اعترض الدفاع الجوي في سيئون خلال الـ24 ساعة الماضية طائرتين مسيرتين كانتا تستهدفان مطار سيئون الدولي.
جاء ذلك بعد توافد برلمانيين يمنيين لعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب اليمني، يحضرها الرئيس هادي وسفراء الدول الـ19 الراعية للعملية السياسية في اليمن.
وقال محافظ حضرموت إن من استهدف سيئون يخاف من انعقاد البرلمان، وهذا يضم الحوثيين بالدرجة الأولى.
ونفى متحدث الحوثيين العسكري، مساء الخميس، علاقتهم بالطائرتين المسيرتين في سيئون، في إشارة إلى عدم تأثرهم في ذلك، كون البرلمان غير شرعي بحسب زعمهم.
وفي هذا السياق، نورد لكم احتمالين بخصوص الطائرتين في سيئون، ومن باب المواقف السياسية، والتصرفات لمختلف الأطراف الداخلية والخارجية:
السيناريو الأول:
الحوثيون مسؤولون عن تحريك الطائرتين المسيرتين، بصفتهم الأكثر تضررا من التئام مجلس النواب، بدليل فرض إقامات جبرية لبرلمانيين، فضلا عن اقتحام ونهب منازل آخرين ينتوون الحضور إلى سيئون.
فالحوثيون يخافون من تشريع البرلمان للحرب التي يخوضها التحالف العربي عليهم، لإعادة الشرعية في اليمن، كونهم لا يعترفون بسلطة هادي منذ الوهلة الأولى.
لماذا نفى الحوثيون صلتهم بالحادثة؟!
في حال أن الحوثيين هم المسؤولون عن تسيير الطائرتين، فمن الطبيعي أن ينفوا، خصوصا أنها لم تصب هدفها ودمرت، وهذا سيجعل الحوثيين يتبرأون منها، كونها باتت ورقة مكشوفة وغير مجدية أيضا.
كان على الحوثيين إطلاق الطائرتين بشكل مفاجئ يوم انعقاد الجلسة، لكنهم أطلقوا الطائرتين مسبقا كبالونات اختبار، ولضمان نجاعة السلاح الذي سيستخدمونه، حيث أن فشله يوم الانعقاد سيكون مخيبا للآمال.
بعد فشل الطائرتين، سيلجأ الحوثيون لخطة بديلة تحقق هدفهم، عندها سيعلنون مسؤوليتهم عنها، فذلك مشرف لهم، وليس الإعلان عن مسؤولية عملية فاشلة.
وكان مراقبون استبعدوا، وقبل نفي الحوثيين، امتلاكهم هذه الطائرات الكبيرة خلافا لتلك التي يصطادونها في مختلف الجبهات، وكون المسافة إلى سيئون من أقرب نقطة في صرواح مسافة هائلة للتحكم من هناك.
السيناريو الآخر:
هناك جهة أخرى تتبنى وجهة نظر الحوثيين، وهي متواجدة في نطاق سيطرة الحكومة الشرعية، ويعد هذا السيناريو الأكثر خطورة.
لو أن مناطق سيطرة الحكومة على قلب رجل واحد، لما انعقد البرلمان في سيئون، وإن العاصمة المؤقتة عدن هي المكان الأنسب على كل المقاييس.
في الجنوب أيضا، هناك تهديد لأعضاء البرلمان لثنيهم عن حضور الجلسات، فضلا عن تصريحات لقيادات في الانتقالي صراحة على تويتر، بمعارضة واضحة لانعقاد البرلمان في سيئون.
ظهر اليوم الجمعة، حضر رئيس الحكومة وعشرات البرلمانيين إلى سيئون استعدادا لجلسة الغد، لكن 10 برلمانيين يدينون لأحمد علي صالح تخلفوا عن الموعد، بعد موافقتهم للحضور في بادئ الأمر.
هذه القوتين، مع الإشارة إلى قدرات داعمهم، حاضرة داخل نطاق سيطرة الحكومة، وبإمكانها عمل الكثير، وتتضاعف الخطورة مرات عدة عن السيناريو الأول.
المصدر: تعز أونلاين