معلم يمني يبيع علب بلاستيكية فارغة

تعرف على قصة "المعلم اليمني" الذي يعيش على عائد العلب البلاستكية الفارغة

صنعاء – ابراهيم يحيي :

يخرج مدرس اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية بصنعاء، الخمسيني عزيز (اسم مستعار بناء على طلبه)، من منزله الصغير، يومياً، بعد صلاة العشاء، وهو مقنع، والكشاف (المصباح الضوئي) مطوياً على رأسه، وفي إحدى يديه شوال لجمع قنينات المياه الفارغة وعلب المشروبات الغازية المعدنية، من أرصفة الشوارع والطرقات وبراميل القمامة.


انقطاع راتب “عزيز” الحكومي، دفعه للقيام بهذا العمل، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً: “كنت أستلم راتباً يبلغ 75000 ريال (ما يعادل 300 دولار أمريكي)، وكانت أموري الحمد لله جيدة، وانقطاعه أثر علي وعلى أسرتي، لأني مستأجر بيتاً صغيراً بـ25000 ريال، وأعيل 4 أبناء، كبيرهم في الصف التاسع، وصغيرهم لم يتجاوز الثالثة من العمر”.


ويعيش أكثر من مليون موظف يمني، بدون مرتبات، بعد انقطاعها قبل أكثر من عامين، من قبل سلطة جماعة الحوثي التي سيطرت على البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء، قبل أن ينقل رسمياً إلى عدن، في سبتمبر 2016.

اثناء بيع ماجمع من مخلفات بلاستيكية في محلات الخردة بصنعاء

يبحث عزيز عن العلب البلاستيكية الفارغة، إلى منتصف الليل، وبعد تعبئتها في (الشوال) يذهب لبيعها على تاجر خردوات، بمبلغ مالي يتراوح بين 500 و1500 ريال، حسب وزنها، حد قوله، مضيفاً أنه يشتري بهذا المبلغ البسيط بعض الاحتياجات الأساسية، كالخبز والبطاطا.


عمل شاق ومتعب يقوم به عزيز، كل ليلة، وفي الصباح الباكر يذهب إلى المدرسة الحكومية للتدريس، خشية فصله من وظيفته، رغم أنه لا يتقاضى مقابل ذلك، باستثناء نصف راتب يصرف كل 3 أو 4 أشهر، إضافة إلى ما يجود به بعض التجار من سلال غذائية على المدرسين.


مدرس اللغة العربية لمدة 20 عاماً، تخرج على يديه أجيال، وصار عدد كبير من طلابه ضباطاً ومحاسبين ومدراء وصحفيين، فيما فقد هو راتبه، كغيره من موظفي الدولة الذين عانوا كثيراً، نتيجة انقطاع رواتبهم.


يعجز عزيز عن إعطاء أطفاله نقوداً عند الذهاب إلى مدرستهم الحكومية، وكل ما يتناولونه قبل مغادرتهم المنزل، هو القليل من الخبز والماء الدافئ الذي يضاف له قليل من السكر، وكثيراً ما يؤلمه، مشاهدة أطفاله وقت (الراحة) الدراسية، وهم بدون طعام، كباقي زملائهم، كما يقول، مضيفاً أنه يواجه صعوبة في توفير المستلزمات الدراسية لأبنائه، مثل الحقائب المدرسية والدفاتر، ما يضطره إلى شراء دفتر واحد (40 ورقة) لكل مادة، نظراً لارتفاع سعر الدفتر، حيث وصل إلى 120 ريالاً، وهو لا يستطيع شراء أكثر من ذلك.


لكنه تفاءل بعد سماعه أن منظمة اليونيسف ستقوم بدفع 50 دولاراً أمريكياً لكل مدرس، ابتداءً من شهر ديسمبر 2018، وفق ما يقول، متمنياً أن يكون هذا صحيحاً، لكي يساعده، ويخفف عنه قليلاً من المعاناة.

المشاهد نت