الجنرال كاميت

من «أبو خرفشة» إلى الهولندي «باتريك كاميت».. ‎الحديدة ترتقب السلام الذي يبدو متعذراً!

‏تترقب مدينة الحديدة بعد أيام وصول قوات تابعة للأمم المتحدة لمتابعة والإشراف على تنفيذ الشق المتعلق بالحديدة من الاتفاق الذي خرجت به مشاورات السلام اليمنية في السويد.

حصل «المصدر أونلاين» على معلومات أن المبعوث الأممي كان قد أبلغ وفد الحكومة الشرعية في السويد قبل إنهاء المشاورات بتعيين الجنرال باتريك كاميرت على رأس قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة هي التي ستتولى الإشراف على تنفيذ ما ورد في الاتفاق من انسحاب المليشيات وإنهاء الاقتتال داخل المدينة وحماية موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن والذي قدم فيه المبعوث الأممي مارتن غريفيث إحاطة عن الوضع في اليمن ألقى مندوب مملكة هولندا في المجلس كلمة قدم فيها شكره للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على اختيار الجنرال كاميرت للمهمة.

وبحسب اتفاق السويد بين الطراف اليمنية، فإن الأمم المتحدة ستشرف على ميناء مدينة الحديدة، وستراقب خطوات انسحاب جميع الأطراف من المدينة، ووقف إطلاق النار الشامل والفوري.

وفي محاولة لطمأنة أطراف النزاع في اليمن وإثبات جدية الأمم المتحدة في تنفيذ ما تم التوصل إليه اصطحب المبعوث الأممي غريفيث الجنرال الهولندي كاميرت إلى مشاورات السويد، إلا أن اصطحابه إلى ستوكهولم ومنحه فرصة لمقابلة الوفدين يؤكد على أن قرار تكليف قوات أممية بالإشراف على ميناء ومدينة الحديدة كان سابقاً للمشاورات، وكان إعلانه كواحدة من مخرجات المشاورات مجرد إخراج شكلي لخطة أممية سابقة لانعقاد المشاورات.

وبحسب المعهد الاسترالي للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن كاميرت لذي ولد في مدينة الكمار الهولندية عام 1950، كان قائداً لقوات الأمم المتحدة في الكونجو، وشغل منصب مستشار عسكري للأمين العام للأمم المتحدة.

وعمل في القوات المسلحة الهولندية كضابط في القوات البحرية، وتخصص في عمليات حفظ السلام وهو حاصل على عدة أوسمة في ذلك، كما قاد عدة قطاعات اثناء خدمته في القوات الملكية الهولندية أبرزها قائداً لقطاع كمبوديا كما عمل مساعدا لرئيس الأركان في لشئون البوسنة والهرسك.

تقاعد من القوات الملكية الهولندية في عام 2007 وعمل كخبير ومستشار للأمم المتحدة في شؤون حفظ السلام.

كما قاد كاميرت عملية التحقيق في حوادث العنف التي حصلت في جوبا بجنوب السودان في فبراير 2016، وهو عضو في عدة منظمات المختصة في حفظ السلام والنزاعات.

ومع العمومية التي اتسمت بها المصطلحات والبنود الواردة في اتفاق ستوكهولم حول الحديدة فإن من المتوقع أن تلعب القوات الأممية وقائدها الهولندي دوراً أكبر من مجرد المراقبة ورفع التقارير عن الخروقات.

حين اجتاحت مليشيات الحوثيين مدينة الحديدة أواخر عام 2014 أرسل زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي أحد أصهاره المقربين منه ويدعى «أبو خرفشة» للإشراف على المدينة وظل طوال ثلاث سنوات هو الحاكم بأمره والمتحكم بكل التفاصيل في المدينة التي سيطرت المليشيات على كل مؤسساتها.

وبعد أن قرر زعيم الجماعة نقل «أبو خرفشة» إلى حجة وتعيينه مشرفاً عليها عين بدلاً عنه «أبو إدريس» وكان «أبو يونس» نائباً له، وهي كنى يختبئ خلفها معظم قادة المليشيات وفي الغالب لا يعرف السكان أسماءهم الحقيقية.

بينما عهد الحوثي إلى أحد مرافقيه الشخصيين ويدعى «أبو علي الكحلاني» بمهمة المشرف الأمني والعسكري على المدينة.

فهل سيتمكن الجنرال الهولندي «باتريك كاميرت» المعين من الأمم المتحدة من انتزاع السلطات التي منحها زعيم المتمردين الحوثيين للمشرفين الأمنيين والعسكريين في المدينة ويجبرهم على تنفيذ القرارات الأممية التي أشارت لهم بالاسم كأحد المعوقات التي يجب إزالتها لتتمكن السلطات المحلية في المدينة من القيام بدورها.

حيث يذهب كثير من المراقبين إلى التشكيك في قدرة القوات الأممية على تحقيق بنود كثيرة في الاتفاق أهمها بند انسحاب مليشيات الحوثيين من الموانئ والمدينة، كما أن البنود الواردة تمنح المقاتلين الحوثيين فرصة للالتفاف على ما ورد في الاتفاق الذي يخول ما سماها «قوات الأمن المحلية» مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وفقاً للقانون اليمني.

إلا أنه ليس هناك ما يضبط بالتحديد من هي هذه القوات بعد أن عملت المليشيات طوال الأربعة الأعوام الماضية على تجريف المؤسسات الأمنية واستبدال منتسبيها بمسلحين من عناصر الجماعة بما فيهم الذين التحقوا بها من أبناء المدينة.