طالب مغربي يتفوق على ماكرون

طالب مغربي تفوق على "الرئيس الفرنسي".. تزوج مُعلمة تكبره بـ10 سنوات!

من الشائع زواج أستاذ بتلميذته، إلا أن زواج مُعلمة بتلميذها أمر نادر الحدوث، ولكن طالباً مغربياً فعلها، ليحمل لقب ماكرون النسخة المغربية، رغم أنه في الواقع نجح فيما فشل فيه ماكرون.

وقعت هذه القصة الغريبة في مدينة اليوسفية (جنوب الدار البيضاء بـ230 كيلومتراً)، ولكنها أثارت الاهتمام في المغرب برمته، وانقسم الرأي العام والمختصون بشأنها.

أما الأغرب، فهو موقف الوزارة والمَدرسة التي شهدت قصة حب المعلمة وتلميذها.

 

هكذا بدأت قصة زواج مُعلمة بتلميذها

وقعت المعلمة، التي تبلغ من العمر 29 عاماً، في حب تلميذ لها يبلغ من العمر نحو 19 عاماً.

ولم يحُل فارق السن ونظرة المجتمع إلى مثل هذه الزيجات، أمام رغبتهما في الارتباط، حسبما قالت مصادر مقربة لهما.

وتم عقد قران بين أستاذة مادة الرياضيات والطالب بالبكالوريا (الثانوية العامة) الذي يصغرها بـ10 سنوات، قبل أسبوعين، بحضور أسرتيهما وأصدقائهما، لتتوَّج  قصة حبهما بالزواج.

 

هل هو ماكرون النسخة المغربية أم تفوَّق عليه؟

زواج مُعلمة بتلميذها أعاد إلى الأذهان قصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته بريجيت ترونيو، التي تكبره بـ24 عاماً، حيث كانت بريجيت تدرّس لماكرون اللغة الفرنسية والمسرح.

ولكن الواقع أن الطالب المغربي وزوجته نجحا فيما أخفق فيه ماكرون وبريجيت.

إذ إن ماكرون لم يتزوج مُعلمته وهو طالب بعد أن نقلته أسرته إلى مَدرسة أخرى، بل تزوجها بعد أن أصبح رجلاً راشداً وهو في الثلاثين من العمر.

عكس الطالب المغربي الذي عقد قرانه على مُعلمته وهو في التاسعة عشرة من العمر.

 

جدل على مواقع شبكات التواصل، وموقف غريب لوزارة التعليم

شكَّل خبر الزواج الذي انتشر سريعاً، مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ تباينت الآراء ما بين مرحِّب ومستغرب، في حين دخل تلاميذ الثانوية التي تعمل بها الأستاذة على خط النقاش، مشيدين بقصة حب زميلهم والأستاذة، وحقهما المشترك في عقد قرانهما.

وعن موقف المَدرسة التي شهدت حبهما من قرارهما الزواج، ذكر مصدر مطلع لـ «عربي بوست»، أن وزارة التربية الوطنية (التعليم) المغربية، أخذت علماً بالخبر دون القيام بأي رد فعل على الأمر.

إذ اعتبرت أن الخطوة تدخل في إطار الحياة الشخصية للأستاذة وزوجها الطالب، ولا يحق لأحد التدخل فيها.

 

البعض استند إلى قصة زواج الرسول بالسيدة خديجة

تمحورت الانتقادات الموجهة إلى الزوجين حول الدور التربوي الذي من المفروض أن تضطلع به الأستاذة العروس، وفق متابعين للموضوع.

إذ كتب أحد المعلقين قائلاً إن من واجب الأستاذة «أن تكون في مستوى المسؤولية التي تفرض عليها التعامل مع تلاميذها بكل تجرد وبكل التفاني، والاجتهاد الذي يضمن لهم تحصيلاً جيداً وتفوقاً في دراستهم».

ورأى آخرون أن زواج الأستاذة بتلميذها تنقيص للعمل التربوي، وتمرد على المألوف، على اعتبار أن «رجل/امرأة التعليم يكون قدوةً، تفرض عليه مهمته أن يترفَّع عن كل الشبهات، ويكون أسوة حسنة لغيره».

في حين استند عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشرع، والقانون الذي لا يمنع زيجة الأستاذة بتلميذها.

واستحضر آخرون قصة زواج الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بالسيدة خديجة، مشيرين إلى أنها كانت تكبره بـ25 عاماً، وكان يعينها على تجارتها.

وتساءل عدد من الشباب والشابات المغاربة عن الخطأ الذي ارتكبته الأستاذة حتى تثار زوبعة من التعليقات الساخرة والانتقادات اللاذعة، في حين أن زواج أستاذ بتلميذة يكون محط إعجاب وتشجيع، حيث تنهال عليهما التبريكات والتهاني من كل صوب!

 

كيف قبلت أسرة هذا الطالب بهذا الأمر؟

وعن سبب تقبُّل المجتمع زيجة المعلم بطالبته، في حين يرفض زواج أي معلمة بتلميذها، تقول بشرى المرابطي، معالجة نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، إن المجتمع يتقبل زواج الأستاذ بتلميذته، في حين لا يقبل زواج الأستاذة بتلميذها، لأن الأمر يتعلق بصورة الزواج بالمجتمع، التي تقوم على أن الأكبر سناً والأكثر نضجاً والأقدر على تحمُّل مسؤولية الأسرة هو الرجل وليس المرأة.

وتساءلت المرابطي، في حديثها مع «عربي بوست»، عن طبيعة الدوافع النفسية التي جعلت أسرة التلميذ توافق على زواج ابنها وهو في سنة دراسية حرجة ومصيرية (الثانوية العامة) ستحدد مستقبله الدراسي والمهني، قبل أن يجتاز الامتحانات على الأقل.

«هل الأمر يعود إلى طبيعة هذه العلاقة، وهو ما جعل الأسرة ترضخ للأمر الواقع؟ أم أن الأمر يتعلق بهشاشة مادية وفكرية لأسرة التلميذ، بما أن الأستاذة لها أجر ودخل شهري ثابت؟».

 

إنه مراهق.. ويجب إصدار قانون يمنع هذه الزيجات

على الجانب الآخر، تتساءل المعالجة النفسية عن «الدوافع التي جعلت الأستاذة توافق على الارتباط بتلميذها، وهل الأمر يتعلق بهشاشة نفسية دفعتها إلى السقوط في هذه الوضعية؟»، حسب قولها.

وقالت إن «التلميذ في المرحلة الأخيرة من سن المراهقة، ولم يكتمل نموه المعرفي والنفسي والاجتماعي ليصبح مؤهَّلاً لتحمُّل مسؤولية الزواج وما ينجم عنه»، وفق لما تقوله الباحثة.

وترى أن الأستاذ، رجلاً كان أو امرأة، يُفترض فيه أن يشكل نموذجاً معرفياً وقيمياً يسهم إلى جانب الأسرة في تشكيل هوية وشخصية المراهق/التلميذ، وهو ما أجمع عليه علماء النفس وأكدته الدراسات النفسية الميدانية في هذا المجال.

ودعت بشرى المرابطي وزارة التعليم المغربية إلى استصدار قانون يمنع زواج الأستاذ أو الأستاذة بتلاميذهم، ويحدد الإطار المرجعي للعلاقة التربوية بين الأطر التعليمية والتربوية وتلامذتهم.

 

المصدر : عربي بوست