محادثات السويد

الانتقالي الجنوبي.. شعورٌ بالتجاهل والتهميش في مفاوضات السلام!

عدن – بديع سلطان:


قال المجلس الانتقالي الجنوبي: إن تجاوز القضية الجنوبية يمثل تجاوزاً لأهم أسس وموجبات وأركان السلام في اليمن.


وعبر عن أسفه لعدم إشراكه في مشاورات السلام بالسويد، مهدداً بحقه في اتخاذ الإجراءات (المناسبة) لحماية إرادة الجنوبيين ومواجهة أي ترهيب يستهدفهم.


واعتبر المجلس في بيانٍ صدر مساء امس الجمعة، وتلقى (المشاهد) نسخةً منه، أن عدم دعوته للمشاركة كطرفٍ رئيسي وفاعل في مشاورات السويد إغلاقاً لنوافذ الحل أمام قضيةٍ لن يستطيع أحدٌ الالتفاف عليها، بحسب البيان.


ووصف طرفا مشاورات السويد بالانتهازيين والمبتزين، بتعمدهم تغييب القضية الجنوبية، وقال البيان: إن الشعب الجنوبي سيعتبر نتائج المشاورات غير ملزمة له ولقضيته العادلة.


القيادي في الحركة الشبابية الجنوبية، إحدى مكونات المجلس الانتقالي، حمدي منصور، يرى أن مشاورات السويد أو أي مشاورات أخرى لا تكون القضية الجنوبية حاضرةً فيها بممثلها الشرعي (المجلس الانتقالي)، حد وصفه، فإنها مرفوضة من الجنوبيين، وسيواجهها الشعب الجنوبي مهما كلف الثمن.


منصور عبر في تصريحٍ خاصٍ (للمشاهد) عن استغرابه لما أسماه (خضوع) الوسطاء الإقليمين والدوليين لابتزاز جماعة الإخوان والحوثيين والشرعية وضغوطهم في تغييب المجلس الانتقالي.


وقال: إن الانتقالي هو الكيان الذي فوضه الشعب لتحقيق أهداف الجنوبيين، وتهميشه بهذه الطريقة قد يؤدي إلى استمرار الصراعات في المنطقة، إذا تواصل مسلسل الوصاية على القضية الجنوبية.


ورغم اتهامات بيان الانتقالي لجماعة الحوثي بتهميش المجلس إلى جانب الشرعية والإخوان، إلا أن رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي استنكر، هو الآخر، تجاهل الانتقالي في مشاورات السويد.


وقال الحوثي، في تصريحاتٍ صحفية، الجمعة، رصدها (المشاهد): إن المجلس الانتقالي كان يجب أن يشارك في هذه المشاورات، مشيراً إلى وجود ما أسماه (بالاحتقان) بسبب هذا التهميش الواضح.


وأكد أن عدم وجود أي شخصية جنوبية في المشاورات يُعد تشكيكاً في ولاءات الجنوبيين، رغم أنهم ضحوا بكل شيء، بينما لم يقدم أعضاء وفد العدوان ومرتزقته أي شيء يذكر، بحسب الحوثي.


غير أن قيادياً في المجلس الانتقالي خفف، قبل يومٍ من انطلاق مشاورات السويد، من وطأة عدم مشاركة المجلس، رغم حدة بيان الانتقالي الصادر اليوم الجمعة.


وأشار الأمين العام المساعد للمجلس فضل الجعدي، في تغريداتٍ على تويتر، إلى أن القضية الجنوبية أكبر بكثير من أن تختزل في حضور جلسة حوار.. منوهاً بأن القضية الجنوبية ثابتة وراسخة وستعجز كل قوى العالم على المساس بها أو هزها، وفق وصفه.


وأكد الجعدي أن القضية الجنوبية وجدت لتبقى، وستبقى بكل مطالبها، وستظل قويةً رغم تجاهل العالم.


الصحفي أحمد محمد باعباد برر عدم دعوة المجلس الانتقالي إلى مشاورات السويد، بأنه أمرٌ طبيعي، لأن المجلس ادعى، مجرد إدعاء، تمثيله الحصري والوحيد للقضية الجنوبية، وهذا زعمٌ خاطئ أدركه الجميع، وأدركوا الحجم الحقيقي لهذا المكون.


وأضاف باعباد، في منشور على الفيسبوك، أن الانتقالي أصبح يخدم أجندات قوى آخرى، تجيد استخدامه واستغلاله داخل الساحة اليمنية، وتحاول من خلال المجلس الانقضاض على القضية الجنوبية.


الإقصاء الذي مارسه الانتقالي بحق فصائل ومكونات الحراك الجنوبي الأخرى، ارتد عليه اليوم وتم إقصاءه، لأنه لا يمثل سوى اللاعبين الذي يستغلونه ويسخدمونه لتنفيذ مصالحهم فقط، وفق الصحفي باعباد.


وكانت مشاورات السويد بين وفدي الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي قد انطلقت، الخميس، بدون مشاركة ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم تأكيدات سابقة لقياديي المجلس بضرورة إشراكه في أي حوارات أو مفاوضات حول السلام في اليمن.


وسبق للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ان التقى برئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وقياديين، في الإمارات، بعد أيامٍ من تعيينه مبعوثاً إلى اليمن.


ووصف غريفيث لقاءاته تلك بأنها تأتي ضمن أجنداته في الالتقاء بمختلف المكونات السياسية اليمنية، لأخذ صورة شاملة عن الوضع العام في البلاد.


غير أن دوائر إعلامية تابعة للانتقالي اعتبرت لقاءات المبعوث الأممي بقيادات المجلس تحولاً جذرياً في تبني القضية الجنوبية دولياً بشكل مستقل بعيداً عن الحكومة الشرعية، وهو مالم يتم.

المشاهد نت