أرشيفية

"تجريف التاريخ".. رصد دمار "4 مدن تاريخية" يمنية في قائمة يونيسكو!

صنعاء – نصر أحمد:

تعرضت المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في 9 محافظات يمنية، للتدمير الناتج عن النزاع المسلح الدائر منذ 3 سنوات.
آثار الحضارة اليمنية التي يعود تاريخها إلى ما قبل ألفي سنة، كصنعاء القديمة التي لا تزال مكتظة بالسكان، ومدينة شبام كوكبان في حضرموت (شرق اليمن)، وسد مأرب، وقلعة القاهرة في تعز (جنوب غرب اليمن)، ومدينة براقش في الجوف، وغيرها الكثير، شواهد حية على الحرب التي لا يعرف أحد متى تنتهي.


وتسببت الحرب بتدمير ٤ آثار تاريخية قديمة، و4 مدن تاريخية مدرجة على لائحة التراث العالمي، و٨ معالم أثرية في مختلف المحافظات، ومتحفين كبيرين، و١٠ آثار دينية، وفق ما وثقه تقرير منظمة مواطنة لحقوق الإنسان السنوي 2018 “تجريف التاريخ” انتهاكات أطراف النزاع للممتلكات الثقافية في اليمن.


وأكد التقرير تورط جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والتحالف العربي والحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة، في تدمير ممنهج للمعالم التاريخية اليمنية على مرّ سنوات حرب المشتعلة منذ العام ٢٠١٥.
التقرير الذي جاء في ٨٩ صفحة، استند على الاستقصاء الميداني الذي شمل كل المواقع الأثرية التي تعرضت للدمار منذ العام ٢٠١٤ حتى ٢٠١٨، وثق عدة أشكال من الانتهاكات التي نفذتها أطراف الحرب في اليمن، من خلال القصف الجوي الذي تشنه طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والتفجير، التخريب والهدم، وإلحاق أضرار متفاوتة، بما في ذلك الاستخدام المتعمّد لها لأغراض عسكرية مباشرة من قبل جماعة الحوثي.


ويعرض التقرير 28 واقعة انتهاك من بين 34 واقعة وثقتها “مواطنة”، عن تعرض المعالم الأثرية والدينية لأنواع مختلفة من الاعتداءات والانتهاكات المباشرة وغير المباشرة.
ووثقت المنظمة تدمير ١٥ موقعاً أثرياً في مدينة براقش التاريخية والبوابة الشمالية في قصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، عندما كانت هذه المواقع تحت سيطرة الحوثيين الذين استخدموها كمواقع عسكرية.


وشمل البحث الميداني 9 محافظات يمنية شهدت اشتباكات وتبادلاً للقصف بين أطراف الحرب، تواصلت المنظمة خلاله مع ٧٤ يمنياً، ورصدت ٣٤ موقعاً تعرضت لاعتداءات إما بالقصف الجوي أو بهجمات برية أو بمتفجرات نفذتها مجموعات مسلحة متطرفة.


وقامت مجموعة متطرفة تنشط في مناطق موالية للحكومة الشرعية في مدينة تعز، بتدمير معلمي “قبة السودي، وقبة الرميمة”، وهما معلمان دينيان كانا مقصداً لليمنيين لإحياء المناسبات الدينية، وفقاً لتقرير المنظمة.
وسيطر الحوثيون على القلاع والقصور التاريخية، وعلى جوامع تاريخية في تعز، ومدرسة الأشرفية التاريخية، وقلعة القاهرة، واستخدموها مواقع عسكرية لشن هجماتهم على القوات الحكومية، قبل استعادتها من قبل القوات الحكومية التي استخدمتها في ما بعد لقصف مسلحي الحوثي الذين يحاصرون مدينة تعز.


ودمر مسلحو الحوثي معبد الهندوس، وكنيسة سانت جوزيف في عدن، وحطموا التماثيل. وبعد سيطرة القوات الحكومية على عدن، سيطر تنظيم القاعدة على الكنيسة، وأشعلوا النار في المبنى، وتكرر الأمر في كنيسة شيلدن بمحافظة عدن.
ويؤكد تقرير مواطنة “تجريف التاريخ”، أن طيران التحالف دمر مواقع تاريخية في مدينة صنعاء، وحصن كوكبان، وجامع الهادي في مدينة صعدة القديمة، والمتحف الحربي في عدن.
وطالت غارات قوات التحالف العربية حارة القاسمي وحارة الفليحي في مدينة صنعاء القديمة، التي كانت تضم بساتين قديمة ومنازل أثرية، رغم خلو الحارتين من أي تواجد عسكري أثناء تعرضهما للقصف.
ودعت المنظمة أطراف النزاع ومنظمات دولية معنية بحماية الآثار، إلى ضرورة العمل على وقف النزاع العسكري.
ووجهت نداءً إلى المجتمع الدولي، للتدخل لحماية ما تبقى من آثار، وحثه على إدراج الممتلكات التاريخية ضمن قائمة الحماية المعززة، التي تبناها بروتوكول لاهاي عام ١٩٩٠، وإعلان أسماء الجهات العسكرية المتورطة في قصف المواقع الأثرية.

 

المشاهد نت