فيلم سوداني ينتصر للعرب

"فيلم سوداني" ينتصر للعرب في مهرجان برلين.. وهذه قصته كاملة (صور)

خاص - الوثائقية

"حديث عن الأشجار" يمنح العرب جائزة وحيدة بمهرجان برلين. يظهر في الصورة صهيب الباري وأبطال الفيلم لحظة تتويجهم بجائزة أفضل فيلم وثائقي لعام 2019

توج مهرجان برلين السينمائي الـ69 فيلم "حديث عن الأشجار" (2019)، للمخرج السوداني صهيب قسم الباري بجائزتين، جائزة أفضل فيلم وثائقي وجائزة الجمهور في قسم بانوراما، وذلك ضمن فعاليات مهرجان "البرليناله" الذي أقيم في الفترة من 7 إلى 17 فبراير/شباط 2019.

ويحكي الفيلم –وهو من إنتاج السودان وفرنسا وألمانيا وتشاد- عن تاريخ السينما السودانية وشغف السودانيين بالفن السينمائي والعودة لمشاهدة الأفلام السودانية القديمة. وقد لفت الفيلم الأنظار بشدة عقب عرضه حتى استحق عدة دقائق من مواصلة التصفيق.

المخرج صهيب قسم الباري في المؤتمر الصحفي عقب تتويج فيلمه "حديث عن الأشجار" كأفضل فيلم وثائقي في المهرجان. يسار الصورة يظهر بوستر الفيلم الفائز

مخرج الفيلم صهيب قسم الباري (من مواليد 1979 في أم درمان) درس السينما في فرنسا حيث تابع تعليمه في تاريخ السينما والنقد والإخراج، كما اكتسب خبرة في التصميم الغرافيكي والمؤثرات الخاصة والبث. ومع ذلك بقى تركيزه الأساسي هو السينما الحقيقية المبنية على الواقع، في الماضي ركز على الأفلام الروائية، لكنه انتقل الآن إلى الأفلام الوثائقية.

وتعتبر هذه المرة الأولى في تاريخ مهرجان برلين التي يستضيف فيها أفلاما من السودان، وعرض في نسخته الـ69 هذا العام عددا مذهلا من الأفلام السودانية هي تسعة أفلام أنتجت بين عامي 1964 و2019، وهو ما يعد مناسبة فريدة للجمهور في ألمانيا للتعرف على السينما السودانية المعاصرة وبعض كلاسيكياتها.

وفيما يلي أهم الأفلام التي تركت بصماتها في مهرجان برلين السينمائي الـ69 إضافة إلى الفيلم الفائز "حديث عن الأشجار":

"أوفسايد الخرطوم" فتيات يواجهن العنصرية ويحلمن بـ "كأس العالم"

فيلم "أوفسايد الخرطوم" (2019):

من إخراج السودانية مروة زين العابدين، وهو فيلم وثائقي عن فريق كرة قدم نسائي بالسودان يحلم بأن يمثل بلاده في بطولة كأس العالم للسيدات، بينما يواجه هذا الفريق حالة من التعنت والرفض وعدم الدعم من الجهات المسؤولة. ويركز الفيلم على الصداقة ومباهج الرياضة ودور المرأة في المجتمع، وينتقد التصورات النمطية في البلاد.

ويعد "أوفسايد الخرطوم" أول الأفلام الطويلة لمروى زين (صانعة أفلام من مواليد 1985 في مكة)، وقد أُنتج من قبل شركة الإنتاج التي أسستها في الخرطوم. وتعتبر مروة أيضا واحدة من منظمي ومبرمجي مهرجان السودان السينمائي المستقل.

لقطة من فيلم "التراب والياقوت"

"التراب والياقوت" (2000):

من تأليف الراحل حسين شريف، وهو رسام وشاعر سوداني معاصر ولد عام 1934 في أم درمان، وعمل بشكل رئيسي في مصر. قدم فيلمه السينمائي السوداني طلال عفيفي.

لقطة من فيلم "المحطة"

"المحطة" (1989):

وهو فيلم كلاسيكي ألفه الطيب مهدي (من مواليد 1951 في أم درمان) الذي كان حاضرا في المهرجان وتحدث عن أفلامه لجمهور متحمس. ويصور الفيلم محطة بنزين من دون اسم على الطريق بين بورتسودان والخرطوم حيث تلتقي الشاحنات الكبيرة في العالم الحديث بالحياة الصغيرة للسكان المحليين.. والأمر كله صورة متحركة عن كيفية حدوث "التنمية" في أفريقيا.

لقطة من فيلم "الضريح"

"الضريح" (1977):

فيلم كلاسيكي آخر من تأليف الطيب مهدي، ويدور حول الصدام بين المعتقدات الدينية التقليدية والعقل الحديث. ويسأل الفيلم: إلى أي مدى ينبغي التسامح مع الحرية الشخصية حتى لو كانت تتناقض وقيم النخب والحكومة؟

تخرج الطيب مهدي من المعهد العالي للسينما في القاهرة عام 1976، وحصل على العديد من الجوائز، ويعتبر بحق أحد أسياد السينما السودانية، ويعمل حاليا على فيلم "الفانوس والظلام".

بوستر فيلم "الجمل"

"الجمل" (1981):

أخرجه إبراهيم شداد وهو بورتريه عن الجمل الحيوان، وكيف أنه أصبح رمزا لنضال عدد لا يحصى من البشر الذين يكافحون من أجل كسب العيش، لكن هذا الجمل محكوم عليه بالعمل في طاحونة السمسم.

لقطة من فيلم "الهبيل"

"الهبيل" (1985):

فيلم آخر لنفس المخرج (إبراهيم شداد)، وتجري أحداثه أثناء الحملة التركية المصرية العقابية على السودان في عشرينيات القرن التاسع عشر، ويصور الفيلم يأس الناس من خلال مشاركتهم في رحلة بلا هدف لاثنين من الرجال العميان؛ في رحلة صحراوية برفقة حمار.

لقطة من فيلم "حزب الصيد"

"حزب الصيد" (1964):

كان هذا الفيلم هو فيلم التخرج لإبراهيم شداد في مدرسة السينما الألمانية في بابلسبيرغ بالقرب من برلين، ومن المعلوم أن إبراهيم هو عضو مؤسس لمجموعة الفيلم السوداني وعضو في هيئة تحرير مجلة السينما.

لقطة من فيلم "لكن الأرض تدور"

"لكن الأرض تدور" (1978):

من إخراج سليمان محمد إبراهيم النور، وهو فيلم عن الآمال المعقودة بالاشتراكية في جمهورية اليمن الجنوبي (الشيوعية) السابقة، ويمزج الفيلم بين الأسلوب الوثائقي والأداء المسرحي، لكن موضوعه هو الصراع الهزلي أحيانا بين القيم؛ قيم المجتمع المحلي التقليدي، ومطالب حكومة تعتزم تغييره.

وسليمان محمد إبراهيم نور من مواليد 1947 في أم درمان، درس الفلكلور والدراسات الأفريقية والآسيوية في جامعة الخرطوم، وتخرج من معهد "جيراسيموف" للتصوير السينمائي في موسكو، وهو عضو مؤسس لمجموعة الفيلم السوداني وعضو في هيئة تحرير مجلة السينما.