مُسند للأنباء
بعد الاتهامات التي وجهت إلى جماعة الحوثي بسرقة المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجهات والمنظمات المانحة لليمن، والتي كان آخرها بيان منظمة الغذاء العالمي الذي أكد أن الحوثيين يسرقون المساعدات الإنسانية من أفواه الجوعى في اليمن، عمدت الجماعة إلى التحايل على المعونات الغذائية عن طريق إعادة تعبتها وبيعها على أنها محلية الإنتاج.
ونشرت وسائل إعلام حوثية اليوم الأربعاء، (رصدها "مسند للأنباء") أنباءً "ترويجية" تزعم انتاج القمح محليًا، مع صور لأكياس قمح دُمِغت بعبارات تقول إنه "قمح يمني بلدي" من انتاج "المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب".
يأتي هذا بعد أن نشرت وسائل إعلام عربية وأجنبية صورًا لأنواع من المساعدات الغذائية وبكميات كبيرة عليها شعار المنظمات والجهات المانحة معروضة للبيع في أسواق المحافظات اليمنية خصوصا في العاصمة صنعاء.
وتفاعل ناشطون حوثيون بحماس على مواقع التواصل الاجتماعي مع مزاعم المنتج الحوثي الجديد في إطار تسويق الوهم من باب الدعاية السياسية في سياق ما اعتبروه "النجاحات للقيادة القرآنية" في إشارة إلى عبد الملك الحوثي وحكومة صنعاء الانقلابية.
في مقابل ذلك قابل ناشطون يمنيون "الدعاية" الحوثية بكثير من السخرية، مؤكدين أن جماعة الحوثي تتاجر في أوجاع اليمنيين وتسرق غذاءهم وتبيع ما هو حق لهم.
وتجدر الإشارة أن منظمة الغذاء العالمي اتهمت الشهر الماضي جماعة الحوثي في اليمن بسرقة المعونات الغذائية المقدمة لليمنيين وبيعها في الأسواق اليمنية، وهو اتهام رفضته جماعة الحوثي وقالت إنه غير دقيق، إلا أن الشواهد كانت كافية لاثبات تورط الحوثيين في سرقة طعام اليمنيين، وجعل المساعدات الإنسانية وسيلة لابتزاز اليمنيين والضغط على الأسر المحتاجة للدفع بأبنائها للانخراط معسكرات الحوثيين وارسالهم إلى جبهات الموت.
ورغم علم الأمم المتحدة بحقيقة ما يجري في المناطق التي يسطر عليها الحوثيون، فإنها لم تتخذ أي إجراءات تتسم بقدر من المسؤولية الإنسانية حيال نهب الحوثيين للمعونات الإغاثية والأدوية واختراق جميع المنظمات تقريبًا من تلك العاملة في مناطق سيطرة الجماعة.
وبالتالي كان من الطبيعي أن تستمر جماعة الحوثي في بلورة المسوغات والطرق التي تجعلهم طليقي اليد في اختلاس قوت اليمنيين وطعامهم، والاحتيال على ما هو حق لهم، حتى وإن اقتضى الامر بيع الوهم في أكياس تحمل "الدقيق البلدي" و "البلدة الطيبة".