احد قيادات مقاومة تعز

“ولاية الكدحة”.. هل يبني “أبو العباس” دولته الخاصة في “تعز” بمباركة أبوظبي؟! (تقرير)

بعد انفجار الوضع مؤخرا بتعز بين كتائب أبو العباس التابعة لأبوظبي والشرطة في تعز، تم التوصل إلى حل قضى بتسليم العناصر المطلوبة أمنيا وإخلاء الأحياء السكنية في المدينة القديمة من المسلحين.

 

 

أقرت لجنة التهدئة بخروج أولئك المسلحين، وعناصر الكتائب إلى منطقة “الكدحة” التابعة لمديرية باب المندب، في طرد ليس الأول لهذه الكتائب المتهمة باستخدامها كغطاء للتجنيد في صفوف تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.

 

 

كما أقر الاتفاق قيام إدارة عام شرطة تعز بترتيب الأوضاع الأمنية في المدينة القديمة، وتفعيل دور أقسام الشرطة أسوة ببقية المناطق في المحافظة.

 

 

 لكن هذا الاتفاق ليس الأول ولا يبدو أنه سيكون الأخير، فخروج تلك العناصر من المدينة يستمر فترة بسيطة ثم يعودون ويثيروا الفوضى في تعز، فتقوم الأجهزة الأمنية بشن حملات ضدهم لكنها تتوقف قبل أن تكمل هدفها.

 

 

وكانت تعز قد شهدت عمليات اغتيال لضابط في الشرطة، وهجمات شنها مسلحون على أقسام الشرطة والأطقم الأمنية، فضلا عن استعداد تلك العناصر للهجوم. عاشت على إثرها المدينة بعضة أيام في أوضاع صعبة نتج عنها خسائر كبيرة لتجار ومواطنين.

 

 

مع خروج الكتائب من المدينة القديمة قال سكان ومقاطع فيديو إن المقاتلين كانوا يرددون شعارات: دولة “أبو العباس باقية”، دولة أبوالعباس راجعة. فيما يبدو أن ذلك تيمناً بتنظيم الدولة الإسلامية التي رددت نفس الشعارات مع انهيار دولة الخلافة في العراق وبلاد الشام.

 

 

 

 

وقال قائد عسكري بارز لـ”اليمن نت” إن هناك مخاوف من أن يقوم “أبو العباس” ببناء دولة خاصة في الكدحة ويصبح الأمر الناهي في تلك المنطقة مثلما كان في “مدينة تعز القديمة” والأحياء المجاورة.

 

 

ولفت القائد العسكري الذي فضل عدم الكشف عن هويته إلى أن “أبو العباس” أظهر نزعة انتقامية فيما يبدو أنها بدوافع من أبوظبي التي كانت تعول عليه للسيطرة على تعز، ولأجل الانتقام فقد يسيطر على الكدحة ويعتبرها “إمارته”.

 

 

وأشار القائد العسكري إلى أن الكتائب التابعة لأبوظبي تظهر فكراً متطرفاً شبيه بتنظيم الدولة الإسلامية.

 

 

رفض تصدير الموت

هناك مخاوف كثيرة من عودة الصراع مجددا إلى تعز، برغم خروج تلك العناصر المطلوبة أمنيا إلى الكدحة والتي تعمل تحت غطاء كتائب أبوالعباس المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، وهي تنتمي للواء 35 مدرع لكنها لا تأخذ أوامرها منه.

 

عبر عن ذلك الصحفي عمار زعبل بالاستياء مما أسماه “رفض تصدير الموت” قائلا من حق الكدحة أن تتحرر من الحوثيين، ومن حقها أن تكون خالية من أي جماعة وافدة في إشارة إلى العناصر الخارجة عن القانون.

 

وأشار في منشور له على صفحته بموقع الفيسبوك إلى وجود مهام أخرى للحرس الرئاسي بتعز، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

وألمح إلى إمكانية تفجر الصراع في الكدحة وعدم استقرار تلك المنطقة بوصفة لخروج تلك العناصر بالقول: “زفة الموت إلى الكدحة”.

 

وتابع زعبل “الكدحة ليست قطاعا منفصلا وليست مكانا للذئاب المنفلتة أو حتى للقطعان.. تشتي تعيش”. لافتا إلى وجود مظلومية كبيرة في تلك المنطقة. فمن المعروف أن المناطق التي كانت تحت سيطرتها لم تستقر وشهدت عمليات تقطع وتفجيرات واغتيالات.

 

كما انتقد إقرار اللجنة الأمنية بأن من تحاربهم هم الكتيبة الخامسة من اللواء 35 مدرع، معتبرا ذلك تصدير للموت في ريف تعز، مطالبا إياها بتوحيد مصطلحاتها إما عناصر خارجة عن القانون أو كتيبة من الجيش.

 

 

 

مخاوف

يتفق مع طرح زعبل الناشط الإعلامي مازن عقلان الذي حث المواطنين على رفع مطلب جماعي لتجنيب الكدحة خطر المطلوبين أمنيا.

 

وطالب في منشور بصفحته بموقع الفيسبوك اللواء 35 مدرع بإعادة ترتيب القوات في مسرح عمليات الكدحة، قبل اندلاع مواجهات مع الأهالي، محملا اللواء كامل المسؤولية عن حياة المواطنين الذي يبق وأن تعرضوا لكثير من المضايقات والتصرفات الهوجاء من الأفراد المنظويين في كتائب أبوالعباس.

 

وكانت الهيئة التنفيذية لتحالف القوى السياسية المساندة للشرعية بمحافظة تعز، باركت في اجتماع طارئ لها، تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل له بتعز، داعية إلى إنهاء أي مسميات أو تشكيلات ودمجها بالجيش بصورة كاملة ومهنية.

 

 

كما أهابت بوسائل الإعلام الحزبية والمستقلة والإعلاميين والناشطين استشعار المسؤولية، والكف عن التحريض الإعلامي والمناكفات والمكايدات، وتوحيد الطاقات والجهود لمواجهة المليشيات الانقلابية الحوثية، ودعم استكمال عملية التحرير، وعدم استهداف المؤسسات الرسمية المدنية والعسكرية والأمنية.

 

 

 

نقلاً عن اليمن نت