لم تهتم جماهير برشلونة بالفوز على إشبيلية واستعادة النقاط الثلاث بقدر القلق الذي انتابها من إصابة نجم الفريق الأول ليونيل ميسي والذي تأكد غيابه عن مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد بعد تعرضه لكسر في مرفق اليد.
إصابة ميسي نزلت كالصاعقة على الجميع في البرسا، وهذا أمر طبيعي في ظل الدور الكبير الذي يشغله في الفريق، خصوصاً في الأعوام الأخيرة التي أظهر فيها البرغوث أنه القائد الحقيقي واللاعب الذي يصنع الفارق دائماً وينقذ زملائه والمدربين والإدارة بشكل مستمر.
الأضرار التي ستخلفها إصابة ميسي لا يمكن حصرها، لكن يجب أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى قد تكون أكثر إيجابية، ونحاول إيجاد بعض الفوائد لهذه الإصابة والتي قد يكون منها:-
تحديد مصدر الخطأ باستبعاد العوامل الغير طبيعية
جميعنا يعلم أن برشلونة لم يعد كما كان في عهد بيب جوارديولا، وفي كل موسم تظهر العديد من المشاكل على الفريق، خصوصاً في السنوات الأخيرة، لكن وجود ميسي في الملعب كان يقلصها كثيراً لأنه ببساطة يصنع الفارق ويقود الفريق للفوز في معظم المباريات من خلال أداء خارج عن المألوف.
الفرصة مواتية لإدارة برشلونة الآن لتقييم إرنستو فالفيردي بشكل أكثر دقة خلال المباريات الستة القادمة التي سيغيب عنها البرغوث، حيث سيتضح إن كان هذا المدرب قادر فعلاً على قيادة الفريق نحو الفوز بلقب دوري الأبطال، أم أن كل ما حققه في الفترة الماضية كان بفضل النجم الأرجنتيني؟ ولو فشل في هذه المهمة يمكن إقالته مبكراً دون الانتظار لتتأزم الأمور بشكل أكثر في بداية عام 2019، كذلك يمكن لفالفيردي اكتشاف مشاكل فريقه بشكل أوضح وأدق، ومعرفة مصادر الخلل التكتيكي والفني.
اكتشاف هوية الفريق
عندما نذكر برشلونة مؤخراً فإننا نحصر قوة هذا الفريق بلاعب واحد وهو ليونيل ميسي، وغيابه من المفترض أن يتيح فرصة لاكتشاف هوية البرسا الحقيقية، هل هو فريق اللاعب الواحد أم أن هذه المجموعة متماسكة ويمكنها المضي قدماً؟
اللاعبون نفسهم سيحاولون إثبات أنهم قادرون على الفوز حتى في المباريات الكبيرة بدون ميسي، ولو نظرنا إلى الأسماء التي يمكلها برشلونة، سنجد أن الفريق يمكنه فعلاً تخطي هذه المرحلة لو تحلى اللاعبون بالثقة المطلوبة.
#ميسي لن يتواجد في هذه اللقاءات الهامة مع #برشلونة 😱😱PIC.TWITTER.COM/O5H9GMP013
— SPORT360 ARABIYA (@SPORT360ARABIYA) OCTOBER 21, 2018
إتاحة الفرصة للآخرين
ربما تكون هذه الفائدة هي الأكثر وضوحاً، برشلونة أبرم العديد من الصفقات في الصيف الماضي وما زال لم يستفد منها بالشكل المطلوب، لكن مع غياب ميسي أصبح هناك مركزاً فارغاً، ويمكن لفالفيردي إعادة بناء خططه والاعتماد بشكل أكبر على آرثر وفيدال ومالكوم.
نعم، جميع الوافدون الجدد من المفترض أن يستفيدوا من إصابة ميسي وليس مالكوم فقط، لأن النجم الأرجنتيني ليس مهاجماً، وليس متوسط ميدان، فهو اللاعب الذي يتمركز أين ما يريد ويتحرك بالاتجاه الذي يراه مناسباً لظروف المباراة، وعلى هذا الأساس يمكن للمدرب اختيار تشكيلة وخطة بشكل أكثر مرونة وإعطاء الفرصة للمهمشين الذين من المفترض أنهم جاؤوا ليكونوا نجوم المستقبل، والحديث هنا يدور عن آرثر ومالكوم تحديداً، وبالتأكيد ديمبيلي الذي قد يشعر بأهمية أكبر الآن.
توقيت الإصابة ليس سيئاً
لو كان يملك عشاق البرسا والمدرب فالفيردي فرصة اختيار الوقت الذي سيتعرض فيه ميسي للإصابة في الموسم الحالي، فإن هذا أفضل موعد يمكن إيجاده، وذلك رغم أن الفريق مقدم على استحقاقات مهمة.
لا يجب أن ننخدع بالمباريات القوية المقدم عليها برشلونة، فمباراتي إنتر ميلان ليس لهما أهمية كبيرة لأن الفريق حصد 6 نقاط في أول مباراتين بدوري الأبطال ويمكنه التأهل بسهولة، أما مباراة الكلاسيكو فيمكن للبرسا الفوز أو الخسارة بها بوجود ميسي وغيابه، فتوقيت هذه الإصابة مثالياً لو افترضنا أن البرغوث كان سيتعرض لها عاجلاً أم آجلاً، فما زلنا بعيدين عن مراحل الحسم، وكل شيء يمكن تعويضه مستقبلاً في حال لم يؤدي الفريق بشكل جيد بغيابه.