مرَّت الأيام وأصبحت شركة سامسونغ على بعد أشهر قليلة من الإعلان عن نسختها الجديدة من هاتف غلاكسي، الهاتف الذكي الأكثر إثارة في سوق الأندرويد منذ سنوات.
فبعد عام كامل من عدم التجديد، والاكتفاء بالتحديثات المُكررة لهواتفها غلاكسي إس، وغلاكسي نوت، فإن الشركة بصدد التعويض عن هذا الملل بما هو أكثر من مُرض وشيق.
الهاتف المُنتظر سوف يتمتع بشاشة جديدة كلياً ذات تصميم مذهل، ما يصعد بتصميم سامسونغ المتفرد المُحبب إلى آفاق جديدة. سيحتوي الهاتف على مجموعة كبيرة من أحدث التقنيات والخصائص المثيرة والجديدة كلياً، مثل بصمة الإصبع بالموجات فوق الصوتية المدمج في الشاشة. كما أنه سيأتي متضمناً خمس كاميرات، موفراً بذلك تجربة حماسية من التصوير بالهاتف النقال لم نشهدها من قبل في أي هاتف ذكي آخر.
بالتأكيد سيكون هاتف غلاكسي الجديد أكثر هواتف سامسونغ إثارة وتميزاً منذ سنوات. في الحقيقة، ربما يكون أكثر هواتف سامسونغ غلاكسي إثارةً على الإطلاق.
نحن لا نتحدث هنا عن هاتف غلاكسي الذكي القابل للطي الذي تحدثت عنه شركة سامسونغ في وقت سابق من هذا الأسبوع، ولا نشير إلى هاتف «غلاكسي إكس»، أو الهاتف الأحدث «غلاكسي إف». بل نتحدث عن هاتف «غلاكسي إس 10″، الذي يجب أن يتطلع عشاق سامسونغ إليه بشغف أكثر من الهاتف القابل للطي، المُتوقع كشف النقاب عنه قريباً.
وحسب ما نمى إلى علم موقع BGR، أكد رئيس شركة سامسونغ للهواتف النقالة، دونغ جين كو، أن الشركة تخطط للإعلان عن أول هاتف ذكي قابل للطي هذا العام. نحن لا نعلم على وجه التحديد متى سيُماط اللثام عن الهاتف، لكن كو قال إن ذلك سوف يحدث في 2018.
ولقد خاضت كل من سامسونغ وشركة هواوي سباقاً مع الزمن لاحتلال الصدارة كأول مصنع لهاتف ذكي قابل للطي، بالكشف عن الجهاز الذي يحتوي على شاشة OLED قابلة للطي، ويبدو حتى الآن أن سامسونغ هي الأقرب للفوز. وبالمناسبة، هذا السباق هو أول علامة تحذير تُنبئنا في حقيقة الأمر بعدم التحمس أكثر من اللازم لهاتف غلاكسي إف الجديد.
عندما تُسرع سامسونغ في إطلاق المنتجات، فإنها تكون مروعة وسيئة في أكثر الأحيان. الشركة أدركت ذلك وقللت من سرعة إطلاق منتجاتها في الفترة الأخيرة.
نتذكر في هذا الصدد عندما أسرعت سامسونغ لإطلاق أول جهاز تلفاز يعمل بالتحكم الصوتي، فقط بسبب انتشار بعض الشائعات أن شركة آبل سوف تُعلن عن تلفاز «iTV» الذي يدعمه نظام Siri. جاءت النتائج بعد ذلك مُحبطة، إذ ربما كان ذلك أكثر جهاز تلفاز مخيب للآمال قد أُنتج على الإطلاق، ذلك مجرد مثال واحد من بين أمثلة عديدة.
لم تقتنع شركة سامسونغ، ونحن في عام 2018، بعد بأن كونها في الصدارة ليس دائماً أمراً جيداً. ومن المضحك أن نجاح سامسونغ في سوق الهواتف الذكية يرجع الفضل في جزء كبير منه إلى رغبتها السافرة في محاكاة أجهزة آبل واستراتيجياتها، وعلى الرغم من ذلك، لا تشتهر آبل على الإطلاق بأنها أول من أطلق منتجاً أو ميزة جديدة في الأسواق.آبل لا تهتم بأن تكون أول من صنع الشيء، بل تهتم بصناعته على الوجه الأمثل.
عملت شركة سامسونغ على الهاتف الذكي القابل للطي لسنوات، واصطدمت بجميع أنواع المشاكل في تصميم الجهاز. قالت سامسونغ في بادئ الأمر إنه كان من المفترض إطلاق هاتفها القابل للطي في 2017، ثم تم تأخير هذا الموعد إلى 2018، قبل أن يؤجل مرة أخرى إلى 2019.
كانت سامسونغ هادئةً فيما يتعلق بهاتفها غلاكسي القابل للطي في الآونة الأخيرة. استمرّ ذلك في حقيقة الأمر إلى أن روَّجت شركة هواوي لفكرة أنها سوف تكون أول من يطرح هاتفاً ذكياً قابلاً للطي في الأسواق، وهو ما حث سامسونغ على الحديث عن جهازها مرة أخرى. وتلك هي إشارة التحذير الثانية: إذ من الواضح أن سامسونغ تهتم بالإعلان عن هاتف غلاكسي القابل للطي أكثر من الانتهاء من صناعته وإطلاقه في الأسواق.
حتى وإن طُرح هذا الهاتف في الأسواق في نهاية المطاف، فلا يجب علينا أن نبني آمالاً عريضة عليه. لماذا؟
لأن سامسونغ تشتهر بسوء الجيل الأول من منتجاتها. وتكمن قوة الشركة في التطويرات التي تُحدثها. لكي تكتشف ذلك، ما عليك إلا إلقاء نظرة على هواتفها الذكية الحالية من فئة غلاكسي إس، وغلاكسي نوت. فقد كانت النماذج الأولى منها أكواماً رخيصة من البلاستيك، وكانت مزرية مقارنة بأجهزة آيفون التي تقدمها آبل.
في الوقت الراهن، يمكن أن نقول إن تصميم أجهزة غلاكسي إس، وغلاكسي نوت هو الأكثر جمالاً في السوق. فقد استغرق الأمر سنوات من سامسونغ لتطور وتحسن تصميماتها، وتصل إلى أفضل شاشة مناسبة. هل تتذكر مدى فظاعة أول هاتف لسامسونغ، وكيف كانت شاشته منحنية؟ لقد كان هاتفاً غبياً عديم الفائدة، وما كان ينبغي له أن يكون موجوداً على الإطلاق.
انتظر، لم ننته بعد. ثمة شيء آخر ينبغي أن تعرفه عن هاتف غلاكسي إف، أو أياً كان الاسم الذي ستطلقه سامسونغ على هاتف غلاكسي القابل للطي في نهاية المطاف، سيكون هذا الهاتف باهظ الثمن جداً. سرت بعض الشائعات التي تشير إلى أن الهاتف سيقترب سعره من 2000 دولار عند طرحه. تقدم سامسونغ هاتف غلاكسي العادي بسعر 1250 دولاراً، الذي يتشابه كثيراً مع تصميم هاتف غلاكسي نوت 8 للعام الماضي، لذا فإن الهاتف القابل للطي سوف يقترب سعره من 2000 دولار، ولا يُحتمل أن يخرج السعر عن هذا النطاق.
أشارت مصادرنا الداخلية إلى المزيد من إشارات التحذير، إلا أننا لا يمكن أن نعلن عن أكثر ما قيل خلف الأبواب المغلقة. ولكن يمكننا القول، إننا أُخبرنا أن الهاتف سيواجه نقصاً حاداً في العرض لدى إطلاقه في الأسواق. ويمكننا القول إننا أُخبرنا أيضاً أن النموذج الأولي من هاتف غلاكسي القابل للطي، سوف يكون «سميكاً بدرجة مزعجة» عند طيه، وهو سبب إضافي للانتظار، فمن المؤكد أن الأجيال القادمة من هواتف غلاكسي القابلة للطي سوف تكون أرقَّ وأكفأ بشكل عام.
سيكون من الجيد لو كنا مخطئين، لَكَمْ نود أن نرى هاتف غلاكسي الذكي القابل للطي في تصميم عصري رائع، ولَكَم نود ألا يُعجَّل بإطلاق الهاتف فقط من أجل تلبية رغبة المديرين التنفيذيين في سامسونغ، حتى يكون «الأول» من نوعه، على غرار المعلق المتصيد في تعليقات إحدى المدونات. لا يبدو الأمر كذلك في هذه الحالة، لذا نقترح على عشاق سامسونغ أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم في دراسة الأمر من كافة جوانبه، وألا يحلّقوا بآمالهم عالياً.