ريشة رشاد السامعي

أين الفلوس.. اليمنيون يحاكمون الأمم المتحدة على خلفية الفساد الإغاثي، والتسول باسمهم (وثائق)

‏دشن صحفيون وناشطون يمنيون، مؤخرا، حملة إلكترونية ضد منظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال الإغاثة في اليمن. 

ونشر القائمون على الحملة تحت وسم #وين_الفلوس بيانات ووثائق تدين المنظمات الدولية بصرف ملايين الدولارات تحت اسم إغاثة اليمنيين، التي تبرع بها المانحون بمقدمتهم دول التحالف، لكن لم يصل إلى اليمنيين سوى الفتات. 

وطالب ناشطون منظمات الأمم المتحدة بتقديم كشوفات دقيقة بالمصروفات، وإخضاعها لمحاسب قانوني، ومقارنتها بالمدخلات والمبالغ التي استلمتها تلك المنظمات. 

وأثار تصريح لدول التحالف، التي تخوض حربا ضد المتمردين الحوثيين، عن مليارات الدولارات التي أنفقت خلال الفترة الماضية في اليمن، أثار حفيظة اليمنيين عن تلك المبالغ، والتي ثبت أنها تدفع عن طريق الأمم المتحدة. 

وأرسل ناشطون وخبراء اقتصاديون يمنيون إيميلات إلى المنظمات المعنية، مطالبين بكشوفات حساب، وبيانات بالمصروفات خلال العام الماضي 2018.

وانتشرت كشوفات بالمنظمات العاملة باليمن، وكتب قرين كل منظمة المبالغ التي استلمتها خلال العام الماضي، مع عناوين إيميلات لتلك المنظمات. 

اعتراف مصدر مسؤول 

واعترفت موظفة في كبرى منظمات الأمم المتحدة بالنسبة التي تم صرفها من أصل المبالغ التي استلمتها المنظمة. 

وقالت "عبير عطيفة" وهي تعمل في برنامج الغذاء العالمي  أن ما نسبته 6.5% لا تدخل في قيمة مشتروات الإغاثة المقدمة للمستفيدين. 

وأضافت خلال مشاركتها مع برنامج حديث المساء على قناة محلية إن  هذه النسبة من إجمالي المبالغ المستلمة، تذهب لصالح النفقات الإدارية والتشغيلية للمنظمة. 

وعلق الناشط "عبدالوهاب العوبلي" على هذه المداخلة بالقول: لو حسبنا 6.5% من 3.123 مليار دولار مثلا خلال سنوات الحرب، هذا يعني أن تلك النسبة ستكون 199 مليون دولار. 

مبالغ باسم الشعب ولا تصله

‏23 مليار دولار أين ذهبت يا منظمات؟ يتساءل الصحفي إبراهيم عبدالقادر. 

ويضيف على تويتر، ضمن وسم الحملة، مليارات الدولارات تصرف باسم الشعب اليمني، بينما لا ولم يصل إليه منها شيء، بل على العكس تماما، استفردت الأوبئة والأمراض به وتوحشت عليه.

وتابع لقد ضربت المجاعة اليمنيين بشكل غير مسبوق، فيما تذهب الأموال الضخمة رواتب وبدلات وبدل مخاطر، لموظفي الأمم المتحدة. 

مصاريف إدارية ورواتب

‏الصحفي علي الفقيه علق قائلا: المبالغ المهولة التي استلمتها منظمات الإغاثة باسم ‎اليمن تجعلك تدرك سر حرصها على إطالة أمد الحرب. 

وأضاف "الفقيه" وهو رئيس تحرير صحيفة محلية مرموقة: مبلغ 2,6 مليار دولار خلال 2018 استلمتها المنظمات دون أن يبين لها أثر على الأرض.

وتابع:  أول خطوة تقوم بها هذه المنظمات من تلك المبالغ هي أخذ نسبة 30% كمصاريف إدارية ورواتب وبدلا سفر لموظفيها.

وشدد الصحفي الاقتصادي "فاروق الكمالي" على أنه ينبغي على حملة ‎#اين_الفلوس، أن تضع أهدافا، ومنها الضغط على منظمات الأمم المتحدة لتغيير سياستها بشأن المساعدات وأن تبدأ في توجيه الأموال نحو مشاريع مستدامة تخلق فرص العمل. 

وتابع القول: كما ينبغي الضغط عليها من أجل تحويل أموال المساعدات عبر البنك المركزي، لما لذلك من انعكاس مباشر على استقرار الريال.
المصدر: تعز أونلاين