الطفل عدي رشدي

تعرض لتعذيب وحشي من والده.. "أطفال اليمن" في مرمى العنف المنزلي أيضا!!

صنعاء – عصام صبري:

الصور المؤلمة للطفل “عدي رشدي” البالغ من العمر 12 عاماً، والتي يظهر فيها جسده المحروق بالنار، و المكتوي بالجمر، والتي نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت ردود أفعال غاضبة لدى أبناء قرية “بني حاميها” محافظة المحويت (شمال غرب) اليمن و الذين لم يكونوا يعلمون بقصة ارتكاب “محمد علي قـاسـم الهجفي” جريمة تعذيب نجله عدي، كون الطفل لم يكن يشتكي لأحد رغم تعرضه للتعذيب والضرب المبرح بشكل مستمر، كما يقول نجيب مفلح أحد أبناء منطقة “جبع” التي وقعت فيها جريمة التعذيب الوحشي.

يشرح مفلح في حديثه لـ”المشاهد” ما حدث : “عندما انفصلت مريم العودري والدة الطفل عدي عن زوجها محمد الهجفي البالغ من العمر 35 عاماً، تركت الطفل عدي عند والده لتربيته، وتمسكت بتربية طفلها الصغير، فحرم الوالد الطفل عدي من التحاقه بالمدرسة لتلقي العلم، وأجبره على العمل في رعي الأغنام وفي زراعة الأرض التي يمتلكها في قريته، وبعد مرور عام من وقوع الطلاق بين الزوجين، تزوج الأب من امرأة أخرى، وكان يضرب الطفل عدي بين الحين والآخر ضناً منه بأنه ينتقم من والدة الطفل”.

تعذيب :


أحد جيران عائلة الهجفي كشف لـ”المشاهد”، عن تفاصيل اكتشاف تعرض الطفل رشدي للتعذيب، قائلاً: “في الأشهر الخمسة الماضية كان محمد الهجفي والد الطفل عدي على خلاف مع جيرانه، ويشكو من ضيق الحال، رغم أن حالته المادية ميسورة، وفي أحد الأيام عندما قام خال الطفل عدي بزيارة لعدي، تفاجأ بوجود آثار حريق وكي ظاهرة على جسد عدي، حينها أصر الخال على نقل عدي إلى أقرب مستشفى في مديرية الخبت”.

طبيب المنطقة الذي عاين الطفل عدي، قال لـ”المشاهد” بأن “عدي مصاب بارتجاج في الجمجمة، ونزيف داخلي وتمزيق في شبكية العين.. و لا يستطيع النوم بسلام بسبب الألم الشديد في رأسه جراء تعذيب والده”، بحسب الناشط الحقوقي لبيب ناشر.

وبنبره مكلومة وملامح مفجوعة تحدث الطفل عدي لـ”المشاهد” قائلاً: “إن والده كان يضربه ويعذبه يومياً لمدة شهر كامل.. وكان يرمي بجسده رمياً على الجدار مع قوة ارتطام رأسه بالجدار، ويدخله في غيبوبة.. وكلما رآه يكويه بالنار”.

وقبل أن ينقل الطفل عدي إلى قرية “شمسان” التي يقطن فيها جده والد أمه، ذهب خاله إلى إدارة أمن مديرية الخبت وتقدم بشكوى شرح فيها ما حدث للطفل عدي من اعتداء جسدي، وكدمات على وجهه وأسفل العينين، من قبل والده، فوجه مدير الأمن على الفور بإلقاء القبض على والده الجاني والتحقيق معه، وبعد الاطلاع على الصور الموضحة بها الحروق التي على جسد الطفل أصر مدير عام مديرية “الخبت” أحمد الولي على بقاء الوالد الجاني في السجن المركزي بالمنطقة، وإحالة ملفه للقضاء لتنفيذ العقوبة عليه بحسب القانون.

لكن مصدراً أمنياً أكد أنه “عند سؤال والد الطفل عدي رشدي عن سبب تعذيبه لابنه واحراقه بالجمر أجاب: “هذا إبني أفعل به ما اشتي ولا أحد له دخل”.

بعد أيام تفاجأ أهالي منطقة الخبت بخروج والد الطفل المعنف عدي من النيابة بضمانة حضورية حتى يكمل القضاء محاكمته.

في انتظار العدالة :

اجزاء من جسد الطفل عدي وتظهر فيها آثار التعنيف بالحرق

وتتمنى مديرة الحماية والتأهيل بوزارة الداخلية العميد سعاد القعطبي، من وزارة الداخلية أن تقوم بدورها لأن وزارة حقوق الانسان لا يهمها الأمر- بحسب وصفها، وتقول القعطبي “نحن نعول على رجال الأمن الأبطال في مواقفهم البطولية نحو معاقبة الجاني، وإيقاف هذه الجرائم”.

وفي حديثه لـ”المشاهد”، طالب الناشط الحقوقي لبيب ناشر، بمحاكمة والد الطفل وحرمانه من المطالبة باستعادته ويقول ناشر: “هل يحق لأي شخص أن يكوي جسد طفل بأسياخ حديد ساخنة ولو كان ابنه.. وهل يُعقل أن يبقى حراً طليقاَ دون عقاب؟؟”

ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة في اليمن ارتفعت معدلات جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث تعد فئة الأطفال الأكثر تضرراً.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد وصفت اليمن بأنه أسوأ الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للأطفال.

المشاهد نت