الزي التقليدي اليمني

أزياء النساء التقلدية في اليمن.. موضة جديدة بلمسة عصرية (صور)

صنعاء – ملاك الحكيمي:

ما زالت الأزياء الشعبية اليمنية تحظى باهتمام كبير من قبل الناس، رغم عصر الحداثة الذي صحبه تبدل في الملبس، والبحث عن الموضة.


وبالرغم من النزاعات والحروب التي تعيشها البلاد منذ 4 سنوات، وما نتج عنها من تدهور في الوضع الاقتصادي والمعيشي، إلا أن اليمنيين مازالوا يحافظون على أزيائهم الشعبية، خاصة في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، باعتباره تراثاً أصيلاً.


وتنتشر محلات بيع وتأجير الملابس والأزياء التقليدية الشعبية والديكورات المختلفة، بشكل واسع، في مدينة صنعاء.

ويقول محمد مفتاح، صاحب محل لمسة تراث للأزياء الشعبية: “الإقبال على الملابس التقليدية والأزياء الشعبية كان في السابق ضئيلاً، وكان ارتداؤه مقصوراً على سكان مناطق محدودة، أما حالياً فأعتقد أن الكثيرين يرتدونها، وخاصة سكان صنعاء”.


ويضيف: “قمت بفتح محل أزياء شعبية، لأنها شيء جديد يستحق الاهتمام، لنشر الموروث اليمني، بالأخص أن الإقبال عليه كبير من المغتربين اليمنيين في خارج البلاد، ونحييهم لتمسكهم بموروثهم الشعبي”.

الزي التقليدي في محافظة لحج

ويتابع محمد حديثه: “الزي التقليدي بالنسبة لي فخامة بما تعنيه الكلمة، سواء في ألوانه أو في أشكاله المختلفة والمظهر، والكثير يقومون بتفصيل الأزياء القديمة بلمسة عصرية”.

أزياء تقليدية متنوعة

وتختلف العادات والأزياء التقليدية من محافظة إلى أخرى، وباختلاف ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، ففي محافظة صنعاء، هناك العديد من الأزياء والعادات التقليدية التي تقوم بها العروس، ولم تندثر حتى اليوم، ومنها لبس المصون، أو ما يطلق عليها “الستارة”، وهي عبارة عن قطعة قماش كبيرة ملونة بأشكال مختلفة.


وبحسب فاطمة حسين، إحدى سكان صنعاء، فإن الستارة، ترتديها العروس على رأسها، في يومها الأول، وتغطي سائر جسدها، وتضع فوقها “المغمق” التي هي قطعة قماش ملونة قصيرة، وتضع تحتها “الملثمة” قماش أسود من الحرير، وتلف كحجاب، تغطي بها الجبين ونصف الأنف مع الفم، وترتديها العروس قبل زفافها بأربعة أيام”.


وتضيف فاطمة: “تقام للعروس الصنعانية مراسيم زفة بالطبل والطاسة، وتسمى “لقفة الحمام”، كما ترتديها بعض النساء عند الخروج من المنزل، بدلاً من العباءة السوداء، كما توضع الستارة أيضاً على نعش جنازة المرأة المتوفاة، أثناء تشييع جنازتها”.

الزي التقليدي في حفلة الزفاف

في يوم الزفاف، ترتدي العروس الفستان الأبيض، وتقام المراسيم بدون أن تذهب إلى بيت زوجها، وفي اليوم التالي، ترتدي الفستان الأبيض مجدداً، والتاج اليمني الأبيض، وتذهب إلى بيت زوجها، وتسمى ليلة “الدخلة”، وما بين حفلتي الحمام والزفاف، تقام حفلة “الذبال” التي ترتدي فيها العروس الفضة والمرجان والصارمية والقناع، وتنقش فيه البيض برسوم ونقوش مختلفة، وتوضع وسط “المشجب” المليء بالشموع، وحفلة الغسل “النقش” ترتدي فيه العروس “الطاس”، وهو لبس من قماش الجرز، وتغطى بالقناع واللثام، كما تصف فاطمة.


وبعد مرور ثلاثة أيام من يوم الزفاف، تبدأ ما تسمى حفلة “الشكمات”، إذ يقوم أهل الزوج بعمل حفلة للعروس، ترتدي فيها الزنة المطرزة “الفستان”، والتاج اليمني الملون بلون الزنة، بالإضافة إلى “القنبع”، وهو ذو شكل مخروطي، يوضع على الرأس.

زي تقليدي يمني” صنعاني “فيها اضافات عصرية بسيطة في اللون

اعتزاز بالزي التقليدي

ترى الشابة عائشة الشراعي، إحدى سكان صنعاء، أن “اللبس والعادات التقليدية عمرها ما كانت موضة قديمة، فالهنود بكل مناسبات الزفاف الخاصة بهم، يعتمدون على زيهم التقليدي، فالزي الشعبي ليس موضة قديمة، بل يمثل تراثنا، وما أجمله من تراث”.


وتقول سالي محمد، إحدى المهتمات باللبس التقليدي: “اللبس اليمني شيء جميل عند الفتيات، عندما ترتديه في أية مناسبة اجتماعية، وحالياً توجد تصاميم وتشكيلات جديدة للبس اليمني، وتحظى بإعجاب الكثير من الفتيات”.


اللبس التقليدي ليس محصوراً في أيام الأعراس فقط، بل يحضر أيضاً في مناسبة الاحتفاء بولادة المرأة، وغيرها من المناسبات الاجتماعية.


ويقول محمد مفتاح: “في صنعاء، لابد من وجود شيء اسمه “السجاف”، وهو عبارة عن ديكور تراثي، يوضع لمدة تتراوح من 10 إلى 20 يوماً، على جدار مجلس المرأة الوالدة، مكان يسمى في صنعاء “مرتبة الولاد”، وكذلك الزي الشعبي، و”العصب” وهي الإكسسوارات التي توضع على الرأس والصدر، والحزام، والعقد”.


الأزياء اليمنية الشعبية، ليست مجرد زي فقط، وإنما ثقافة وهوية، وتراث متنوع بتنوع اللهجات والعادات والتقاليد في مختلف المدن اليمنية.

المشاهد نت