بعد أسبوعٍ على إطلاق أحدث منتجات "آبل"، بدأت الصورة الأشمل تتّضح: آراء الخبراء والجمهور والمواصفات وردود الفعل. في نظرةٍ أولى، يبدو أنّ شركة "آبل" خسرت في مجال إقناع المستخدمين بأنّها تُقدّم جديداً يستحقّ الأموال الطائلة التي تطلبها منهم: ألف دولارٍ أميركي بالحدّ الأدنى ثمناً لهاتف يحمل نفس شكل هاتفٍ سابق، مقابل بضعة تحسيناتٍ قليلة.
كان الحدث السنوي في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول بعيداً عمّا انتظره الجميع، بالرغم من صدق التوقّعات، أطلقت "آبل" ثلاث نسخ من هاتف "أيفون" وساعةً ذكيّة جديدة. وهواتف "تن" الجديدة الثلاثة تُشبه هاتف X المُطلق العام الماضي، أي أنّ الشركة استغنت عن زرّ "هوم" في جميع هواتفها الجديدة، ولكنها جاءت بأسعار مرتفعة تهدف منها الشركة إلى رفع قيمة ربحها، كون الطلب على الهواتف الذكية حول العالم انخفض نسبياً.
السخرية الأولى جاءت بعد الحدث بدقائق، عبر شركة "هواوي"، التي وعدت بأن تكون "النجمة" في عالم الهواتف الذكيّة هذا العام، بل وشكرت شركة "آبل" على "إبقاء الأمور على حالها"، داعيةً العالم كي يترقّب يوم السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
لكنّ التوقّعات حول مبيعات "آبل" لا تزال غير مستندةٍ إلى أرقام. لذا فإنّ كلّ هذا الملل الذي أبداه المستخدمون والخبراء والصحافيون قد يضمحلّ مع بدء شحن الهواتف المطلوبة قبل نزولها إلى المتاجر، ومع اليوم الأول للطرح في السوق أواخر الشهر الحالي. لكنّ منتجاً جديداً للشركة استطاع فعلاً أن يجذب الأنظار حتى أصبحت الطلبات عليه تستغرق وقتاً أطول للتسليم من المعلن في البداية. إذ استطاعت ساعة "آبل ووتش سيريز 4" جذب مستخدمين لم يكن يعني لهم سوق الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء شيئاً على الإطلاق، وهو النجاح الوحيد الملموس لـ"آبل" بعد أسبوعٍ على حدثها الضخم.
الجيل الرابع للساعة
وبحسب موقع "ذا فيرج" التقني، فإنّ الساعة التي أصبحت أطرافها دائريّة وشاشة عرضها أوسع، أصبحت الأكثر جذباً للمستخدمين من منتجات "آبل" الجديدة. فبينما اعتبر المستخدمون أنّ عليهم الاختيار الصعب بين هاتفي "آيفون تن إس" (iPhone XS) وهاتف "تن آر" (XR)، كانت الساعة بعيدةً عن الجدل، وحسم مستخدمون خيارهم بشرائها بسرعةٍ كبيرة. والدليل على ذلك كون تسليمات هواتف "آيفون تن إس" المطلوبة مسبقاً ستحصل بين 28 سبتمبر و5 أكتوبر بينما كلّ الطلبات على جميع أشكال الساعة تبدأ التسليم بين 12 و19 أكتوبر، أي بعد شهرٍ على الأقل من طلبها.
ويعمل الجيل الرابع من "آبل ووتش" بنظام التشغيل watchOS 5، بتصميم جديد وأسرع مرّتين من سابقتها، وبشاشة أكبر، بينما بطّاريتها تكفي ليومٍ كامل وتدعم نظام تحديد المواقع العالمي GPS. وللساعة نسختان، إحداها تحتوي على شريحة الهاتف SIM.
تمتلك الساعة خلفيّةً من السيراميك والكريستال مع واجهة من زجاج وهي بأحجام 40 مم و44 مم لتكون أكبر بأكثر من 30 بالمئة من السابقة، بينما معالجها الجديد ثنائي النوى. كما تتضمن مكبر صوت أعلى بنسبة 50 بالمئة تم تحسينه للمكالمات الهاتفية و"سيري" وتطبيق ووكي توكي.
وتستطيع الساعة قياس ضربات القلب وخلايا الدم الحمراء وتتعقّب النشاط الجسدي وتنبّه مستخدمها إذا ما كان هناك علّة ما. كما يمكنها منح تخطيطات كهربائية وتقديم النصح بزيارة الطبيب.
والنسخة الأولى من الساعة متاحة للطلب المسبق بدءاً من 14 سبتمبر في 26 دولة، بينما النسخة الثانية التي تتضمن شريحة الهاتف متاحة للطلب المسبق في 16 دولة.
الملل يتسلل
لكنّ المنافسة بين الهواتف والساعة تبدأ من الأسماء وتصل إلى الملل والتكرار والأسعار. إذ إنّ الشركة هذا العام لم تختَر أسماء إبداعيّة، وهي على ما يبدو في طريقها للنزاع على ابتكاء سلسلة أسماء جديدة العام المقبل، بعدما استثمرت جميع الأرقام من 1 إلى 10، ما عدا رقمي 2 و9. وكان انتقال الشركة إلى الأرقام الرومانية عبر هاتف iPhone X (يُقرأ 10) سبّب لها مشكلةً في إيجاد أسماء مُكمّلة، فكانت أسماء "تن إس" و"تن إس ماكس" و"تن آر" الجديدة. وعلى أي حال، فتلك الأسماء تعكس الهواتف نفسها، والتي لم تحصل على تغييرات كثيرة من الداخل.
وهناك عدد من الأسباب الأخرى التي تجعل هاتف "آيفون" غير محمّسٍ للشراء، بعكس الساعة. فالملل دخل في الشركة والهاتف لأول مرة بعد 11 عاماً على إطلاقه، واستهلاك أغلب الميزات فيه. وفي نظرةٍ إلى الوراء، يبدو ذلك جلياً. إذ في عام 2014، أطلقت "آبل" لأول مرة هاتف "بلاس" مع إصدارها لهاتف "آيفون 6" والذي كان أكبر هواتف "آيفون" على الإطلاق، مقلّدةً بذلك "سامسونغ" وشركات أخرى آسيويّة كانت قد بدأت بإصدار هواتف أكبر. عام 2015، دُمج الهاتف لأوّل مرة بساعة "آبل ووتش"، مما أعطى عشاق الشركة سبباً آخر للانخراط في عالم المنتجات الإلكترونية القابلة للارتداء. في العام التالي، ألغت الشركة فتحة السماعات (headphone jack) وأطلقت سماعات "إير بودس". أما العام الماضي، فأطلقت "آيفون تن" (iPhone X) الذي ألغي فيه زرّ "هوم" ومنح ميزة التعرف على الوجه، فأصبح الهاتف منطلقاً لنقاشات طويلة حول الهواتف الذكية وعالم صناعته. لكنّ "آبل" هذا العام أتت بتحديث تحت اسم "إس" (S) للهاتف، وكأنّها تقول إنّه لا يبدو أنّ هناك مجالاً كبيراً لنموّ هاتف "آيفون" أكثر من السابق.
كلّ هذا يقود للسبب الثاني لانصراف المستخدمين عن هواتف "آيفون": الأسعار. فبينما الهاتف يعاني ركوداً في الميزات الجديدة فيه، قامت الشركة برفع سعره بأكثر من 330 دولاراً، بحسب "إنغادجيت". إذ ارتفعت الأسعار من حوالى 775 دولاراً إلى 1100 دولارٍ أميركي.
على مرّ السنين، بدأ الطلب على هواتف "آيفون" ينخفض بشكلٍ ملموس. لم تكن "آبل" ستجني الكثير من المال عبر البيع، حتى يستقرّ وضعها في الهند والصين. لذا، هي تفتّش عن طرق أخرى لتبقى في طليعة الربح: رفع الأسعار. وفي العامين السابقين، نجحت "آبل" في جعل ذلك حقيقةً، إذ إنّ شراء الهواتف بات أغلى، بعدما كان بـ 649 دولارا حينها، وبات يصل إلى 1449 دولاراً اليوم.
المواصفات
الهاتف الرئيسي لآبل هذا العام حمل اسم iPhone XS، بشاشة OLED سوبر ريتينا وتقنية HDR. يبلغ حجم شاشته 5.8 بوصات بكثافة 458 بيكسل، أي أنّها أطول من شاشة 5.5 بوصة في هاتف آيفون 8 بلاس، لكن أصغر. الهاتف مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ ومقاوم للماء حتى عمق مترين، ويحتوي معالج A12 الجديد.
تبلغ دقة الكاميرا الخلفية المزدوجة 12 ميغابيكسل وتتضمن ميزة تثبيت الصورة البصري والتكبير البصري بقدرة 2X، بالإضافة إلى ميزة التحكم بالعمق الجديدة لوضع Portrait mode. وكاميرا أمامية 7 ميغابيكسل. يعمل الهاتف بنظام iOS 12، ويحتوي ميزة Face ID.
يدعم الهاتف بطاقات SIM المُزدوجة. لكنّ الصين هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها وضع شريحتين داخل الجهاز، أما بقية الدول فسيكون هناك شريحة مُدمجة وأخرى مُضافة.
الهاتف يأتي بألوان الفضي والذهبي والرمادي، وبدأت الطلبات المسبقة عليه في 14 سبتمبر على أن يتم شحنه بتاريخ 21 سبتمبر. ويبلغ سعر الهاتف بمساحة تخزين 64 غيغابايت 999 دولارا أميركيا، و1149 دولارا أميركيا لنسخة 256 غيغابايت أو 1349 دولارا أميركيا لنسخة 512 غيغابايت.
الجهاز الثاني، هاتف تن إس ماكس، يحتوي على شاشة OLED سوبر ريتينا بتقنية HDR بحجم شاشة يبلغ 6.5 بوصات، وهي الكبرى على الإطلاق، ما يجعله مناسباً لمحبي مشاهدة الأفلام والفيديوهات على الهاتف. يتضمن جهاز iPhone XS Max أكبر بطارية يتم استخدامها على الإطلاق في هاتف آيف، وهو مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ ومقاوم للماء حتى عمق مترين، ويحتوي معالج A12 الجديد.
تبلغ دقة الكاميرا الخلفية المزدوجة 12 ميغابيكسل وتتضمن ميزة تثبيت الصورة البصري والتكبير البصري بقدرة 2X، بالإضافة إلى ميزة التحكم بالعمق الجديدة لوضع Portrait mode. وكاميرا أمامية 7 ميغابيكسل. يعمل الهاتف بنظام iOS 12، ويحتوي ميزة Face ID.
ويأتي باللون الفضي أو الذهبي أو الرمادي. وتبلغ تكلفة نسخة 64 غيغابايت 1099 دولارا أميركيا ونسخة 256 غيغابايت يبلغ سعرها 1249 دولارا أميركيا بالإضافة إلى نسخة 512 غيغابايت بسعر 1449 دولارا أميركيا. وبدأت الطلبات المسبقة بتاريخ 14 سبتمبر على أن يتم شحنه بتاريخ 21 سبتمبر.
الهاتف الأرخص الذي أطلقته "آبل"، تن آر، يأتي في محاولةٍ لخلق توازنٍ مع أسعار الهاتفين الأولين. يتضمّن شاشة "ليكويد ريتينا" بقياس 6.1 بوصات، ويحتوي معالج A12 الجديد، وهو مصنوع من الألومينيوم.
للهاتف كاميرا خلفية واحدة بدقة 12 ميغابيكسل وكاميرا أمامية بدقة 7 ميغابيكسل، وهو مضاد للماء لعمق متر واحد، ولا يحتوي على عدّة ميزات بينها اللمس ثلاثي الأبعاد.
الهاتف يأتي بألوان الأبيض والأسود والأزرق والأحمر والأصفر. ويبلغ سعر نسخة 64 غيغابايت منه 749 دولارا أميركيا، ونسخة 128 غيغابايت بسعر 799 دولارا أميركيا، بالإضافة إلى نسخة 256 غيغابايت بسعر 899 دولارا أميركيا. وتبدأ الطلبات المسبقة بتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول على أن يتم شحنه بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول.