عبدالسلام جابر

جدل "واقعة الحذاء" في وجه الوزير المنشق... الموقف الأخلاقي وأسئلة الضحايا!

الحرف28:

أثارت حادثة تعرض وزير الإعلام المنشق عن الحوثيين، عبدالسلام جابر، للرشق بالحذاء من قبل عامل في السفارة اليمنية في الرياض، اليوم الأحد، ردود أفعال منقسمة بين مؤيد ومعارض في أوساط الناشطين والصحفيين اليمنيين على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ويظهر فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، قيام أحد الحاضرين بالمؤتمر الصحفي ويدعى ناصر صالح السقاف -أحد العاملين في السفارة اليمنية بالرياض- وهو يرشق وزير الإعلام المنشق عن حكومة الحوثيين بالحذاء، مما أثار الفوضى في المؤتمر.

 

ووصل القيادي المعين في حكومة الحوثي بصنعاء، وزيراً للإعلام عبدالسلام جابر، السبت، الى العاصمة السعودية الرياض، بعد فراره من العاصمة صنعاء وإعلان انشقاقه عن الحوثيين.

 

وجابر هو قيادي جنوبي انضم إلى مليشيات الحوثي إبان انقلابها على السلطة الشرعية خريف العام 2014، وكان ناشطا في الحراك الجنوبي المرتبط بإيران وله صلات بحزب الله وإيران قبيل الإنقلاب.

 

 وعرف جابر كبقية المنخرطين في صفوف المليشيا، بعدائه الشديد للشرعية وتبرير كل جرائم الحوثي الإنقلابية وتسبب بإيذاء صحفيين بأرزاقهم حينما كان وزيرا للإعلام حيث استقطع منهم نسب كبيرة من مرتباتهم.

 

الكاتب مروان الغفوري، علق على واقعة قذف الوزير المنشف بالحذاء ساخرا "النعل موقف سياسي وأخلاقي أيضاً، فإذا قال الرجل: الحوثي سيد هذه الأرض، ولا بد من خدمته، ثم خرج صباح اليوم التالي وقال: الحوثي مجرم، ولا بد من قتله".

 

وأضاف الغفوري في منشور على صفحته بالفيسبوك: "فلا بد على أحدهم، على الأقل، أن ينعل سنسفيله، ويمكن للآخرين أن يعتذروا له على الذي جرا من مراسيلك، على الذي جرا". وقال "هذا السيناريو عادل وضروري".‏

 

أما وكيل وزارة الرياضة شفيع العبد، فقد اكتفى بالقول "لا تلمعوا المنشقين عن الانقلاب، ولا تصنعوا من انشقاقهم نصر وبطولة، هم شركاء أصيلون في ما حل بنا من خراب ودمار، وسيظلون كذلك مهما أبدوا من أسف وندم".

 

من جهته اعتبر الصحفي فهد سلطان، رمي حذاء بمؤتمر صحفي لشخص قدم من صنعاء، بعد أن حصل على الأمان، ليس موقفاً بطولياً خالصاً، وقال إن "رمي الوزير المنشق حركة سمجة وبائخة".

 

وأضاف: "سيكون هذا الموقف جيدٌ؛ لو حصل في صنعاء أو في أي دولة أخرى؛ قدم لها هذا الشخص بمحض إرادته".

 

يقول سلطان "بالنسبة لي، هذه الحذاء سيسجل صاحبه موقف حقيقي - هو أو غيره - لو كان عدد من الوزراء والعاملين فوق شاص الشرعية -الفاسدون - قد عرفوه منذ شهور بل سنوات طويلة".

 

ويتفق مع ما ذهب إليه "سلطان" الناشط محمد الأحمد الذي يرى أنه من غير المناسب رشق "جابر" بالحذاء، إلا أنه من الخطأ الاحتفاء به، مشيراً الى أن المجرمين مكانهم المقت والازدراء وليس منصات التوجيه.

 

وقال إنه "حتى في منظور العمل السياسي، الإعلاء من أصوات الضحايا أفضل قيمة أخلاقية من الإعلاء من صوت المجرم التائب".

 

ويرى الدكتور عبدالقادر الجنيد، إن ‏الهاربون من أوساط ‎الحوثي، مكانهم يكون في غرف المخابرات لأخذ معلومات، وليس المؤتمرات الصحفية، أو تسجيل نقاط فوز وهمية – حد قوله.

 

وأشار الجنيد، في تغريدة له على "تويتر" الى أنه يجب إعطاءهم الأمان وشيئا من تيسير الحال، لا حبا بهم ولكن بغرض تشجيع المزيد من الفرار والتوتر عند الحوثيين.

 

وعلق رئيس مركز أبعاد للدراسات، محمد عبدالسلام، بالقول: "كلنا نرحب بمن لم يكن سوى دابة ركب عليها الحوثي في انقلابه، خاصة من لم يسفك الدم، مع احتفاظ كل صاحب حق بحقه أمام القضاء".

 

وأضاف في تغريدة له على "تويتر": " لكن لا تتحولوا الى منظرين للوطنية ولازال وسخ الخيانة عالقا .. فليس هناك يمني يقبل أن يشكك متمرد سابق بمن يقاتلون على الأرض منذ البداية".

 

ومنذ اندلاع المواجهات بين مليشيا الحوثي وصالح شريكي الإنقلاب في ديسمبر العام الماضي ومقتل صالح فر الكثيرون، من القيادات العسكرية والامنية الموالية لصالح الى مناطق سيطرة الشرعية بالاضافة الى صحفيين وكتاب من أكثرهم عداءا للشرعية والتحالف.

 

وكان أبرز الفارين طارق صالح المعروف بعدائه الشديد للشرعية وأحد العقول المدبرة للانقلاب وهو قائد الحماية الشخصية لعمه القتيل (علي عبدالله صالح) وقاد معارك الى جانب الحوثيين طيلة سنوات الحرب، وشارك المليشيا في ارتكاب الكثير من الجرائم بالاضافة الى عمه علي صالح الاحمر وقائد الامن المركزي ووزير الداخلية الأسبق فضل القوسي.

 

وبشأن جدوى هذه الإنشقاقات قال الإعلامي هشام الزيادي، متسائلاً: انشق اللواء القوسي من قبل وغيره العشرات عن الحوثيين، مالذي تغيّر ..؟ هل تحررت البلاد؟".

 

وقال الزيادي في تغريدة له على تويتر: مسألة التحرير ليست حافلة ركاب، لن تتحرك حتى تمتلئ الكراسي بالمنشقين، هو قرار سياسي يصدر من التحالف، فتتحرر البلاد في غضون ساعات، مشيرا إلى أن الاحتفاء المبالغ فيه بالمنشقين "غير مبرر".

 

وتثير الإنشقاقات أسئلة بشأن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء عندما كانوا في صفوف الإنقلاب، وحقوق الضحايا الذين دفعوا حياتهم وارواحهم ثمنا لهذه الخيانات التي توصف بالكبرى فضلا عن المسؤولية عن كارثة الدمار والحرب التي حلت بالبلاد.