مسلحون يتبعون أبي العباس يغادرون تعز

كتائب "أبو العباس" تهدد بالعودة إلى تعز، لكن برفقة "طارق صالح".. ما علاقة الاثنين؟! (فيديو)

في اللحظات الأخيرة وهي تشيع المدينة بالوعيد، أماطت المجاميع المسلحة المعروفة بكتائب ابو العباس اللثام عن وجهها الحقيقي، وقدمت نفسها للناس بصورة واهداف واضحة: السعي لإنشاء دولة ابو العباس، مسمى مشابه ويتطابق مع دولة "داعش" أو دولة البغدادي.

 

" دولتك باقية يا ابو العباس " هكذا هتفت المجاميع وهي تغادر مدينة تعز مساء أمس الجمعة بعد محاصرتها من قبل حملة أمنية أجبرتها على إخلاء المدينة القديمة حيث كانت تتمترس بالمدنيين، وتقاتل مع طلوبين أمنيا بجرائم اغتيالات وعناصر غير معروفة الهوية من خارج محافظة تعز كما تقول المصادر الامنية.

 

لكن مزيج الشعارات التي اختلط فيها شعار داعش بصرخة الحوثيين، يثير الكثير من الأسئلة عن طبيعة هذه المجاميع التي تزعم أنها سلفية، وتتلقى دعما إماراتيا باذخا، مكنها من حيازة اسلحة خطيرة لا تمتلكها سوى الجيوش، وعن اهدافها ومراميها.

 

وأجبرت حملة أمنية نفذتها السلطات، لملاحقة مطلوبين بجرائم اغتيالات، الكتائب على طلب هدنة، بعد اشتباكات عنيفة ليومين ادت الى مقتل وجرح العشرات بينهم مدنيين، لإخلاء المدينة، وتنفيذ مقررات لجنة حكومية شكلها المحافظ تقضي بتسليم المطلوبين وخروج المجاميع الى جبهة الكدحة غربي المدينة.

 

بحسب مصادر أمنية فقد غادرت المجاميع على ظهر 40 طقما عسكريا، و3 عربات مدرعة، بالاضافة الى سيارات فورد مظللة النوافذ، وكان على متنها نحو 600 عنصر، أكثر من نصفهم، من خارج محافظة تعز، ولا ينتمون للجيش، ويضعون اللثام على وجوههم.

 

وطبق صحفيين وناشطين رصدوا خروج المجاميع وبعضهم رافقها في شوارع المدينة، فقد توعدت المجاميع تعز، بالعودة بالتنسيق مع طارق عفاش المدعوم من الامارات والوية العمالقة السعودية " لتربية كلاب تعز" وفقا لمنشور للكاتب مختار المريري طالعه الحرف 28.

 

وأكد أحد افراد النقاط العسكرية في الطريق الى الكدحة في الريف الغربي للمدينة، حيث ستنتقل إليها المجاميع، في إفادة للحرف 28 إن المجاميع كانت تردد" طارق عفاش راااجع "، في تهديد لتعز، يكشف عن سيناريو آخر تشرف عليه أطراف في التحالف العربي لتمكين نجل شقيق الرئيس السابق الذي شارك الانقلابيين طيلة 3 سنوات الحرب، من تعز.

 

ويظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الإجتماعي مجاميع ابو العباس المتهمة باغتيال قرابة 300 جندي وضابط من المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بالاضافة الى مقتل موظف الصليب الأحمر حنا لحود، تردد شعارات " دولة ابو العباس باقية" تخللتها شعارات مايعرف بالصرخة الخمينية التي ترددها مليشيا الحوثي " الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام".


و قال ناشطون إن هذه الشعارات تتطابق مع شعارات داعش، فضلا عن ترديد شعار الحوثيين، العدو المفترض للكتائب.

 

وكتب الإعلامي مصطفى القطيبي، على صفحته في فيسبوك ان هذا "فيديو آخر يظهر التطرف في شعارات عصابة ابو العباس وهي نفس شعارات تنظيم داعش في العراق".

 

وأضاف في منشور على صفحته بالفيسبوك مخاطباً مجاميع أبو العباس: "طيب لوفيكم خير جبهة الكدحة بحاجة ماسة لكم دقوا الحوثيين وحرروها انتم وبقية قوات الجيش الوطني في كل جبهات تعز".

 

وتابع: "اتركوا المدينة للأمن يحميها ويحفظ أمنها تفرغوا جميعاً للعدو الحوثي ويكفي عنتريات على الضعفاء والمساكين وقتل الأبرياء وحماية المجرمين" حد تعبيره.

 

اما مستشار وزارة الاعلام في الحكومة الشرعية، مختار الرحبي، فقد وصف الشعارات التي رددتها مجاميع أبو العباس بأنها " متطرفة". وقال الرحبي في تغريدة على تويتر: "الرجال (أبو العباس) كان يبني دولة لحالة بعيد عن الشرعية وعن الجيش الوطني".

 

برغم التزام ابو العباس بتسليم المطلوبين أمنيا، وتوقيع اتفاق مع لجنة حكومية مشكلة من السلطة المحلية والجيش، فقد إشترط خروج المجاميع اولا على ان يتم لاحقا التسليم، وهو ما دفع باتجاهه موافقة وزير الداخلية احمد الميسري بتكليف من رئيس الجمهورية .

 

لكن خروج المجاميع المتطرفة الى تلك المنطقة الريفية، يبدو ترحيلا للمشكلة التي يمكن ان تشتعل مجددا في المنطقة التي سترابط فيها.

 

ويقول الصحفي سلمان الحميدي، إن إخراج كتائب أبو العباس من تعز ليس حلاً للمشكلة.

وعلق الحميدي في تغريدة له على تويتر: "المشكلة ليست في الكتائب، وإنما في المتطرفين داخلها، الإرهابيين المطلوبين أمنياً".

 

واعتبر خروج المجاميع المسلحة دون تسليم المطلوبين بأنه "ترحيل مؤقت لمشكلة كبيرة ستواجهها الدولة ويشتكي منها الناس".

 

أما الصحفي فيصل علي، فقد اعتبر الاتفاق بين كتائب أبو العباس والحملة الأمنية في تعز بأنها "مساعي فاسدة ولا تؤسس لنظام ولا لدولة ولا لقانون".

 

وكتب علي في منشور على صفحته بالفيسبوك: "سياسة الاحتواء التي تتبعها الشرعية لا تقيم دولة ولا تسهم في مواجهة الانقلاب" مستدركا بالقول "المشكلة أن الناس في تعز وحدهم من سيتحملون النتائج الكارثية لتدليل الإرهاب العباسي، أما النواشط والمتحزبين فهؤلاء غسلوا وجووهم بالمرق لا حياء ولا فائدة منهم، أما مذهب المحايديين فهو أفسد من كلما سبق".