مسيرات للإصلاح ترفع صور حكام الإمارات

تظاهرة "الإصلاح" المثيرة للجدل.. يرفعون صور المتورطين بملاحقتهم!

تقرير: الحرف28

أثارت تظاهرة حزب الإصلاح في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، اليوم السبت، ردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدت رفع صور قيادة السعودية والإمارات الدولتان التي تشنان حملات شيطنة ضد الإصلاح.

 

ونظم حزب الإصلاح بصورة منفردة تظاهرة حاشدة في الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم بتعز صباح اليوم، وسط حملة اعلامية داخلية وخارجية كبيرة وصلت حد تخوينه واتهامه بالعمل ضد التحالف بالتفاهم مع الحوثيين.

 

وجاءت التظاهرة في اعقاب حملة امنية أطلقتها السلطة المحلية لضبط مطلوبين من كتائب ابي العباس في المدينة القديمة متهمين بجرائم اغتيالات، ادت الى اشتعال صراع سياسي، حيث ساندت احزاب الاشتراكي والناصري بالاضافة الى كتلة المؤتمر الموالية لعائلة صالح، كتائب ابي العباس واتهمت الحملة الامنية باستهدافها.

 

وشنت وسائل اعلام اماراتية وسعودية وصحفيون موالون للامارات ما وصف بحملة شيطنة للحزب، وسط حملات حوثية وصفها الاصلاح بالدعائية توحي بتقاربه مع الحوثيين، فضلا عن العمل مع قطر وهي التهمة التي يجري استحضارها بحسب متابعين، لتبرير سياسة الإمارات الهادفة لتعميق الإنقسامات وصناعة أذرع مليشياوية تعمل لمصلحتها.

 

وخلال المظاهرة التي دعا لها حزب الإصلاح في المحافظة، رفع المتظاهرون صور زعماء دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، ولافتات تشكر التدخل العسكري لإنقاذ اليمن، وأخرى تطالب باستكمال تحرير المدينة من مليشيات الحوثي التي تحاصر المدينة من أكثر من جهة.

 

ودعا حزب الإصلاح في بيان له الحكومة الشرعية والتحالف العربي إلى سرعة الحسم وتقديم الدعم الكامل والنوعي للجيش الوطني لإنجاز معركة استكمال التحرير، مؤكداً حرصه على تقوية جبهة التحالف العربي، والتلاحم مع أطرافه من منطلق المصلحة الوطنية.

 

وأكد الإصلاح في بيانه، على واحدية المصير مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لهزيمة الحوثيين في اليمن.

 

ودعا الحزب كافة أطراف العمل السياسي وقوى المقاومة والكيانات الوطنية إلى "الوحدة وتوجيه كل الطاقات لإنجاز التحرير، وتصحيح البوصلة نحو العدو الحقيقي الذي أسقط الجمهورية وانقلب على مؤسساتها".

 

وقد أثارت المظاهرة تساؤلات كثيرة بشان مضامينها، خصوصا رفع صور حكام الإمارات، حيث تتهم ابوظبي بالتورط في تنفيذ عمليات اغتيالات استهدفت قيادات في حزب الاصلاح في عدن، كما تقوم قوات محلية مدعومة من أبو ظبي باعتقال عددا من النشطاء والقيادات في حزب الإصلاح في سجون سرية بمحافظتي حضرموت وعدن.

 

وفي تعز تقدم الإمارات دعما سخيا لتشكيلات مسلحة تتيع السلفي ابو العباس، لا تخضع لأي جهة نظامية وتتبع إسميا اللواء 35 وكانت تسعى ليكون نواة لحزام امني او نخبة تعزية مشابهة للنسخ الموجودة في المحافظات الجنوبية، وهو المشروع المتعثر في تعز.

 

وقد اصطدمت هذه الكتائب بعديد حملات أمنية، وضمت في صفوفها محسوبين على تنظيم القاعدة وداعش، وعناصر تقول السلطات الأمنية انها متورطة في عديد جرائم اغتيالات بحق افراد وضباط الجيش الوطني واغتيال موظف الصليب الاحمر حنا لحود في مارس العام الماضي.

 

وأعادت تظاهرة الإصلاح هذه الإشكالية حيث يبدو فيها الحزب متناقضا ويتملق جلاده.

 

واعتبر الصحفي غمدان اليوسفي، فقد اعتبر مسيرة الإصلاح بأنها "مجرد رد على التصريحات الحوثية التي صدرت مؤخرا بأن هناك تواصل معهم".

وقال اليوسفي في منشور على "تويتر": "مع ذلك لن ترضى عنكم الإمارات حتى لو غيرتم شعار الشمس بصورة محمد بن زايد".

 

واعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي، تظاهرة الإصلاح في تعز بأنها "رد الاعتبار لهذا التحالف الذي أثبت عبر أربع سنوات أنه يستهدف اليمن لا سواها" حد تعبيره.

 

وقال التميمي في منشور على صفحته بالفيسبوك: "بعد مسيرات "رفض العدوان" التي شهدتها مدنٌ تخضع للحوثيين، لم يكن أمام الرياض سوى الاستنجاد بـ"حزب الإصلاح الاخونجي" كما يردد دائماً الإعلام السعودي الإمارات"

 

وأضاف : لقد ظهر الإصلاح في مسيرة تعز هذا اليوم كمن يسحب جريحاً بدون حماية كافية ظناً منه بأنه يحاول إنقاذه من الخطر.

 

أما الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، فقد علقت متسائلة "هل سترضى عنهم السعودية والإمارات؟ هل ستخفف عنهم شيئا؟".

 

وقالت كرمان في منشور على صفحته بالفيس بوك: "سيقرأون اللافتات على ان الاصلاحيين قد استحوذوا على تعز وعملوا عملة كبيرة يحاولون ان يغطوا عليها بتزلفهم بهذه الصور، وسيبذلون جهوداً مضاعفة لكي لايفر الاصلاحيون بفعلتهم هذه!!".

 

ووصفت كرمان حزب الإصلاح بأنه حزب كبير، لكنه بجسم فيل ورأس نملة، معتبرة ما حدث "ليس حنكة سياسية كما يروج بعض المغفلين، بل غباء وتفاهة سياسية وقلة عقل وسوء تدبير"، على حد قولها.

 

كذلك اعتبر القيادي في المقاومة الجنوبية والمعتقل السابق في سجون الإمارات بعدن عادل الحسني، رفع صور الاصلاح لولي عهد ابوظبي بـ "المنافق".

 

وقال الحسني الذي تعرض للتعذيب في سجون الامارات لمدة عام كامل "نفاق نبرأ إلى الله منه وممن رفع هذه الصور، بغض النظر هل هوَ مدسوس او موقف رسمي من الاصلاح".

 

من جهته علق الصحفي محمد المياحي بالقول: إذا كان الإصلاح يمارس نفاقًا_متعمدًا كان أو اضطراريًا_في رفع صور ابن زايد وسلمان، فهناك من يعبد ابن زايد ليل نهار وبملء إرادته، وهؤلاء أخر من يمكنهم المزايدة وادعاء الشرف في موضوع الوطنية".

 

وأضاف: يحتج الناس على فهلوانية الإصلاح؛ لكونهم يدركوا حقيقة القناعات الداخلية له، وبأنها تتناقض مع إكراهات المواقف المعلنة، وهذا أمر مفهوم ولو أنه غير مبرر، أما دروايش الإمارات فلست أدري ما الذي يزعجهم في الأمر.

 

وعلق الصحفي علي الفقيه قائلا: رسائل الجماهير التي خرجت اليوم، بدعوة من حزب الإصلاح، في تعز واضحة وهي تأكيد على تمسكها بالعمل السياسي، ورغبتها في الإستقرار وإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم التي تعيشها المدينة والبلد بشكل عام.

 

وأشار الفقيه إلى أن "الجماهير تمل وتحبط إذا لم تجد من يحول طموحاتها وتطلعاتها إلى واقع"، داعياً الأحزاب السياسية بتوحيد الموقف والإستجابة لتطلعات الجماهير والكف عن الانسياق وراء رغبات جهات وأطراف إقليمية تعادي التعددية السياسية وتجرم الرأي المختلف.

 

وزير الإعلام السابق فؤاد الحميري، اعتبر موقف التجمع اليمني للإصلاح من التحالف بأنه "يحدده في الأساس موقفه من السلطة وشرعيتها".

 

وقال الحميري: طالما بقي داعما لها، مرتبطا بها، ناصرا إياها، فحلفاؤها حلفاؤه. وأعداؤها اعداؤه. بصرف النظر عن موقف أولئكم الحلفاء والأعداء منه".