إب -وسيم الشراعي:
أبعدت ظروف الحرب في اليمن، كلاً من الكابتن محمد العماري، ونشوان الهجام، وجابر الرعوي، عن مواصلة مشوارهم الرياضي، واضطر البعض منهم للسفر إلى خارج الوطن لمواصلة مشواره الرياضي الذي توقف جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ مطلع العام 2014، رغم أنهم من أبرز لاعبي نادي شعب إب واتحاد إب، وممثلي المنتخب الوطني في العديد من المحافل المحلية والدولية.
ويعد نادي شعب إب، الملقب بالعنيد، والذي تأسس العام 1963، من أبرز الأندية التي حصلت على المركز الأول في الدوري اليمني لـ3 سنوات، كان آخرها في العام 2013.
توقف الأنشطة الرياضية
يقول لاعب المنتخب اليمني وكابتن فريق شعب إب سابقاً، محمد العماري، الملقب بـ”المسحور”، لـ”المشاهد “: “لا يوجد أي نشاط رياضي في اليمن على قيد الحياة، جراء المشاكل في اليمن، حيث يصعب في الوقت الراهن على كل نادي التنقل من محافظة إلى أخرى، لممارسة رياضتهم المفضلة، وهو حال الرياضة في محافظة إب (وسط اليمن)، الذي لا يختلف عن حالها في محافظات الجمهورية”.
ويضيف: “الظروف التي مر بها وطني الحبيب، أجبرتني أن أغادر أرض الوطن، بحثاً عن موطئ قدم أخرى، أمارس هوايتي المفضلة في كرة القدم والاحتراف في الأندية الخليجية، وحالياً ألعب بدوري رابطة أحياء جدة في السعودية”.
ويعتقد المسحور أن اللاعب اليمني لم يلق حقوقه بالماضي والحاضر، ويخشى ألا يلقى حقوقه في المستقبل، مؤكداً لـ”المشاهد” أن الرياضة اليمنية لم تنصف أي لاعب كرة قدم، خدم الوطن في المحافل الدولية والمحافل الداخلية.
وتوقفت جميع الأنشطة الرياضية التي كانت تقام قبل سنوات الحرب في اليمن، رغم أنها كانت تشهد تقدماً ملحوظاً، والدليل على ذلك “خليجي 20″، بحسب تأكيد عبدالرحيم الخشعي، رئيس فرع كرة قدم محافظة إب، لـ”المشاهد”، مشيراً إلى أن العديد من الأنشطة الرياضية كانت تقام على مستوى المحافظة، وعلى مستوى الجمهورية، وعلى مستوى المشاركات الخارجية، في كل الألعاب بلا استثناء.
ويؤكد الخشعي أن الرياضة مشلولة بنسبة 70%، بسبب عدم إقامة دوري يمني، لأية فئة كانت، على مستوى الوطن، وعدم اهتمام الاتحادات العامة إجمالاً بالرياضة.
ويقول: “حاولنا في محافظة إب، التغلب على الظروف، بإقامة دوري على مستوى البراعم، وعلى مستوى الناشئين، وأقمنا دورياً على مستوى الشباب، وكان آخرها دورة في كرة القدم، شارك فيها أكثر من 50 حكماً من عدة محافظات، بجهود شخصية وجهود بعض الداعمين من أبناء المحافظة”.
أسباب قاهرة
تعددت أسباب تدهور الواقع الرياضي وابتعاد الرياضيين عن ممارسة الرياضة، وتعود إلى الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، إضافة إلى الإهمال المستمر للرياضة والرياضيين من قبل الجهات المختصة، بحسب هداف نادي التعاون سابقاً جابر الرعوي، الذي يقول لـ”المشاهد”: “هناك أسباب تبعدك عن الرياضة، وأبرزها عدم استقرار الوضع العام في البلد، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتحمل عبء الأسرة، وضرورة البحث عن مصدر رزق مناسب”.
اللاعب اليمني لا ينال من حقوقه سوى 20%، وفق ما قاله اللاعب اليمني وهداف نادي شعب إب سابقاً نشوان الهجام، مؤكداً أن المبالغ التي كانوا يحصلون عليها رمزية.
ويقول الهجام: “تركت الرياضة وأنا مجبور، لم يكن لدي اختيار آخر، رغم أني لم أفكر يوماً من الأيام أني سأتوقف عن لعب كرة القدم”، مضيفاً أن اللاعب اليمني يبحث عنه في المشاركات الموسمية، سواء كانت في المنتخب، أم في دوري الأندية.
وكان المنتخب اليمني عسكر 6 أشهر في الإمارات، أثناء المشاركة في تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات آسيا، ولم يستلم المنتخب حقوقه من المكافآت التي صدرت من رئيس الجمهورية، والمكافآت التي صدرت من الاتحاد السعودي، حتى الآن، بحسب تأكيد لاعبي كرة القدم الذين التقاهم “المشاهد”.
أحلام مؤجلة
لكن الكثير من الآمال تراود المسحور والهجام والرعوي، في تفادي الركود الذي خيم على الواقع الرياضي خلال فترة الحرب.
ويقول المسحور: “أحلامي في المستقبل أن أرى الكرة اليمنية في مقدمة صفوف المحافل الدولية، وحلمي أن أرى كرة قدم قوية”.
ويأمل الهجام وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن تكون هناك خطة رياضية من البراعم، والمدارس، واستراتيجية واضحة، وأهداف يعمل بها، وتعيين اللاعبين السابقين الذين كانوا مميزين في أنديتهم أو في منتخباتهم، وعندهم أفكار وأهداف لتطوير الرياضة اليمنية، والعمل كباقي البلدان المجاورة لنا.
ويقول: يجب الاهتمام بالرياضة من المدارس، ويجب أن يكون عمل وزارة الشباب ووزارة التربية والتعليم في منظومة واحدة في هذا الإطار، إلى جانب تطوير الإعلام الرياضي، بإقامة ندوات تطويرية، ويكون هناك تطوير لمدربينا المحليين باستمرار.
المشاهد