أرشيفية

المواطنون ضحايا لـ"الكلاب الضالة" في شوارع صنعاء

صنعاء- مجاهد أبو العز :

تعرض الطفل أيمن (12 عاماً) لعضة كلب في ساقه الأيسر، أثناء خروجه من منزله في شارع الرقاص، حيث يتجمع عدد من الكلاب، ويطاردون المارة، لكن والده استطاع تفادي إصابته من داء الكلب، من خلال إعطائه العلاج المضاد لذلك، في وحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى الجمهوري الحكومي الذي أسعف إليه.


أيمن كان محظوظاً حينها بتوفر المضاد لداء الكلب، إذ إن تلك الأدوية تخلو منها لفترات صيدلية وحدة المكافحة في المستشفى، نتيجة الحرب التي تشهدها اليمن منذ أربع سنوات، وفق مصادر صحية.


وتشهد العاصمة صنعاء تزايداً مخيفاً لعدد الكلاب الضالة المنتشرة في الأحياء والشوارع، الأمر الذي يستدعي اهتمام الجهات المختصة بوضع حلول عاجلة حتى لا يتعرض الناس لعضات الكلاب المسعورة.


ويؤكد الدكتور عبده غراب، مسؤول وحدة مكافحة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء، لـ”المشاهد” أن الوحدة تستقبل من 35 إلى 50 حالة يومياً، تعرضت لعضات الكلاب في أحياء العاصمة صنعاء، 30% من الحالات المصابة تأتي من أطراف العاصمة، مضيفاً أن عدد الوفيات جراء الإصابة بعضات الكلاب وصل إلى 18 حالة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 612 من بداية العام الجاري.


ويعرف داء الكلب بأنه التهاب فيروسي دماغي حاد، وخطورته كبيرة على الإنسان، لأن معدل الإماتة فيه 100% إذا لم تتخذ اجراءات إسعافية للوقاية من الإصابة منه في الوقت المناسب، بحسب الدكتور غراب.


وتعد شوارع العاصمة صنعاء متنفساً وسوقاً تحكمه الكلاب دون منازع بعد التاسعة مساء من كل ليلة، بحسب محمد المطري، أحد سكان الدائري وسط العاصمة صنعاء.


ويعيد الدكتور هلال الحماطي أسباب انتشار الكلاب إلى غياب الدعم اللازم لبرنامج تنفيذ الأنشطة والحملات للتخلص من الكلاب الضالة، وانتشار القمامة وتكدس المخلفات في الحواري وأزقة أحياء صنعاء، والتي تعد مصدراً رئيسياً لتكاثر الكلاب المتشردة، إضافة إلى غياب دور وزارة الأشغال العامة ممثلة بمشروع النظافة، وكذلك وزارة الزراعة التي لا تقوم بدورها أيضاً في تطعيم الكلاب المملوكة للأشخاص، داعياً الجهات المختصة إلى وضع حلول عاجله تحد من تزايد أعدادها في شوارع العاصمة، بعد أن أصبحت خطراً يحدق بالجميع.


وتباع الجرعة من مضاد داء الكلب في الصيدليات الخاصة بـ4500 ريال، تستخدم الجرعة الأولى في اليوم الأول من الإصابة، والجرعة الثانية في اليوم الثالث والثالثة في اليوم السابع، والجرعة الرابعة في اليوم 14 والخامسة في اليوم الـ28، بحسب الدكتور غراب، الذي أكد أن بعض المصابين يضطرون لشراء العلاج من الصيدليات، عندما ينعدم من الوحدة، وهو ما يسبب معاناة لمن لا يملك المال لشراء الجرع التي تعطى في العضل، أو الأدمة.


ويقول غراب إن وحدة مكافحة داء الكلب كانت تحصل على اللقاحات والمصل مجاناً من المنظمات المعنية بالشأن الصحي، ولكن الحرب تسببت في منع وصول المساعدات من المنظمات، مما ضاعف الأعباء على أهالي المصابين.

 

المشاهد