الضروري للنظافة والرعاية الصحية».
ريم إدان من لوس أنجلوس: العيد يتعلق بتقدير ما يهم بالحياة
وقالت الصحيفة الأميركية عن ريم إدان من لوس أنجلوس إن عيد الأضحى يساعدها على وضع علامة لمرور الوقت في الحياة، ما يمنحنها فرصة لتقدير ما يهم (إدراك أن الاستقرار المادي أهم من الألعاب الفاخرة، والصحة الجيدة أهم من الملابس الجديدة).
خليل بواروج من ولاية فرجينيا: عطلة لكل الأميركيين
وقال خليل بواروج من فرجينيا: «نظراً لكوني طفلاً لمهاجرين أميركيين مسلمين من تونس علمانيين نسبياً، فقد شهدتُ احتفالاً بالعيد لم تكن له علاقة بالدين نهائياً. عندما كنتُ طفلاً كان العيد يعني أخذ إجازة من المدرسة والذهاب في رحلة إلى مركز الترفيه Chuck E. Cheese».
ويضيف: «في حين أنَّني عندما كبرت أصبحتُ أغتنم العيد في أخذ عطلة من العمل والاستمتاع بالوقت مع أفراد عائلتي بقضاء يوم في الشواء. ولا أعتقد أنَّنا ذهبنا من قبل إلى المسجد في العيد».
ويتابع: «بالنسبة لي، لطالما كانت طقوس الأعياد الإسلامية احتفالاً ثقافياً يحدده الطعام وربما الأغاني والرقص، وفوق كل ذلك دفء العائلة. فليس بوسع أي شخص تجاهل الاحتفالات الدينية تماماً لأنَّنا نعتبرها أمراً مفروغاً منه».
ويختم حديثه قائلاً: «المرة الوحيدة التي يذكر فيها أي شخص كلمة عيد تكون عندما يستقبل القريب قريبه ويقول له عيد مبارك! إنَّه أمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بإيقاع الإسلام العربي التونسي. ومع وجود طقوس شوي قطع اللحم والمرقاز (السجق التونسي) على الشواية، يمكننا إضافة الإيقاع الأميركي إلى ذلك المزيج الفريد».
أميرة العيدروس من ولاية واشنطن: بداية الشعور بالشك في قوة الدعاء
أما أميرة العيدروس من واشنطن، فقالت: «عيد الأضحى بالنسبة لي عبارة عن ابنة عمي وهي تسحب يدي التي يتصبب منها العرق عندما كنا فتاتين صغيرتين. تبعنا عائلتينا خارج منزل والديها إلى ساحة أو منطقة مركزية مفتوحة نوعاً ما. حاولنا إغماض أعيننا حتى لا نرى تلك البقرة وهي تبكي بينما هناك رجلٌ يذبحها وهو يتلو بعض الأذكار والأدعية بصوتٍ عال. لم يتطاير الدم من رقبتها أو حتى يقطر، بل باستمرار».
وتابعت: «وفيما بعد، أحضر والدي ذيل البقرة كهدية لنتناوله، وأخبرتني أمي بأن البقرة لم تشعر بأي ألم، لأن الرجل الذي ذبحها كان يتلو الأدعية والأذكار الصحيحة».
شيماء خان من مدينة أوتاوا: التأكيد على المساواة بين البشر
وتقول شيماء خان من أوتاوا إن «العيد يعني التضحية والعالمية والتواصل مع الإنسانية. يرى أولئك الذين يذهبون لأداء مناسك الحج أناساً من جميع مناحي الحياة والأعراق والأمم، وجميعهم متحدون في عبادتهم لإلهٍ واحد».
وتوضح: «نحن نذهب لأداء الصلاة بمسجد المنطقة، ونقابل أفراد المجتمع، ونزور العائلة على مدار اليوم. وهو أيضاً شعور متجدد بالالتزام بالإيمان، وتذكيرنا بواجبنا تجاه أولئك غير الميسورين».
عبد الرحمن من دمشق في سوريا
وقال عبدالرحمن من سوريا: «يتزامن عيد الأضحى مع موسم الحج في مكة، الذي يمكن اعتباره تأكيداً على المساواة بين البشر. إذ يقف جميع المسلمين من جميع أنحاء العالم باختلاف ألوانهم وأعراقهم وثقافاتهم في مكانٍ واحد، ويأكلون من نفس الطعام ونفس الطبق، ويشربون نفس المياه، ويرتدون نفس الملابس، ويركعون لربٍّ واحد. لا أحد أفضل من أحد أو أسوأ».