تحمل مباراة إيران والمنتخب اليمني اليوم الإثنين في كأس آسيا لكرة القدم تناقضات شاسعة بين أهداف المنتخبين ضمن البطولة التي تستضيفها الإمارات حتى مطلع فبراير، بين الجمهورية الإسلامية المرشحة القوية للقب، واليمن الباحث عن مشاركة أولى مشرفة في ظل النزاع الدامي الذي يشهده.
تستهل إيران البطولة مرشحة لخطف لقب رابع في تاريخها بعد ثلاثية 1968 و1972 و1976 عندما لم يتخط عدد المشاركين 6 منتخبات، فيما استفاد اليمن من رفع عدد المشاركين الى أربعة وعشرين منتخبا ليخوض أول منافسة قارية في تاريخه بعد وحدة شطري البلاد مطلع التسعينات.
وتحمل المباراة في طياتها بعض المعاني السياسية، إذ يشهد اليمن منذ 2014 نزاعا بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومة من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين القريبين من إيران.
وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية، وفق الأمم المتحدة، ووضع أكثر من 14 مليون شخص على حافة المجاعة، مؤديا الى وفاة نحو 10 آلاف شخص.
وفي الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة، ستتركز الأضواء في استاد محمد بن زايد في أبوظبي على الجوانب الرياضية التي يتميز بها "تيم ميلي" نظرا لوفرة النجوم في صفوفه، يتقدمهم سردار أزمون مهاجم روبين قازان الروسي، الحارس علي رضا بيرانفند المتألق في المونديال الأخير، سامان قدوس لاعب وسط أميان الفرنسي وكريم أنصاري فرد مهاجم نوتنغهام فوريست الإنكليزي، فيما يغيب نجم الهجوم علي رضا جهانبخش هداف الدوري الهولندي السابق ولاعب برايتون الإنكليزي راهنا بسبب الإصابة.
وتبحث تشكيلة المدرب كارلوس كيروش عن فك نحس الخروج من ربع النهائي في النسخ الثلاث الأخيرة، معتمدة على خبرة البرتغالي في قيادة ثلاثة منتخبات إلى كأس العالم وهي جنوب إفريقيا والبرتغال إلى جانب إيران عامي 2014 و2018.
وقدمت إيران، الأعلى تصنيفا راهنا في آسيا (29)، أداء قويا في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات من كأس العالم 2018 في روسيا، وكانت قريبة جداً من التأهل إلى دور الـ16 للمرة الأولى في مجموعة صعبة ضمت اسبانيا والبرتغال والمغرب.
لكن كيروش الذي عسكر فريقه لثلاثة أسابيع في الدوحة، خفف من أهمية الترشيحات "قولوا لي كم منتخبا من بين أول خمسة مصنفين بلغ نهائي كأس العالم؟ ما يهم هو ما تقوم به يوم المباراة على أرض الملعب".
وقال الظهير الأيسر إحسان حاجي (28 عاما) "هناك تفاهم جيد بين اللاعبين.
أعتقد أنه من خلال الخبرة الجيدة، يُمكننا الحصول على نتيجة جيدة ونصبح أبطالاً بعد الغياب لعدة سنوات".
بدوره، اعتبر الهداف التاريخي للبطولة علي دائي (14 هدفا) "أن اليابان هي المرشحة الأبرز للفوز باللقب، لكنني أعتقد أيضاً أن فريقنا في مستوى جيد وآمل أن نتمكن من الوصول إلى النهائي".
الحماية "من التماسيح"
لكن المدرب كيروش الذي يشرف على المنتخب منذ 2011 تعرض لانتقادات من النجم السابق خوداداد عزيزي، على خلفية اعتبار المدرب السابق لريال مدريد الإسباني أن بلوغ نصف النهائي سيكون حلما لفريقه.
ورأى الدولي السابق عزيزي أن ايران بخبرتها وامكاناتها والفترة التي أمضاها معها كيروش يجب أن تبحث عن اللقب وليس المربع الأخير.
وشدد كيروش (65 عاما) الذي يرتبط اسمه بتدريب كولومبيا بعد النهائيات أن "الفوز في المباراة الأولى بالغ الأهمية في منافسة قصيرة من ثلاث مباريات في الدور الأول".
لكنه شكا من قلة الدعم الاتحادي والرسمي لمنتخبه في المعسكر الأخير في قطر، وطالب رئيس الاتحاد مهدي تاج "نريد المشاركة بتركيز وأريد من السيد تاج حمايتنا ممن يريد الهاءنا عن هدفنا.
يجب أن تتم حمايتنا من التماسيح"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية. تعويل على الصاصي في المقابل، وفي ظل صعوبة اللعب في اليمن، استفاد بعض لاعبيه من الاحتراف في قطر لاستثنائهم من الحد الاقصى للاعبين الأجانب، على غرار نجمهم علاء الصاصي لاعب السيلية القطري والذي بات أبرز نجومه منذ اعتزال علي النونو.
ورأى الصاصي (31 عاما) الذي يحمل ألوان اليمن منذ 12 عاما أن الجيل الحالي "محظوظ للعب في كأس آسيا برغم الظروف الصعبة وتوقف الدوري منذ أربع سنوات".
كما يعول اليمن على عبد الواسع مطيري صاحب خمسة أهداف في التصفيات والمدافع مدير عبد ربه. ويخوض اليمن، المصنف 135 عالميا، البطولة من دون ضغوط تحت إشراف السلوفاكي يان كوسيان المعيّن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد استقالة الإثيوبي ابراهام ميبراتو لتدريب منتخب بلاده.
وقال كوسيان مدافع منتخب تشيكوسلوفاكيا السابق في تصريحات صحافية "نحن أمام مشاركة تاريخية وعلى اللاعبين استغلال الفرصة واثبات انفسهم. سنلعب مع منتخبات قوية وطموحنا تحقيق نتائج إيجابية".
اليمن الذي يواجه العراق وفيتنام
في الجولتين الثانية والثالثة من المجموعة، قال ظهيره الايمن محمد بارويس لصحيفة الاتحاد الاماراتية "أهم سلاح نعتمد عليه هو الواقعية.
نعرف قدراتنا وامكانياتنا جيدا وسنواجه منافسين كبار.
لكن لا مستحيل في كرة القدم". وتابع "الروح القتالية والالتزام هما المفتاح لظهور مشرف يثلج صدور شعبنا ويدخل البهجة عليه وسط الأوضاع التي يعيشها حالياً".
واستعد اليمن الذي يعاني حارسه محمد عياش إصابة، بخوض 3 مباريات ضد السعودية والإمارات وسوريا خسرها كلها، وأجرى معسكرين قصيرين في ماليزيا والسعودية قبل المجيء إلى الإمارات.