نال فريق ليفربول في موسميه الأخيرين، في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، إعجاب المتابعين بأداء النادي تحت قيادة مدربه يورغن كلوب.
ولا يزال مهاجمو الفريق الثلاثة الذين يعتمد عليهم كلوب بشكل أساسي، وهم محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، محطّ الأنظار في فريق ليفربول، لكن ذلك وحده لم يكن السبب وراء عدم هزيمة الفريق إلا في مبارة واحدة من أصل 32 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي.
لقد أظهر ليفربول تميزا في الأداء ومرونة والتزاما ومثابرة منذ أغسطس/آب، فلم تكد تمضي ست مباريات حتى تصدر الفريق جدول الترتيب.
لكن الأمر يتطلب أحيانا قوى أخرى؛ إذ يثير فوز ليفربول بهدفين مقابل هدف واحد على توتنهام سؤالا بشأن القدر، وهل يقود فريق كلوب إلى إحراز الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي لم يتحقق منذ 29 عاما؟
لا يتوقف الأمر في الموسم الأخير على القوة الهجومية المذهلة لليفربول؛ إنما هي توليفة من الحماس وغيره من الصفات التي جعلت الفوز باللقب في الأفق المرئي لهذا الفريق.
وقد ظهر ذلك كله عندما ركب فريق ليفربول، الذي يعرف باسم فريق "الريدز"، موجة حظه المواتية وحقق فوزا على فريق توتنهام، المعروف باسم "السبيرز"، في مباراة كانت تتجه إلى التعادل، وربما إلى الهزيمة لو أن موسى سيسوكو لم تخنه أعصابه وهو في طريقه لإحراز هدف في الدقائق الأخيرة في مرمى ليفربول.
قاد ذلك القدر إلى كتابة المشهد الختامي لدراما تلك المباراة بإخفاق حارس توتنهام، هوغو لوريس، في التصدي لضربة رأس سددها صلاح ارتطمت في ساق توبي ألدرفيريلد وسكنت شباك توتنهام.
لم يستحق ليفربول الثلاث نقاط، لكنه حصل عليها ولم يلتفت لشيء، ومَن ذا يستطيع لومه في ذلك؟
لم يكن فريق كلوب في أفضل حالاته، لكنه قانون كرة القدم؛ فالأبطال هم عادة من يفوزون في مثل تلك الظروف.
وبينما يحتفل مشجعو ليفربول بفوزٍ آخر مهم على الطريق لإحراز لقب طال انتظاره، يتنامى الشعور بأن غرائب أحداث هذا الموسم يمكن أن تقرر أمورا على غرار: لمَن يذهب لقب الدوري الإنجليزي؟
ويمكن إضافة إخفاق الحارس لوريس، وكذلك سيسوكو، إلى وجهة النظر التي يتبناها البعض بأن القدر يسهم بنصيب وافر في حظوظ ليفربول في هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
إضافة إلى ذلك، تسهم جملة من الأمور المتميزة الأخرى التي أظهرها ليفربول في تعزيز فرصه لإحراز اللقب.
وقال كلوب، لدى سؤاله عن هذا القدر: "لا أذهب إلى ذاك المدى البعيد، لكن بالنظر إلى فِرَق أخرى في هذا الموسم، يمكن رؤية أمور مماثلة. أما فيما يتعلق بكل النقاط التي أحرزناها حتى الآن، فقد عملنا لها بجد".
وأضاف كلوب: "ليس المهم متى تسجل، وإنما ما يعنيه ذلك بالنسبة للنتيجة النهائية للمباريات. الحماس ليس مصادفة؛ إنه شيء تمتلكه وتحافظ عليه وتستخدمه".
ويمكن لمانشستر سيتي أن يعود إلى تصدر الدوري في حال فوزه على كادريف سيتي منتصف هذا الأسبوع، لكنه قد بدا واضحا من أول أيام هذا الموسم أن ليفربول لن يستسلم بسهولة، كما أن الطريقة التي أنهى بها مباراة توتنهام تعزز موقفه بشكل كبير.
وأظهر ليفربول مرونة واضحة في آخر مبارياته ضد فولهام عندما تراجع الريدز بعدما كانوا مسيطرينعلى أحداث المباراة، لكنهم حققوا فوزا بضربة جزاء أحرزها جيمس ميلنر.