لقطة من فيلم Braveheart الذي جسد حياة المقاتل ويليام والاس

أحدهم خاض معركة كاملة مصاباً بسهم في عينه، وآخر وضع أعداءه على خوازيق وشرب من دمهم.. أشرس محاربين عرفتهم البشرية (أسماء)

على مر العصور شهد العالم مرور عظماء غيَّروا وجه التاريخ، في العلوم والفنون والفلسفة، وحتى في القتال في أرض المعارك، ثمة علامات فارقة أحدثها مقاتلون لن ينساهم التاريخ، وفي هذا التقرير نستعرض لك أشرس 25 محارباً في التاريخ «من أصل غير عربي»، وأكثرهم تعطُّشاً للدماء.

 

25- ألاريك الأول ملك القوط الغربيين

كان ألاريك ملكاً قوطياً، يُعرف بأنه «الملك الذي نهب روما»،  وترقى بسبب هذا النهب إلى رُتبة «قائد الجند»، وهو ما جعله محل تقدير كبير في الإمبراطورية الرومانية.

وبعد أن نهب ألاريك روما، قاد قواته غرباً إلى كامبانيا «التي أصبحت النيبال فيما بعد»، وعقد العزم على أن يزوِّد جيشه من سلة خُبز روما، غير أن عاصفةً حطمت سفينته، لتُعطل عبوره، ووحدها الطبيعة كانت قادرة على إلحاق الهزيمة ببربرية ألاريك وإخضاعه عن سلسلة المعارك التي قادها والتي قُتل فيها مئات البشر، ليتمكن من تحقيق طموحاته التوسعية.

24- الكونت رولاند

كان رولاند محارباً فرنسياً عظيماً وبطلاً شعبياً في العصور الوسطى؛ وخُلِّدت ذكراه في قصيدة عُرفت بـ «نشيد رولاند» (Chanson de Roland والتي كُتبت في القرن الحادي عشر.

من الناحية التاريخية، كان رولاند قائد جيش الإمبراطور شارلمان «مؤسِّس الإمبراطورية الكارولنجية بفرنسا»، وتحكي الأسطورة أنّه قُتل في ممر بجبال البرانس «الواقعة بين فرنسا وإسبانيا»، حين أغار البشكنج «وهُم قبائل تعيش بصحراء إسبانيا» على الحرس الخلفي للجيش الفرنجي في أثناء عودته من غزو إسبانيا عام 778.

23- هوراتيوس كوكليس

كان هوراتيوس كوكليس بطلاً رومانياً أسطورياً، دافع عن جسر نهر التيبر حين أغار الإتروسكانيين عليه.

ويمكننا أن نكتب صفحات وصفحات، مستلهمين إنجازاته في أرض المعركة، ولكن اختصاراً للقول، يكفيك أن تعرف أن هوراتيوس فقد إحدى عينيه في معركة بفعل سهم انتزعه وواصل القتال بعده كوحش؛ ومن هنا جاءت تسميته بكوكليس، وهي كلمة تعني «ذا العين الواحدة».

22- الأمير روبرت الرايني

رُغم أنَّ هيئة الأمير الألماني روبرت تبدو وديعة وأرستقراطية إلى حد كبير، فإن الرجل كان طموحاً جداً. وحين بلغ الأمير من العمر 14 عاماً، كان قد انضم بالفعل إلى الجيش، وواصل مسيرته ليحظى بحياة بالغة التنوع والإثارة؛ واشتهر أكثر بقيادة قوات الخيَّالة في أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية.

ورُغم أنَّ الأمير روبرت كان أيضاً مخترعاً وفناناً ورجل أعمال، فإن ما ميَّزه كان مهارات القتال البارعة وروح المحارب الشرس التي تملَّكته. وجدير بالذكر أنَّه كان محارباً متمكناً، لدرجة أن أعداءه اعتقدوا في لحظة ما، أن لديه قوى خارقة وأنه لا يُقتل.

21- فرسن جتريكس

يحظى فرسن جتريكس بتبجيل وتوقير كبيرَين في فرنسا، باعتباره بطلاً قومياً؛ إذ تمكن من توحيد عديد من قبائل السلت ذات السيادة لخوض معركة ضد الرومان.

وقاتل بشراسة وبراعة، ليمنع جيش الرومان من الاستيلاء على بلاد الغال، وهو الاسم الذي كان يُطلق على فرنسا حينها، وقد مُنيت قواته بالهزيمة في نهاية المطاف بمدينة أليشا، وأُجبر فرسن جتريكس على الاستسلام بعد قتال جيش الرومان القوي بكل ما يملك.

20 ويليام والاس

اشتهر ويليام والاس على مستوى العالم، بفضل فيلم «Brave Heart» للمخرج ميل غيبسون، غير أنَّ عظمته كمحارب أسكتلندي كانت معروفة بالفعل للمطلعين على التاريخ الأوروبي. يعد والاس واحداً من أبرز الأبطال القوميين الأسكتلنديين، وذلك لقتاله حتى الموت لتحرير أسكتلندا من الحكم البريطاني.

19 باسيل الثاني (سفَّاح البلغار)

كان باسيل الثاني إمبراطوراً من بين الأكثر شراسة وفظاظة في التاريخ، ومن هنا أُطلق عليه لقب «سفاح البلغار».

كان باسيل إمبراطوراً بيزنطياً من أصول يونانية وينحدر من السلالة المقدونية، وحكم الإمبراطورية البيزنطية أكثر من خمسين عاماً، من يناير/كانون الثاني 976 إلى 1025.

وعند وفاته كانت الإمبراطورية البيزنطية قد توسعت من جنوب إيطاليا إلى بلاد القوقاز ومن نهر الدانوب إلى حدود فلسطين، وهو أعظم مدىً بلغته منذ أربعة قرون؛ وبكل تأكيد، استلزم هذا التوسع كثيراً من المعارك الدموية التي كان باسيل الثاني يقاتل فيها بشراسة فاقت أياً من عناصر الجيش الآخرين حتى مماته.

18- أتيلا الهوني

وُلد أتيلا الهوني في مكان يُعرف الآن بدولة المجر، وأصبح واحداً من أكثر الحكام عُنفاً وقسوة في المنطقة، اشتهرت عنه نظرته الغاضبة.

ويقول المؤرخ إدوارد غيبون إن عينيه كانتا تُشرقان بنشوة حين يُثير الرعب في النفوس. واعتاد أيضاً إخافة أعدائه بزعم أنه يمتلك سيف آريز، إله الحرب عند اليونان.

وبتقييم الهجمات والحروب المفزعة التي شنها على الإمبراطورية الرومانية، كانت تكتيكاته التي تعتمد على إثارة الرعب ناجحة.

17- يو في

خاض «يو» على مدار حياته العسكرية التي بلغت خمسة وعشرين عاماً، 126 معركة، بدأت من الصين ولم ينهزم في واحدة منها قط.

وترقَّى «يو في» في الرتب العسكرية من قائد خاص إلى قائد عام للقوات الإمبراطورية، واخترع عديداً من الأساليب والفنون القتالية، وسطَّر مجموعة من الأشعار الملحمية، يتغنى فيها بالهزيمة التي سيُلحقها بأعدائه. ويُنظر إليه اليوم في الصين على أنّه قائد وطني، والرمز المطلق للنزاهة والوطنية والولاء.

16- إيريك بلود آكس

كان إيريك بلود آكس أميراً نرويجياً، أصبح ملكاً على أراضي نورثمبريا مرتين، في عام 947 وعام 952.

ويُعد واحداً من أكثر الأسماء أسطورية في تاريخ الفايكينغ، بفضل مهارة وشجاعته المذهلتين في أرض المعركة وروحه القتالية.

15- أرمينيوس

كان أرمينيوس قائداً ألمانيّاً في فترة مبكرة من الحقبة العامة الأولى، ويُذكر أنَّه كان محارباً شرساً عنيد الشخصية، ألحق بالرومان أقسى هزائمهم في معركة تويتوبورغ، التي دمَّر فيها بالكامل ثلاثة فيالق رومانية وملحقاتها.

حتى المعركة التي قُتل فيها حقق فيها انتصاراً مذهلاً، ودموياً، لدرجة أنه كان لها أثرٌ طويل المدى على كل من القبائل الجرمانية القديمة والإمبراطورية الرومانية. ولم تجرؤ الفيالق الرومانية قط على محاولة غزو جرمانيا والاستيلاء عليها من بعده.

14- ملتيادس

وفقاً للمؤرخ هيرودوت، فإن التضحية التي قدمها الملك ليونيداس والمحاربون الإسبرطيون الشجعان البالغ عددهم 300، لم تكن تعني كثيراً لولا ملتيادس. قاد المخطِّط العسكري ورجل اليوناني العبقري اليونانيين وحلفاءهم إلى تحقيق النصر على الفُرس في معركة ماراثون، حيث دمر الأسطول الفارسي بالكامل، وأجبر أعتى إمبراطورية بالعالم في ذلك الوقت على جر أذيال الخيبة والعودة إلى ديارها بعد إخفاقها في إخضاع اليونان.

13- فلاد المخوزق

قلة من الناس على مر التاريخ هم من أثاروا الرعب في النفوس البشرية أكثر من فلاد المخوزق، أو دراكولا كما اشتهر بين الناس.

فالرجل الذي أصبح أسطورة ونُظر إليه باعتباره ملك الظلام كان شخصاً حقيقياً ومحارباً لا يُستهان به. وُلد في عام 1431 في ترانسيلفانيا، المنطقة الوسطى في رومانيا اليوم، وحكم لسنوات عديدة.

نُظر إلى الانتصارات التي حققها فلاد على الإمبراطورية العثمانية الغازية باحترام كبير ولم يقتصر الاحتفاء بها على رومانيا وحدها وإنما طال سائر أوروبا أيضاً، وقد سجل التاريخ أنه، حتى البابا بيوس الثاني كان مبهوراً بمهارته وروحه القتالية. أما السبب الذي ترسَّخ لأجله في الذاكرة بأنه «المخوزِق»، فلأنه لم يُبدِ أي رحمة تجاه أعدائه، الذين وضعهم على الخوازيق، بل إن الأسطورة تحكي أنه كان يشرب دمائهم أيضاً.

12- سون تزو

كان سون تزو محنكاً وخبيراً في شؤون الحرب، وكان مختصاً في الشؤون العسكرية وزاد نشاطه إبان حكم سلالة تشو الصينية في فترة شهدت اضطرابات كبيرة

 ومع ذلك، أصبح أسطورة للكتابة عن الاستراتيجيات الصينية العسكرية والفنون القتالية في كتابه «فن الحرب»، وهو كتابٌ لا يزال ذا أثر كبير في الثقافة الآسيوية والغربية.

11- سكيبيو الإفريقي

كان سكيبيو الإفريقي واحداً من أقدر القادة الرومان وأنجحهم في التاريخ، وهو من ألحق الهزيمة بهانيبال في معركة زاما في الحرب البونية الثانية.

 ورُغم أنَّ سكيبيو كان رومانياً بنسبة 100%، فإنه سُمح له بالحصول على لقب «إفريقي» بعد انتصاره الذي تحقق في إفريقيا. ولُقّب بأسياتيكيوس أثناء خدمته تحت قيادة أخيه لوسيوس كورنيلوس ضد أنطيوخوس الثالث ملك سوريا في الحرب الرومانية السورية، والتي أبدع فيها في إلحاق الهزيمة بأعدائه.

10- سبارتاكوس

لا شك أن سبارتاكوس هو أشهر وأمهر المقاتلين الذين عرفهم التاريخ، وكان واحداً من قادة العبيد في حرب العبيد الثالثة، وهي انتفاضة عظيمة قام بها العبيد ضد الإمبراطورية الرومانية. ولم يسبق لأحد أن أثار الرعب في نفس الإمبراطورية القوية كما فعل هو.

9- شياهو دان

قدم شياهو دون خدماته كقائد عسكري لأمير الحرب تساو تساو في سلالة الهان الشرقية الأخيرة، وأصبح أسطورة حين ضربه سهمٌ طائش في إحدى المعارك وأفقده عينه اليسرى. وعلى مرأى ومسمع من جنوده وأعدائه المذهولين على حد سواء، سحب السهم وابتلع مقلة عينه. وبعد هذا الحادث، دبَّ الرعب في أوصال جيوش أعدائه في أرجاء الصين من «شياهو الأعمى، المقاتل الأعور».

8- هانيبال برقا

وُلد هانيبال عام 247 ق.م في قرطاجة (عاصمة ما بات اليوم دولة «تونس»)، في فترة كانت المملكة فيها قد خسرت لتوّها حرباً طويلة مع روما، وخسرت معها العديد من أراضيها.

غير أنَّ الأقدار كانت قد حكمت أن يعيد هانيبال العديد من تلك الأراضي بمجرد أن شبَّ عن الطوق. ويقال إنه كان واحداً من أعظم الجنرالات والقادة العسكريين في العالم القديم، وكان عبقرياً في وضع الاستراتيجيات، ووضع تكتيكات للإحاطة بالعدو والإجهاز عليه بقوات مشتركة من المشاة والخيالة. وكانت حروبه مع الإمبراطورية الرومانية واحدةً من أكثر الحروب أسطورية في الزمن القديم.

7- بيروس الإبيري

كان بيروس الإبيري أحد ملوك السلالة المولوسيانية الإغريقية، وأحد مَن ألحقوا الهزيمة البالغة بالرومان، وكان يمثل التهديد الأول والوحيد لروما في أوج مجدها في بداية الإمبراطورية.

في الواقع، كان الرجل الوحيد الذي واصل إلحاق الهزائم بالفيالق الرومانية. ويعتقد بعض المؤرخين أنَّ التاريخ كان سيختلف كثيراً لو لم يُقتل بيروس في أرجوس.

وكان هانيبال برقا يعتبره أفضل جنرال عسكري وأعظم ملك محارب عرفه التاريخ. ورغم الانتصارات التي حققها، فإن بعض معاركه كانت تتسم بالدموية الشديدة ونتجت عنها خسائر عظيمة في الأرواح في أوساط رجاله، وبالتالي أصبحت عبارة «نصر بيروسي» مستخدمة في يومنا هذا، لا سيما في مجال الرياضة والسياسة.

6- ريتشارد قلب الأسد

كان ريتشارد ملك إنجلترا، وأُطلق عليه لقب «قلب الأسد»، واشتهر بأمجاده في الحملة الصليبية الثالثة، ولم يقضِ في فترة حكمه التي استمرت عشر سنوات سوى ستة أشهر في إنجلترا. ووُصف بأنه كان مقاتلاً ماهراً لم يظهر أي رحمة بأعدائه، ومن بين صفاته التي اشتهر بها الشجاعة والإقدام؛ إذ لم يُطلق عليه لقب «قلب الأسد» من فراغ.

5- مياموتو موساشي

موساشي مقاتل ياباني مخضرم ومقاتل ساموراي لا يُقهر (وكان من فئة مقاتلي الرونين الذين لم يكن لهم سيد أو معلم).

 وأصبح أسطورة في المقام الأول بسبب إتقانه للقتال بالسيف منذ أن كان في سن الثالثة عشرة. وأسس موساشي أسلوب القتال بالسيف المعروف بـ «هيوهو نيتن إيتشي ريو» أو «نيتن ريو».

وفي آخر حياته، وبعد أن أتقن فن القتال بسيفين، صعد جبلاً وألَّف بحثاً متقناً حول فنون قطع الرأس حمل عنوان «A Book of Five Rings». ويعتبره العديد من المؤرخين والخبراء أعظم مقاتل بالسيف عرفته الحياة.

4- يوليوس قيصر

يعد يوليوس قيصر أشهر وأنجح رجل دولة وجنرال روماني عرفه التاريخ، وكان أحد مَن قادوا جيش روما في العديد من المعارك التي تكللت بالنصر والتي ساعدت روما في بسط أراضيها. كما أنه كتب عن مغامراته العسكرية التي تعلم منها الشجاعة والدهاء في أرض المعركة.

3- ليونيداس إسبرطة

كان ليونيداس واحداً من بين ملكين من ملوك إسبرطة إبان الحروب الفارسية-اليونانية، وقائد أشرس الوحدات العسكرية في التاريخ، وحدة الهوبليت المؤلفة من 300 مقاتل بالرماح. وأكثر ما يذكر به هو شخصيته التي اتسمت بشجاعة لا تُضاهى، وأشارت الإشاعات إلى أنه إبان نهاية معركة ثيرموبيلاي، ظل وحيداً يقاتل مئات الآلاف من جنود الفُرس قبل أن يُقتل.

2- جنكيز خان

جنكيز خان أو «قاهر العالم» كما كان يُلقب، هو القائد الذي بدأ غزو ربع سكان العالم، ويعد واحداً من أعظم الغزاة في عصره. آمَن به شعبه باعتباره أعظم زعيم على مر الأزمان، وأنه دخل الجنة بعد وفاته، ولهذا السبب يُعرف أيضاً بلقب «المقاتل المقدس».

1- الإسكندر الأكبر

رغم أن الاسكندر الأكبر مات في ريعان شبابه في الثالثة والثلاثين، فقد تمكن الملك اليوناني المشهور من غزو معظم الأجزاء التي كانت معروفة من العالم حينها، ولهذا السبب يعتبره معظم المؤرخين أعظم جنرال عرفته البشرية.

 قاتل في الصفوف الأمامية في كل معركة (بخلاف غيره من الملوك الذي اكتفوا بمشاهدة قواتهم أثناء القتال). وظل منتصراً لا يُهزم واستولى على كل مملكة عظيمة كانت موجودة في عهده، مثل ممالك فارس والهند ومصر، وغيرها، وكان أول مرة يبسط نفوذ الحضارة اليونانية، وبالتالي الحضارة الغربية، على أجزاء أخرى من العالم.