نائف التميمي

شاب يمني.. "تخليت عن دراستي الجامعية لأني لم أملك أجرة الباص"

تعز – زينب علي:

بعد أن فصل العشريني نائف التميمي، من عمله في أحد المحلات التجارية بصنعاء، بحجة عدم قدرة صاحبه على دفع راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 100 دولار، بدأ في البحث عن عملٍ بديل يتقاضى منه مالاً، يعينه على الاستمرار في دراسته الجامعية، لكنه عجز عن ذلك، ففضل ترك دراسته، والتحق بالجيش الوطني التابع للحكومة في تعز.


لم يكن يدرك نائف، أثناء التحاقه بكلية المجتمع في صنعاء، أنه قد يصبح يوماً ما في صف الجنود، عوضاً عن صفوف العمل المدني، فالحرب في تعز وسط الضغوط المعيشية للشباب، قد تنتج ما لا يتوقعه أحد، كما يقول لـ”المشاهد”.


ويضيف التميمي، أنه كان طالباً في السنة الثانية بقسم الحاسوب بكلية المجتمع في صنعاء، قبل أن يصبح جندياً في جبال المسراخ وسامع بريف تعز الجنوبي، مقاتلاً ضد الحوثيين الذين اقتحموا مدينته في مارس 2015.


التميمي الذي التحق بكلية المجتمع في 2014، توقف عن الدراسة نهاية 2016، بعد عجزه عن توفير مصاريف الدراسة. “تخليت عن دراستي الجامعية، لأني لم أملك أجرة الحافلة”، قال التميمي الذي يتمنى أن تتحرر اليمن بأقرب وقت، وتستقر الظروف، ويستطع العمل مجدداً، ليعود إلى مقعده الدراسي في قاعات الكلية، عوضاً عن متراسه العسكري.


والتحق الكثيرون من أبناء الطبقة الكادحة والفقيرة في أوساط الشعب، لطرفي القتال في اليمن، بحثاً عن راتب شهري يعولون به أنفسهم وأهليهم، وتوقفوا عن مواصلة الدراسة.


ويقول ماجد الشميري، رئيس اتحاد طلاب جامعة تعز الحكومية، لـ”المشاهد”: من الصعب وجود أرقام وإحصائيات حول أعداد الطلاب الذين توقفوا عن دراستهم والتحقوا بالجيش، لأن المنقطعين من الطلاب كثر، وتختلف دوافع الانقطاع أو التوقيف.


ضاقت بنا سبل الحياة، وتقطعت وسائل العيش الكريم، فلجأ كثير من الجامعيين في تعز إلى مغادرة مقاعد الكليات، والجلوس على نقاط تفتيش ومتاريس الحرب، وخلف الحواجز الأمنية، وعوضاً عن حملهم قلماً، حملوا البندقية، ودقات قلوبهم ترقب الخصم، وعقولهم تتيه في أحلامها، أملاً في العودة إلى حمل الدفتر والجلوس على مقاعد الدراسة، ومنهم نبيل أحمد الذي ترك الدراسة الجامعية، والتحق بالجيش الوطني، لكي ينفق على أسرته، كما يقول لـ”المشاهد”.


ويضيف نبيل: حملت البطاقة العسكرية بدلاً من البطاقة الجامعية، وتخليت عن دفاتري وأقلامي للدفاع عن هذا الوطن، وبترت أحلامي كما بترت أقدام زميلي في إحدى المعارك التي شاركت فيها.


يقول أحمد الصامت، الناشط الطلابي، لـ”المشاهد”: بسبب الحرب والحصار على مدينة تعز، وتوقف الرواتب والأعمال، أصبحت الحياة صعبة، ومع تعقد الوضع المعيشي وغلاء الأسعار، لجأ كثير من الطلاب للبحث عن بدائل تقيهم شر الجوع، وكان التجنيد هو الأكثر حضوراً لدى الطلاب، لانخراط الكثير من الزملاء ضمن الأعمال العسكرية.


ويضيف الصامت أن كثيراً من الطلاب كانوا يعتمدون على مصادر دخل محدودة لمواصلة دراستهم، وحينما اندلعت الحرب فقدوا هذه المصادر، وأصبحوا عاجزين عن مواصلة الدراسة، فمنهم من لا يقدر على شراء الملازم والكتب والمراجع، ومنهم من يعجز عن تأمين مصاريف المواصلات ولقمة عيشه.


صعوبة الحياة والتزاماتها لدى طلاب الجامعة، تجعلهم دوماً في مخاطر مواجهة الحياة الطلابية وتكاليفها، بحسب ماجد الشميري، رئيس اتحاد طلاب جامعة تعز، مؤكداً أن هناك الكثير من الطلاب الذين لجأوا للالتحاق بالمؤسسة العسكرية، أو الأمنية، لتأمين مصدر دخل ثابت لهم، خاصة مع بدء الحرب وإيقاف الأعمال اليومية التي كانت هي السند الحقيقي للطلاب.

المشاهد نت