أردوغان وتميم

لماذا تدعم "قطر وتركيا" قوات الوفاق في ليبيا... خبراء يفسرون

عاود البرلمان الليبي تنديده ومطالباته لقطر وتركيا بعدم التدخل في الشأن الليبي، في الوقت الذي تحتدم فيه المعركة بين قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج.

البيان الأخير للجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، أمس الأربعاء، وصف "التدخل القطري التركي بأنه سافر وغير مقبول"، خصوصا أنه يصب في دعم الإرهاب والتطرف بالمال والسلاح، مشيرا إلى أنه يديم حالة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، حسب نص البيان.

الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يتوجه إلى العاصمة طرابلس

© REUTERS / REUTERS TV

الخبراء الذين تواصلت معهم "سبوتنيك"، من قطر وتركيا أكدوا دعم الدوحة وأنقرة لأحد الأطراف الليبية، وأن هناك بعض الأسباب تقف وراء هذا الدعم.

دعم الإخوان في ليبيا

 قال فائق بولط، الكاتب والمحلل السياسي التركي، إن العلاقات القطرية التركية مع حركة "الإخوان المسلمين" في ليبيا، تؤكد دعمهما للجماعات في طرابلس.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن دول الجوار الليبي أيضا منزعجة من التدخلات القطرية التركية في ليبيا، وأن المعلوم للجميع هو أن قطر تقدم الأموال للجماعات في ليبيا.

وأكد أن قطر وتركيا يدعمان الإخوان في كل مكان، ويستضيفان قيادات الجماعة، وهو معلوم للجميع.

دعم مشروط

قال رسول طوسون، عضو البرلمان التركي السابق، إن تركيا لا تدعم أي جانب باعتباره في ليبيا أو أية دولة لانتمائه لجماعة الإخوان كما يردد، وأن تركيا تقدم الدعم لأي إنسان، بعيدا عن دينه أو مذهبه، وتقدم الدعم للمظلومين، والإرادة الشعبية، وأن دعمها للإخوان كونهم مظلومين لا كونهم إخوان.

بيانات دبلوماسية

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن البيانات الدبلوماسية التي تصدر من بعض الجهات في الدول التي تعاني أزمات في الوقت الراهن، تتغير بحسب القوى التي تسيطر على المنطقة، وأن البيانات السياسية الصادرة قد لا يعتد بها، خاصة أن بعض الظروف قد تلزم المتحدث بما لا يريد.

سلاح الجو الليبي

© AFP 2019 / MAHMUD TURKI

وتابع أن "تدخل القوى الإقليمية في الملف الليبي، تدعم الأهداف الأمريكية لتحقيق خطة واشنطن باستخدام حفتر، وأن مصر والإمارات والسعودية يدعمون معسكر خليفة حفتر" وفق قوله.

قطر وقوات فجر ليبيا

من ناحيته قال الدكتور علي الهيل، الأكاديمي والمحلل السياسي القطري، إن قطر تفتخر بدعمها لقوات فجر ليبيا، الداعمة لحكومة الوفاق.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أمس الأربعاء، أن البرلمان الليبي في الشرق يسيطر عليه ما وصفه بـ "الجنرال المتقاعد"، وأنه مدعوم من مصر والسعودية والإمارات.

وأوضح أن المشير خليفة حفتر زار مصر والإمارات قبل عملية طرابلس الحالية، وهو ما يشير للتنسيق بينهم.

الحرب بالوكالة

وتابع الهيل بأن قطر ترى أن ليبيا تدور فيها حربا بالإنابة، وأنها لا تخفي دعمها لقوات فجر ليبيا كونها داعمة للحكومة الشرعية المدعومة من المجتمع الدولي، وأن الدوحة ترى أن "دول الحصار تدعم حفتر"،  فإنها لا ترى غضاضة في دعم قوات فجر ليبيا، على حد قوله.

وأشار إلى أن "حفتر متهم بتجنيد الأطفال في الشرق الليبي للقتال في صفوف الجيش في معركة طرابلس".

إدانة واستنكار

وأدانت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي "انتهاكات البوارج الحربية التركية" في المياه الإقليمية الليبية في محاولتها دعم المجموعات الإرهابية من خلال موانئ ومطارات في مصراتة وطرابلس وزوارة.

مجلس النواب الليبي في بنغازي

© REUTERS / ESAM OMRAN AL-FETORI

لوطالبت اللجنة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بضرورة منع قطر وتركيا من التدخل في الشؤون الليبية، ودعم القوات المسلحة العربية الليبية في حربها على آخر معاقلها في طرابلس.

وتشهد العاصمة الليبية اشتباكات متواصلة منذ مطلع الشهر الجاري بين قوات الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق، إثر العملية التي أطلقها المشير خليفة حفتر لتحرير العاصمة من الجماعات الإرهابية، حسب وصفه، حيث سقط خلالها العشرات من الجانبين فيما اصيب المئات.

بيانات مضادة

تتبادل الأطراف الليبية بيانات شديدة اللهجة بين الحين والآخر، حيث يصف كل منهم الطرف الآخر بأنه غير شرعي، فيما يتعهد كل منهم بتقديم من يرأس الطرف الآخر للجنائية الدولية، بعد سقوط العشرات من المدنيين جراء العمليات الدائرة.

فيما يطالب مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية بضرورة وقف القتال، والاحتكام للمسار السياسي، إلا أن مطالبات المجتمع الدولي لم تفلح حتى الآن في وقف القتال، خاصة في ظل تضارب الرؤى والاصطفاف غير المعلن للأطراف الليبية.