استنتج مسؤولو أمن تركيون أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد اُغتيل في القنصلية السعودية في إسطنبول بناء على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي، حسبما قال مسؤول كبير لصحيفة New York Times الأميركية.
ووصف المسؤول العملية بالسريعة والمعقدة، والتي قُتل فيها الصحافي السعودي جمال خاشقجي في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية من قِبَل فريق من العملاء السعوديين، قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض.
وقد نفى المسؤولون السعوديون، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، هذه المزاعم، وأصروا على أن جمال خاشقجي غادر القنصلية بِحُرية بعد وصوله بوقت قصير. فيما طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يقدم السعوديون أدلة تثبت ادعاءهم.
وخلصت المؤسسة الأمنية التركية، وفقاً للصحيفة الأميركية، إلى أن مقتل خاشقجي كان بتوجيه من أعلى سلطة في البلاد؛ لأن كبار القادة السعوديين فقط هم الذين يمكنهم إصدار أمر بهذا الحجم والتعقيد، حسبما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، للإفصاح عن المعلومات السرية.
وقال المسؤول إن 15 عميلاً سعودياً وصلوا على متن رحلتي طيران يوم الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي. وقال المسؤول إن الخمسة عشر كلهم غادروا بعد ساعات قليلة فقط، وحددت تركيا الآن الأدوار التي يعمل فيها هؤلاء الاشخاص في الحكومة السعودية أو أجهزة الأمن.
وقال المسؤول إن أحدهما كان خبيراً لتشريح الجثة يفترض أنه تواجد في القنصلية مع الفريق للمساعدة في تمزيق الجثة.
و كان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، قال الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إن الولايات المتحدة «تتابع عن كثب الوضع» بشأن الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي فُقد أثره في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، بعد توجّهه إلى مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقال ماتيس، في تصريح أدلى به من مقرّ البنتاغون في واشنطن: «نتابع الوضع عن كثب، ونعمل بالتعاون الوثيق مع وزارة الخارجية». إلا أن وزير الدفاع الأميركي حرص على القول إنَّ التعاون العسكري مع السعودية يتواصل، وبخاصة في اليمن، حيث تقدِّم الولايات المتحدة السلاحَ والتزود بالوقود في الجو لقوات الائتلاف، الذي تقوده الرياض لمساعدة السلطات اليمنية على دحر المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران. وأضاف ماتيس: «لدينا علاقات عسكرية مهمّة لأمن الشعب السعودي (…) الذي يتعرَّض لنيران الحوثيين الموالين لإيران».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعرب، الإثنين، عن «قلقه» إزاء مصير خاشقجي. وقال وزير خارجيته مايك بومبيو، الإثنين، في بيان: «ندعو حكومة المملكة العربية السعودية لدعم تحقيق معمّق حول اختفاء خاشقجي، وأن تكون شفافة بشأن نتائج هذا التحقيق».
ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت للصحافيين، إنها لا تعرف حقيقة ما حدث للصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى في إسطنبول بعد دخول القنصلية السعودية. وأضافت: «ليست لدينا أي معلومات بشأن ذلك».
وفي حين أعلنت السلطات التركية أن خاشقجي لم يخرج من مقر القنصلية، تؤكد الرياض العكس.
وأعلن مسؤولون أتراك، السبت، أن العناصر الأولى للتحقيق تؤكد أن خاشقجي قُتل في القنصلية، الأمر الذي نفته الرياض، ولم تقدم دليلاً على خروجه حياً من مقر القنصلية، بعكس تركيا التي سرَّبت صورة لخاشقجي أثناء دخوله مقر دبلوماسية بلاده في تركيا.
يمن شباب نت