الصحفية ابتهال الصالحي

"صحفية يمنية" تخضع للعلاج منذ قرابة العام في الهند.. وتعاني الخذلان!

عدن – عبدالرحمن انيس: 

على سرير المرض في جمهورية الهند، ترقد الصحفية ابتهال الصالحي، منذ عام، لكنها باتت عاجزة عن دفع تكاليف العلاج هناك، بعد أن خذلها الجميع، حتى من كانت تعمل معهم، رغم تدخل زميلها الصحفي رعد ريمي، لدى الجهات التي عملت معها ابتهال، كإعلامية من خلال تغطية الفعاليات والأنشطة المختلفة. لكن المؤسف كما يقول “كلما طرقنا باباً، فوجئنا بالتطنيش”.
ويضيف أنه كان يتواصل مع ابتهال بشكل خاص، منذ بداية سفرها، للبحث لها عن جهات تعينها على نفقات علاجها التي لا تقوى عليها، فأخبرته أن يجري محاولة واحدة فقط، ولو قوبلت بأي رفض أو عدم استجابة، فلا يعود للجهة.
وغادرت ابتهال مدينة عدن صوب الهند، عقب إصابتها المفاجئة بتقرحات في الأوردة والشرايين، بعد أن نصحها طبيبها المعالج في عدن، بسرعة السفر للعلاج بالهند، لأن حياتها قد تتعرض للخطر، بسبب انعدام الإمكانيات في مشافي المدينة.

تدهور حالتها الصحية

تدهورت حالة ابتهال قبل أشهر، ودخلت الإنعاش، ولم يكن ضياع الوقت في صالحها، فلجأ رعد ومجموعة من زملائها إلى كتابة منشور استغاثي يدعو لسرعة إنقاذها، وتداول كثير من زملاء ابتهال الصالحي، هذا المنشور، ووزعوه في كل وسائل التواصل الاجتماعي، لتأتي الاستجابة الأولى من الهلال الأحمر الإماراتي الذي دفع تكاليف العملية الأولى، لكن ابتهال لازالت بحاجة لعملية أخرى، والجميع يتفرج عليها وهي تتألم بصمت على فراش المرض، دون أن تمتد يداً لمساعدتها.
وعلى الرغم من معاناتها مع المرض، وعدم قدرتها على تكاليف العلاج، إلا أنها تملك عزة نفس كبيرة دفعتها لمعاتبة أصدقائها عند قيامهم بحملة تضامنية معها، تدعو لسرعة إنقاذها وإجراء عمليتها الأولى، بحسب الصحفي رعد ريمي، الذي عاتبته ابتهال لأنه لجأ إلى كتابة منشور يدعو لإنقاذها.
وترفض ابتهال باستمرار أن يقوم زملاؤها بالكتابة عن مرضها والدعوة لإنقاذها، لكنهم غالباً ما أغضبوها ورفضوا تلبية طلبها، بعد أن أدركوا أن حياتها ستكون في خطر إن هم صمتوا.
ولم يستطع رعد ريمي، هذه المرة، أن يتبنى حملة أخرى لإغاثة ابتهال بعد معاتبتها له على مناشدته السابقة، فأخذ زمام المبادرة الزميل الصحفي صالح أبو عوذل، الذي كتب منشوراً يدعو لسرعة إنقاذها في الهند، وتأمين تكاليف العملية الجراحية الثانية لها.
وقال أبو عوذل، في منشور له على صفحته بـ”فيسبوك”: “زميلتنا العزيزة ابتهال الصالحي لا تزال تعاني في الهند وسط تنصل الجميع من الوقوف معها، بما في ذلك القناة التي كانت تعمل مراسلة لها.. ابتهال بحاجة لوقفة جادة من كل الزملاء في عدن، فهل من وقفة جادة لمساعدة زميلتنا وأختنا؟”.

عملية جراحية مكلفة

وتحتاج ابتهال حالياً لإجراء عملية ثانية (دعامتين وصفاية وزرع بيب داخل الوريد لكامل الساق)، بحسب تقديرات الأطباء.
وتشير ورقة طبية إلى أن تكلفة هذه العملية تتراوح بين 8 و10 آلاف دولار، قد تكون مبلغاً بسيطاً عند مسؤولي الشرعية الذين يتسلمون رواتبهم بالدولار، ولكنها مبلغ مكلف جداً بالنسبة إلى مواطنة وصحفية كابتهال.
لم ينقذها أحد، لا وزارة الإعلام التي كانت ابتهال صحفية في وكالة أنبائها الرسمية، ولا قناة “يمن شباب” التي عملت فيها مراسلة تلفزيونية، ولا أية مؤسسة أو منظمة من اللاتي كانت ابتهال مهتمة بتغطية أنشطتها وفعالياتها.
تبقى الـ10 آلاف دولار حائلة بين ابتهال وبين استعادة عافيتها، فهل من يتكفل بها؟ أم أن الجميع سيتفرج عليها وهي تعاني بصمت في بلاد الغربة؟ تساؤل يبديه لسان حال زملائها، لكنهم لا يملكون إجابة يقينية عليه.
وتعد ابتهال واحدة من الصحفيات اليمنيات القلائل اللائي نفذن تحقيقات استقصائية مع شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية).

المشاهد نت