صورة أرشيفية لبعض اليمنيين أثناء شراء حاجتهم في عدن/ رويترز

هدوء لساعات يعود إلى الحديدة.. والأسر تختلس وقتاً للتزود بالطعام

خيَّم الهدوء على مدينة الحديدة اليمنية، الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعد ليلة من الضربات الجوية، مما أتاح للأسر الجائعة التزود بالطعام في المدينة المطلة على البحر الأحمر، التي يسيطر عليها الحوثيون.

واستأنفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية الغارات الجوية في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، رغم انحسار معارك الشوارع بين الحوثيين وقوات التحالف، التي حاصرت أُسراً وهدَّدت مستشفيات.

سكان المدينة يدبّرون متطلباتهم

ووصل ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إلى اليمن، يوم الأحد، لتقييم مستوى الأمن الغذائي في الدولة العربية الفقيرة التي تقف على شفا المجاعة بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وزار بيزلي مدرسة في الحديدة، اليوم، للإشراف على توزيع بطاقات الغذاء التي تسمح للأسر بالحصول على سلة تحتوي على الطحين (الدقيق) والسكر والحليب والزيت والفول المعلب.

وقالت فطوم أحمد، وهي ربة أسرة من سكان مدينة الحديدة «الحمد لله.. الهدوء والأمن يسودان اليوم. خرجنا لشراء مستلزمات للمنزل دون خوف». وأضافت «لم تكن هناك انفجارات أو إطلاق نار. أتمنى ألا تستأنف الحرب».

ولم يتضح إن كان القتال توقف بسبب زيارة بيزلي أو ما إذا كانت الأمم المتحدة نسقت مع التحالف الذي تقوده السعودية.

ورحب مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بتراجع حدة القتال في الحديدة، ودعا الطرفين إلى مواصلة ضبط النفس.

وقال في بيان «واثق من استعداد الطرفين للعمل من أجل حل سياسي… التحضيرات اللوجستية جارية تمهيداً للجولة المقبلة من المشاورات. نحن في وضع يمكننا من المضي قدماً».

وتعمل الأمم المتحدة على إحياء جهود للتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب، التي أسفرت عن سقوط ما يربو على 10 آلاف قتيل ودفعت البلد الفقير إلى شفا المجاعة.

صوامع القمح

واستأنف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات هجومه على مدينة وميناء الحديدة، التي تمثل شريان حياة لملايين اليمنيين، بالتزامن مع دعوة واشنطن ولندن لوقف إطلاق النار واستئناف جهود السلام بقيادة الأمم المتحدة.

ويخشى المجتمع الدولي من أن يؤدي الهجوم على ميناء الحديدة إلى تعطل العمل به، مما يهدد حياة الملايين من المدنيين، إذ لا يزال الميناء مصدراً رئيسياً لواردات الغذاء، وكذلك المعونات الإنسانية لليمن.

وقال شاهد، ووسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي إن ضربة جوية أصابت مدخل الميناء أمس الإثنين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة حراس.

وقال هيرفي فيرهوسل المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن البرنامج لم يتمكن حتى الآن من الوصول إلى 51 ألف طن من القمح داخل صوامع سيطرت عليها قوات التحالف أثناء القتال.

وأضاف فيرهوسل من جنيف، أن هذه الإمدادات تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص في شمالي ووسط اليمن لمدة شهر.

رفع المساعدات

وقال برنامج الأغذية العالمي، الأسبوع الماضي، إنه يعتزم رفع حجم مساعداته الغذائية لليمن إلى المثلين، بهدف الوصول إلى 14 مليون شخص «لتفادي حدوث مجاعة واسعة النطاق».

ويقول التحالف إن السيطرة على الحديدة سيقصم ظهر الحوثيين، من خلال قطع خط الإمدادات الرئيسي عنها، ويرغم الحركة المتحالفة مع إيران على الجلوس إلى مائدة المفاوضات. ويُنظر إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وأوقف التحالف هجوماً سابقاً على المدينة، في يونيو/حزيران، حتى يمنح الفرصة لنجاح جهود السلام. ولم يسفر ذلك الهجوم عن تحقيق أي مكاسب، وجاء وسط قلق دولي من وقوع كارثة إنسانية.

وتدخل التحالف، الذي يعتمد على الغرب فيما يتعلق بالأسلحة ومعلومات المخابرات، في الحرب اليمنية عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دولياً، للحكم. ويسيطر الحوثيون الذين أطاحوا بالحكومة على أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في اليمن، ومنها العاصمة صنعاء.