عبدالحكيم الفقيه
ضاع العرب
ضاع المغني والقصائد والطرب
ضاع المثنى والمهلهل والسموأل والمهلب واللهب
ضاعت مراكش والمنامة والنقب
ضاعت دمشق مع حلب
بغداد ضاعت والفجيرة والحديدة في المهب
ضاع المقدم والمساعد والعقيد مع الرتب
ضاع المفكر والمثقف والنخب
ضاع العرب
هذا زمان التيه في واد بلا زرع
وفي حرب بلا نصر
وفي رمل بلا بحر
وضاعت كل أحلام الزمان المرتقب.
والنيل ضاع مع المصب
أفلت نجوم سمائنا
والشمس ولت في الغياب
وصبحنا وكر الغياهب والجرب
مات الفوارس والنوارس
والخيول تقطعت سيقانها
والسيف أصبح من خشب.
والضاد فرت والحروف
وغادرت كل الحماسة والخطب
ضاع العرب
ضاع المقاوم والغضب
ضاعت بطولات الحقب
والأرض ضاعت والوريد من الفجيعة قد نضب.
والنفط ضاع مع الذهب
ضاع الزعيم المنتخب
ضاع القرنفل والسفرجل والعنب
شوال ضاع كما رجب
عجب عجب
ضاع العرب
هذا الزمان الفارسي بلا حسب
هذا الزمان الطائفي بلا نسب
الأرض ترفع ساقها اليمنى على كتف الغريب المصطحب
والجيش لا يدري السبب
فالجيش مشغول بقصف مساكن الفقراء في هذي العواصم عن كثب
والأمن يسجن من كتب
والموت أضحى المستحب
يا سادتي الزعماء والعظماء والعلماء صناع المجاعة والمخاوف والتعب
ماذا تبقى للبلاد من البلاد?
فما دهاكم للعناد وللفساد وللدمار وللشغب?
أين العروبة يا لعب?
ردوا !!!! عليكم لعنة التاريخ في هذا الوجيز المقتضب
ماذا تبقى للعروبة من عرب?
ضاع العرب
ضاع التواتر والتراكم والنضال المكتسب.
21 سبتمبر 2018
مدينة إب.
