تقرير: عربي بوست
حتى وإن لم تكن من محبي الرياضة، لابد وأنك قد سمعت عن الأولمبياد أو تساءلت ما هي الألعاب الأولمبية؟
للألعاب الأولمبية تاريخ قديم فهي ليست وليدة العصر الحديث كما يعتقد البعض.
ما هي الألعاب الأولمبية؟
تعتبر الألعاب الأولمبية من أهم الأحداث الرياضية الدولية، التي يتم تنظيمها كل 4 سنوات بمشاركة ممثلين من كافة دول العالم.
وتشمل كافة الألعاب الرياضية الصيفية والشتوية، التي يشارك فيها الرياضيون من كلا الجنسين.
حتى إن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم نصيب أيضاً في المشاركة في هذا الحدث الرياضي.
هل أسسها هرقل العظيم ؟
يصعب تحديد تاريخ الألعاب الأولمبية بشكل دقيق.
فبعض المؤرخين يعتقدون أن صاحب فكرة الأولمبياد هو (هرقل) الذي برع في العديد من الألعاب الرياضية لاسيما المصارعة.
وسواء كان هذا صحيحاً أم لا، فمن المعروف أن الإغريق هم أول مَن اكتشف فكرة الألعاب الأولمبية، ويقال إنهم أخذوها عن الفينيقيين.
حتى إن تسميتها كانت نسبة إلى مدينة أولمبيا اليونانية التي كانت مركزاً للعبادة عند الإغريق.
وكانت الألعاب الأولمبية تقام كل 4 أعوام على شرف زيوس كبير آلهة اليونان وزوجته هيرا، وتدوم لمدة 7 أيام.
الشعلة الأولمبية.. رمز للنار التي سرقت من الآلهة
تتم عادة إيقاد الشعلة الأولمبية وحملها من أوليمبيا في اليونان ويستغرق حملها ونقلها إلى المدينة المضيفة أسابيع أو أشهر.
ويتناوب على نقلها عادة شخصيات ورياضيون مشهورون.
وبعد أن يقوم الرياضي الأخير بإشعال الشعلة الرئيسية في ملعب الافتتاح يقوم رئيس أو زعيم الدولة المضيفة بإعلان بدأ الألعاب الأولمبية بصورة رسمية.
ترمز الشعلة إلى انتقال مبادئ وقيم فكرة الأولمبياد من اليونانيين القدماء إلى العالم الحديث.
حيث بدأ إدراج فكرة الشعلة الأولمبية كأحد الفقرات الرئيسية في مراسم افتتاح الأولمبياد في برلين عام 1936.
يعتقد البعض أن النار المشتعلة كانت من الرموز المشهورة في الميثولوجيا الإغريقية وترمز إلى قيام بروميثيوس بسرقة النار من زيوس وإعطائها للبشر.
إذ كان بروميثيوس حسب الأسطورة موكلاً من قِبل زيوس بخلق المخلوقات الأرضية وقام بخلق الإنسان بصورة الآلهة مما أدى إلى غضب زيوس عليه.
ما هي دلالة الحلقات الخمس؟
كل المهتمين بالألعاب الأولمبية يعرفون العلم الأولمبي المميز، لكن ما هي دلالته؟
يعتبر العَلَم الأولمبي فكرة الفرنسي بيبر دي كوبرتان، وهو مؤلف من خمس حلقات متشابكة، بأحجام متساوية، وألوان مختلفة، هي الأزرق، الأصفر، الأسود، الأخضر، ثم الأحمر.
حيث إن كل لون يرمز إلى إحدى القارات الخمس، فالحلقة الحمراء تمثل الأمريكيتين، والزرقاء تخص منطقة أوقيانوسيا، والسوداء تمثل إفريقيا، والخضراء أوروبا، والصفراء ترمز إلى آسيا.
كانت المرأة ممنوعة من المشاركة.. وحتى المشاهدة
لم يسمح للمرأة بالمشاركة في الألعاب الأولمبية القديمة، ويشاع أنه لم يكن مسموحاً للمرأة حتى بمشاهدة هذه الألعاب وأن عقاب مَن تخالف ذلك هو رميها من أعلى الجبل.
بكل الأحوال، حتى في العصر الحديث لم تشترك النساء في بداية انطلاق الألعاب الأولمبية عام 1896 لأنها كانت محرَّمة عليهن.
فكانت الرياضة مقتصرة على الرجال فقط.
وأول مرة اشتركت فيها النساء في الأولمبياد كانت في الدورة الثانية عام 1900 في باريس.
الألعاب الأولمبية الحديثة
تعتبر الألعاب الأولمبية من أقدم الأحداث الرياضية التي أُقيمت في العالم، إذ يعود تاريخ بداية إقامتها إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
مرت الألعاب الأولمبية بالعديد من التغيرات والانقطاعات على مر السنين، ولم تعد للظهور بشكل منتظم غير منقطع إلا في العام 1896.
فكانت أول دورة للألعاب الأولمبية الحديثة في هذا التاريخ.
حيث استطاع الفرنسي دي كوبرتان إقناع العالم بإحياء الألعاب الأولمبية الحديثة بعد العديد من المشاورات التي حصلت في المحافل الرياضية العالمية.
للألعاب الأولمبية جملة من القوانين والأحكام الموضوعة من قِبل اللجنة الأولمبية الدولية ضمن ما يعرف بالميثاق الأولمبي.
اللجنة الأولمبية أيضاً مسؤولة عن اختيار المدينة التي ستستضيف الألعاب الأولمبية، والتي يقع على عاتقها تمويل الأولمبياد وتنظيمه.
تستهل الألعاب الأولمبية بترديد النشيد الأولمبي المستوحى من الموسيقى الإغريقية.
ويتم تقديم الميدالية الذهبية للحاصلين على المركز الأول، بينما يتم تقديم الميدالية الفضية للحاصلين على المركز الثاني، والميدالية البرونزية للحاصلين على المركز الثالث.
الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية
تراعي الألعاب الأولمبية الطبيعة المناخية للبلد المضيف، لذلك نجد أن الألعاب الرياضية في الأولمبياد تقسم إلى ألعاب صيفية وأخرى شتوية.
تشمل الألعاب الشتوية حوالي 15 رياضة مختلفة أبرزها التزلج على المنحدرات الجليدية ولعبة الهوكي والتزلج للمسافات الطويلة.
أما الألعاب الصيفية فتشمل العديد من الرياضات مثل: ألعاب القوى، السباحة، الجمباز، الملاكمة، المصارعة، رماية السهام.
بالإضافة إلى كرة السلة، كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة اليد، التنس، الفروسية، المبارزة وغيرها الكثير.
الجهات الداعمة
منذ أن انطلقت شعبية الألعاب الأولمبية بدأت الشركات الدعائية والإعلانية تقدم عروضاً مغرية للاعبين المحترفين الذين تنامى اهتمامهم بالمشاركة في الأولمبياد.
اليوم، تضم الألعاب الأولمبية أكثر من جهة داعمة، مثل الاتحادات الرياضية الدولية، واللجان الأولمبية الوطنية، إضافة إلى اللجان المنظمة للألعاب الأولمبية الخاصة.
مشاركات عربية خجولة في الأولمبياد
بالرغم من أن مشاركات الدول العربية كانت خجولة في الألعاب الأولمبية، إلا أن رياضيين عرباً استطاعوا التألق وإحراز الميداليات الذهبية في العديد من الدورات.
كانت أول مشاركة عربية في الألعاب الأولمبية في دورة ستوكهولم 1912 عن طريق المبارز المصري أحمد حسني في مسابقة سلاح الشيش.
ورغم عدم حصوله على أية ميدالية، إلا أنه شكّل بداية للتألق العربي.
بعد انقطاع عاودت مصر الإنجاز وأحرزت ذهبيتين في رفع الأثقال للمصرييْن محمود فياض وإبراهيم شمس.
وفي دورة روما 1960 بدأ عهد التألق المغربي؛ حيث توّج راضي بن عبد السلام بفضية سباق الماراثون.
وكان للنساء العربيات دور كبير في الأولمبياد منذ دورة لوس أنجلوس في العام 1984
حيث حققت العداءة المغربية نوال المتوكل ذهبية 400 م حواجز وهي أول امرأة عربية مسلمة تحرز ميدالية ذهبية.
وفي دورة برشلونة عام 1992 أحرزت الجزائرية حسيبة بولمرقة الميدالية الذهبية الأولى للجزائر في الدورات الأولمبية في سباق 1500 م وهي ثاني امرأة عربية تحصل على الذهبية.
وفي دورة أتلانتا عام 1996 أحرزت السورية غادة شعاع الميدالية الذهبية الأولى والوحيدة لبلادها في مسابقة السباعية.
وفي سيدني 2000 أحرز العرب ميدالية ذهبية واحدة فقط كانت من الجزائرية نورية مراح بنيدة في سباق 1500 م سيدات.
حصد الرياضيون العرب من مختلف الدول العربية 108 ميداليات في الألعاب الأولمبية، 26 منها ذهبية.