دار الأيتام بإب

الأيتام في إب… "منسيون والدار لم تعد تتسع لآخرين"!

إب -وسيم الشراعي:

لم يكن جميل (16 عاماً) هو الوحيد الذي يعاني في دار الحبيشي للأيتام بمدينة إب (وسط اليمن)، من ضنك العيش نتيجة الوضع الذي أنتجته الحرب، وانقطاع الدعم الذي كانت تتلقاه الدار من الحكومة.
ويقول جميل لـ”المشاهد”: “واجهنا صعوبة بالغة في توفير الطعام والملبس، إضافة إلى حاجة الدار الماسة إلى الاهتمام من قبل الجهات المعنية، التي غاب اهتمامها تماماً بنا منذ بداية الحرب في اليمن”.
أيتام دار الحبيشي الذين حرموا من نعمة الكيان الأسري، لم يجدوا سوى هذه الدار تحميهم من قسوة الحياة ومرارتها، لكنها اليوم تفتقر إلى الدعم.

عجز مالي

تم توقيف الموازنة السنوية التي كانت تقدمها الدولة لتغطية احتياجات الدار، إضافة إلى توقف المقاعد المجانية التي كانت تتواجد سابقاً في جامعة إب، والتي توقفت خلال السنوات الأخيرة، بحسب مدير دار الحبيشي للأيتام بمحافظة إب، الشيخ عرفات شريف.
ويقول شريف لـ”المشاهد”: “الدار تقدم خدمة الإيواء والتغذية والتعليم لـ280 يتيماً، تتراوح أعمارهم بين 5 و20 عاماً، في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، فالدار بحاجة ماسة إلى دعم الموازنة المالية وإكمال مشروع المعهد المهني، والذي لم يكتمل بناؤه، ولم تتم توسعة الفصول الدراسية وتوسعة صالات الطعام، بسبب المشاكل والحرب الدائرة في البلاد”.
ويلفت شريف إلى أن المبلغ المالي الذي يقدمه مكتب وزارة الأوقاف في محافظة إب، كل 3 أشهر، لا يفي بشراء المواد الغذائية لنصف شهر فقط، موضحاً أن المنظمات لا تهتم بالدار، إلا في ما ندر”.
وعجزت الدار في السنوات الأخيرة عن استقبال أعداد إضافية، كان معظمها من النازحين، في ظل شحة الإمكانيات، بحسب مدير دائرة العلاقات العامة أشرف سلام، مشيراً إلى أن الحرب أثرت وبشكل كبير على الوضع الحالي للدار والعجز المالي.
ودعا رجال الخير والمحسنين إلى النظر إلى فئة الأيتام والإسهام الفاعل في إعانة الدار وتوفير احتياجاتها، حتى تستطيع توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.

الحرب ضاعفت أعداد اليتامى

وتفتقر الدار إلى الكادر الذي يشرف على القسم الداخلي، وطبيب مناوب لعلاج الحالات المرضية الطارئة في الدار، بحسب محمد إسماعيل، المشرف في الدار، مؤكداً لـ”المشاهد” ضرورة الاهتمام بالكادر وإعداد كادر إشراف بالقسم الداخلي، والاهتمام بالحالات المرضية بتوفير طبيب مناوب في الدار.
ويضيف: “الحرب شكلت أزمة في الرواتب، ولم نتلقَّ الدعم، إلا من فاعلي الخير، أما الدولة فلم نتلقَّ منها أي شيء”.
وأدت الحرب في اليمن إلى ارتفاع كبير لإعداد الأيتام، الأمر الذي أدى إلى ازدحام دور اليتامى، وعدم قدرة العديد منها على استقبال أعداد إضافية.
ويقول الناشط الحقوقي حسام البعداني لـ”المشاهد”: “وضع اليتامى في اليمن يزداد سوءاً مع اتساع دائرة الصراع في المحافظات اليمنية، الأمر الذي خلف المئات من القتلى، وأصبحت الكثير من الأسر لا تجد من يعولها”.
ويؤكد الشيخ عرفات شريف أن “أعداد اليتامى في الدار ارتفعت نتيجة الحرب، فقد استقبلت الدار العديد من اليتامى من محافظات تعز والحديدة وحجة، بسبب الحرب المشتعلة في تلك المحافظات”.
وتفيد إحصائيات أخيرة بأن الحرب هي السبب الرئيس في ارتفاع نسبة اليتامى في العالم، إذ وصلت إلى 200 مليون يتيم، منهم من فقدوا آباءهم وأمهاتهم نتيجة المواجهات المسلحة وغيرها من الأعمال القتالية في المناطق المشتعلة في بعض دول العالم.

آمال معلقة

تعلق الآمال على الخيرين في هذا البلد لإغاثة الأيتام، مما لحق بهم من ظروف صعبة في دور الأيتام المنتشرة في محافظات الجمهورية، والتي كانت تحظى بدعم الدولة في السابق، وهو ما يحلم به الطفل مهيوب فيصل ذو الـ6 أعوام، كما يقول، متمنياً تحسن ظروف الدار الحالية، وأن يتم النظر إلى كافة احتياجاتهم، والعمل على توفيرها.


ويأمل الشيخ عرفات الشريف من فاعلي الخير أن يلتفتوا إلى الأيتام، ويقدموا الدعم المادي والمعنوي، كون الدار في أمس الحاجة لتقديم يد المساعدة لفئة الأيتام التي تعتبر من الفئات المنسية في المجتمع.