صحفيون في الحديدة

"ثلاثة صحفيون" في الحديدة حول الحوثيون حياة أسرهم إلى جحيم

الحديدة – خليل مراد :

“أخذوه الساعة الـ10 صباحاً من المنزل عقب استيقاظه من النوم، ومنذ 12 يوماً لا نعلم عنه شيئاً”؛ بنبرة حزينة وصوت مليء بالوجع، تقول والدة محمد الميسري، طالب في العام الرابع في الصحافة والإعلام بجامعة الحديدة (غربي اليمن)، التي تقف عاجزة عن معرفة مكان سجن ولدها المختطف من قبل الحوثيين، مضيفة: “أريد رؤية ابني. محمد فنان بريء يكره السياسة”.


وتختطف جماعة الحوثي المسيطرة على مدينة الحديدة، 3 من الناشطين الإعلاميين، وهم: محمد خالد الميسري، ومحمد عبده الصلاحي، وبلال حيدر العريفي، الطلاب في قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب، منذ الأحد 21 أكتوبر الماضي، ولا يعرف مكان تواجدهم.


ودخلت والدة محمد الصلاحي، في غيبوبة، عقب معرفتها باختطاف ولدها، بعد 5 أيام من اختطافه.
وتعاني والدة بلال نفس المأساة التي تعرضت لها أسرتا المختطفين الآخرين، علماً أنها مصابة بأمراض مزمنة، قد تضاعفها حادثة الإخفاء القسري لولدها، وتعرض صحتها للخطر.


وقال شقيق بلال الذي كان شاهد عيان على اختطاف أخيه في حي المطار (جنوب مدينة الحديدة)، لـ”المشاهد”: “استغرقت عملية خطف أخي ساعتين، وهي مدة قضاها المسلحون في تفتيش مداخل المبنى، والتحقيق الأولي مع من كان يتواجد في مكتب ميجا بكسل الإعلامي، الذي افتتحه الزميلان كمشروع لهما، بهدف توثيق أنشطة المنظمات ومساهماتها الإنسانية”.


إلى ذلك، أكد زملاء المعتقلين أن جماعة الحوثي رفضت أية وساطات قادها مسؤولون بالسلطة المحلية وعناصر منتسبون للجماعة.


وقال أحد زملائهم (رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية)، لـ”المشاهد”، إن الجماعة ترفض الكشف عن مصير الطلاب الـ3.


وتعددت روايات أماكن اعتقالهم بين مبنى البحث الجنائي، والأمن السياسي، أو مبنى مدني في الحي التجاري، بحسب المصدر، لافتاً إلى أن “ضعف تضامن المنظمات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان وزملاء المختطفين، يعطي الحوثيين دافعاً أكثر للتحفظ عن مصيرهم، لأسباب لا نعرفها”.


وأوضح أن “معظم زملاء الناشطين الإعلاميين المختطفين داخل الحديدة يعيشون وسط خوف على أنفسهم، ولذا فضلوا البقاء بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي. كما أن ضعف التضامن للرأي العام عائد إلى كون الزملاء لا ينتمون لأي حزب سياسي، وبقيت صراخاتنا وحيدة في فضاء إلكتروني واسع يحتاج منك المزيد من الاصوات حتى تضغط للإفراج عنهم”.


ومضى بالقول: “نتمنى أن يسهم كل زملاء الصحافة والإعلام والناشطين، بتبني قضيتهم لدى المنظمات الدولية، للمساهمة بالإفراج عنهم، كون استمرار غيابهم بالمعتقل يدخل حياة أسرهم في جحيم فعلي”.


وناشد المصدر، في الوقت ذاته، لجنة حماية الصحفيين الدوليين ومنظمات الأمم المتحدة، إدانة الحادثة، والضغط على جماعة الحوثي بالإفراج الفوري عن طلاب الصحافة والإعلام المختطفين في معتقلاتها بالحديدة.


وطالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، ومرصد الحريات الإعلامية، وعدد من المنظمات الحقوقية والصحفيين، بسرعة إطلاق سراح الناشطين الإعلاميين، وإعادة مقتنياتهم، كما حملت جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن الواقعة وما قد يتعرضون له من أذى.

 

المشاهد نت